منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

إبراهيم مليك يكتب: *توزيع سلة قائد الدعم السريع للاجئين بالقاهرة …وإعلان المجاعة لنازحي معسكر كلمة بنيالا تناقض شعورى غريب!!!*

0

من غرائب وعجائب السودان التى لا تنقضى أن الأوضاع بالبلاد تمضى بوتيرة متناقضة وغريبة حيّرت أفكار كل المتابعين للشأن السوداني …

أفادت التقارير والبيانات الرسمية أن مواطنى معسكر كلمة بنيالا يتعرضون لمجاعة تسببت فى موت الشيوخ والأطفال ..
ومعسكر كلمة الذى يقع فى محلية بليل شرق نيالا من أكبر المعسكرات بجنوب دارفور ..
هذا المعسكر شهد أحداث كبيرة وهو أحد كروت المتمرد عبدالواحد محمد نور للضغط على الحكومة السودانية ….
عجزت كل المحاولات لتفريق المعسكر وعودة النازحين إلى قراهم …
معسكر كلمة يضم مواطنين هجروا قراهم بسبب الحرب التى دارت منذ العام ٢٠٠٣ بين الجيش والحركات المتمردة بدارفور…
كل الاتفاقيات الموقعة بما فيها اتفاقية جوبا لسلام السودان الموقعة مرخراً بين حكومة الثورة وحركات دارفور عجزت عن معالجة أوضاع النازحين بمعسكرات دارفور ..
بعض المواطنين بهذه المعسكرات اتخذوا من دعم المنظمات وتجاهل الحكومة الولائية والمركزية ذريعة للبقاء داخل المعسكرات مما أفرز أجيال اعتمدت على دعم المنظمات بدلاً من الإنتاج ….
رغم قساوة حياة المعسكرات إلا أن النازحين تأقلموا عليها فبعضهم اعتمد على دعم المنظمات وبعض يذهب إلى مزرعته ويعود لخيمته داخل المعسكر وهناك مواطنين من داخل المدن هجروا بيوتهم واستأجروها وذهبوا إلى المعسكرات هذه إفرازات الحرب على مواطنى دارفور …

بعد تمرد الدعم السريع واضطراب الأوضاع الأمنية بدارفور ومغادرة المنظمات فقد النازحون امتيازاتهم وحدثت المجاعة هذا العام …
الغريب أن قوات الدعم السريع التى تحاول تجميل صورتها وفرض سياسة الأمر الواقع فى السودان عامة ودارفور خاصة غضت الطرف عن أوضاع النازحين بهذا المعسكر ولجأت لتوزيع سلة القائد بالقاهرة !!!
بالله أي استهبال وتخبط الذى تمارسه قيادة الدعم السريع ومستشاريها بالداخل والخارج على الشعب السوداني ؟؟!!
إن أكبر خطأ وقع فيه قائد مليشيا الدعم السريع هو اتخاذه لمستشارين بعدد القبائل الموالية له من كل السودان من باب الترضية والمجاملة !!
وأصبح لقب مستشار هو مبتغى الناشطين الانتهازيين الذين يوالون حسب مصالحهم فضلوا وأضلوا …
كيف يترك مستشاروا الدعم السريع النازحين جوعى داخل السودان ويلاحقون اللاجئين فى مصر بسلة غذائية !!؟
والأغرب أن الدعم السريع بدأ منشط الفروسية بنيالا يوم أمس وكأنَّ أهل دارفور بلغت بهم الرفاهية أن يحضروا هذا المنشط الترفيهي وهناك من يموت جوعاً على بعد بضعة كيلو مترات من مكان السباق !!

هل بلغ بنا الأمر أن تتباعد المشاعر الإنسانية بين أهل السودان ويطبق علينا قول القائل (ناس أفراحها زايدة وناس بتألموا)!!!
الجميع يعلم أن هذا العام هو عام الرمادة وعام الحزن بالنسبة لأهل السودان جميعاً حيث عانت الأسر السودانية وفقدت أرواح عزيزة وهُجرت قسراً من منازلها وفقدت ممتلكاتها بسبب هذه الحرب المدمرة أي مراوغة أو محاولة ترقيع لمعالجة الأزمة يعتبر جُرم أكبر وتغطية على الجرائم التى وقعت على الشعب ومحاولة لتمهيد الإفلات من العقاب والمساءلة القانونية …
لايمكن أن يعيش الشعب فى دوامة مؤامرات تمارسها أقلية انتهازية من السياسيين يتلاعبون بمصير الشعب السودانى ومستقبل أجياله…
على الدولة أن تقوم بمسؤولياتها وتعالج هذا المشكل السودانى علاج جذرى وإلا فإن المجاعة لن تقف فى معسكر كلمة لأن تجار الأزمات اعتادوا على التكسب من آهات وأنين الشعب السودانى …
وعلى قيادة الدعم السريع والحركات الدارفورية إن كان لها ذرة من إنسانية أن تنجد هؤلاء الجوعى بدلاً من السعى فى توسيع دائرة الفتنة والقتال بين أبناء الشعب السودانى لتحقيق مكاسب سياسية .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.