منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

الملكة ام الق تكتب: *هزبر مضى الي ربه في عزيمة و جلد*

0

أسد آخر مزقت أحشائنا حسن سيرته مضي الي الله متعجلاً و ترك لنا مر المواجع و فواجع الأخبار.
فكل يوم و كل لحظة نفقد فلذة من فلذات كبدنا حتي أدمت قلوبنا هذه الحرب التي كان وقودها خير أبناء السودان و ذخره و سواعد بناءه و رفعته و سؤدده…

هل قلت هزبراً؟؟؟؟
أذن فقد ظلمته فالهزبر يربض أياماً و يتحين الفرص ليجد سانحة في فريسته فيعدو بكل سرعة و عزم و ينتاشها.
أما الرائد لقمان فقد كان أجرأ و أشجع و أمضي عزماً من الهزبر.
فهو قد عزم و توكل و خاض الوغى و هو يعلم أن الأمر جلل و مهيب و خطر و خطير و لكنه قد باعها هذه العزيزة و الثمن كان جنة عرضها السموات و الأرض أعدت للمتقين.
أنه تلميذ مدرسة محمد صلي الله عليه و سلم و أنعم به من معلم و أكرم بها من مدرسة و بخ بخ للتلميذ النجيب الذي كان فينا قامة سامقة توشحت بالنبل و كريم الخصال و قد أجاد الواصفون وصفه بكل جميل الصفات.
لله دره من فارس و نبيل. لقد كانت كل الأعذار في معيته و لم تراود قلبه الجسور و تلعب علي أوتار التراجع….
أولاها هي هذه النفس التي تحب الحياة و الأستمتاع بها و كراهية الموت و هذا شأن عام فقد فطر الله سبحانه و تعالي أبن آدم علي ذلك.
و الثانية : فشريكة حياته و أخت روحه و رفيقة دربه و أم أولاده خارج البلاد في رحلة أستشفاء ( نسأل الله أن يجعل دمه الطاهر صدقة تشفيها بها من كل داء فقد جاء في الأثر أن الحبيب صلي الله عليه وسلم قال داوا مرضاكم بالصدقة )
و كان له أن يرافقها في الغربة و لا أحد يلومه.
و الثالثة أنه كان في دورة و لم يكن في العمل عندما أندلعت الحرب و بالتالي لم يكن في عداد القوة و كان له الا ينخرط في القتال.
و الرابعة : عيون أنجاله الصغار و مرض زوجته و الخوف و القلق الذي يلازم أي أحد في هذه الحالة.
و لكن تلميذ محمد صلي الله عليه وسلم لم يلتفت لكل هذه الأعذار و لم يجعل منها مطية تجعله يفلت من الكريهه. ( فالعرب تسمي الحرب الكريهه) بل أنه بكل شجاعة و إقدام هو شيمة هؤلاء الرجال الذين تربو في مصنع الرجال و عرين الإبطال و قد رأينا منهم عجباً في هذه الحرب الضروس.
أقحم نفسه في جهادها و أستودع زوجه و أبناءه الله الذي لا تضيع ودائعه و مضى بعزم يفل الحديد و قلب متجمل بالصبر كالصخر عنيد. و قد كان أمامه خياران إما لله في الخالدين أو النصر و أكمال المهمة المستحيلة و لم يتردد فأختار المضي قدماً و تقدم جنوده في ثبات تتعلم منه الجبال و لأنه صدق الله فقد منّ عليه قيوم السموات و الأرض بالحسنيين معاً و هذا نادراً ما يحدث.
الشهادة و الأنتصار.
سبحان الله الواهب
كيف يتأتى له كل هذا! إن لم يكن فعلاً يستحق.
لله دره تلميذ محمد صلي الله عليه وسلم فقد سارت الركبان بتميزه و تفرده و أسبقيته في كل شئ.
كان بيننا عظيماً و لكنه نظر بعين السبق و باع نفساً رضية و دنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة و أشتري رضوان ربه و جنته.
نسأل الله أن يمضى هذا البيع و يقبل عبده لقمان شهيداً خالداً حياً عنده فرحاً مستبشراً و أن يشفي زوجته و يكفل أولاده برعايته و يربيهم و يجعلهم خير خلف لخير سلف و يربط علي قلوب زوجه و والديه و أخوته و يبارك في ذريته 🤲🏻

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.