منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

حاج ماجد السوار يكتب : *إستباحة الأمن القومي ما بين حل جهاز الأمن في 1985 و حل هيئة العمليات في 2019*

????????????????????????????????????
0

حاج ماجد السوار يكتب :

*إستباحة الأمن القومي ما بين حل جهاز الأمن في 1985 و حل هيئة العمليات في 2019*

المنشور أدناه و الذي كتبته في 4 أكتوبر 2021 أعيد نشره تعقيبا على تغريدة الأستاذة الإعلامية أم وضاح صاحبة المواقف المبدئية و القوية في دعم القوات المسلحة و القوى النظامية و الأمنية و هي تخوض معركة العزة و الكرامة دفاعا عن شعبنا و بلادنا .
فعلاً لقد فرط الشعب السوداني و كاد يفقد خط دفاعه الأول لكن الله سلم !!

و بهذه المناسبة أتساءل : هل تم إعادة صلاحيات الجهاز أم أن الأمر ما يزال حبيس الأدراج و التوازنات ؟

مع خالص التقدير
________________________________

✒️ حاج ماجد سوار

من أجل الوطن (77)
________________________________

إستباحة الأمن القومي ما بين حل جهاز الأمن في 1985 و حل هيئة العمليات في 2019

في العام 1985 و بعد عدة أسابيع من إنطلاقة إنتفاضة ( رجب – أبريل ) سقط نظام نميري عندما انحازت القيادة العامة للجيش بقيادة الفريق سوار الذهب للجماهير الثائرة في معظم مدن السودان في السادس من أبريل .

في السابع و الثامن من أبريل تواصلت المظاهرات و ارتفعت الأصوات المنادية بحل جهاز الأمن و اعتقال قادته في ظل تعبئة شديدة ضد الجهاز و أفراده ، و بالفعل حاولت الجموع إقتحام مقر رئاسة الجهاز فتصدى لهم بعض الجنود و أسقطوا منهم عشرات القتلى و المصابين .

إزاء هذه الأحداث و خوفاً من تصاعد المواجهة أصدر الفريق سوار الذهب رئيس المجلس العسكري الإنتقالي مرسوماً بحل الجهاز و تشكيل لجنة لتصفيته .
بعد صدور المرسوم مباشرة تم إجتياح مباني الجهاز و استباحتها من قبل الجموع الغاضبة المعبأة .

لم تكن الجماهير تعلم أن إقتحامهم لمقر الجهاز عمل منظم تقف من ورائه أحزاب معروفة و مخابرات دول معادية و دول جوار طامعة !!

ما بين قرار حل الجهاز و اقتحام مقره و تسريح ضباطه و جنوده لاحقاً دفع السودان و ما يزال يدفع ثمناً باهظاً حيث اختفت ملفات مهمة و خطيرة تتعلق بالأمن القومي و انتقلت أخطر الأسرار لأجهزة مخابرات دول أخرى !!
كما أن بعض الأحزاب تمكنت من الإستيلاء على ( ملفاتها ) و (ملفات) أحزاب أخرى منافسة لها كانت تقبع في أضابير الجهاز و تحوي الكثير من الأسرار !!
و هكذا بين عشية و ضحاها أصبح الوطن في ( السهلة ) و أمنه مخترق و مستباح !!

جهاز أمن نميري لم يكن جهازاً مثالياً بل كانت له تجاوزات كثيرة و كان باطشاً خاصة في الأيام التي سبقت سقوط النظام ، لكنه في المقابل كان يقوم بأداء مهني عالي خاصة في حفظ الأمن القومي و في الأمن الخارجي .

بعد نهاية عام الإنتقال و فوز حزب الأمة بالأغلبية و تشكيل حكومته برئاسة السيد الصادق المهدي تم تكليف اللواء الهادي بشرى ( الذي أشرف على تصفية جهاز أمن نميري ) لتأسيس الجهاز الجديد الذي ترأسه لاحقاً العميد عبد الرحمن فرح على أسس جديدة حيث استوعب الجهاز بعض منسوبي جهاز أمن نميري و أضاف إليها عناصر مختارة من القوات المسلحة و الشرطة .
واصل عبد الرحمن فرح مهمته حتى إنقلاب الإنقاذ في الثلاثين من يونيو 1989 .

الإنقاذ بدورها بنت على ما كان قائماً و على مدى قرابة ثلاثة عقود بنت واحداً من أقوى أجهزة الأمن في المنطقة و استقطبت له عناصر متميزة من مختلف التخصصات .
ترأس الجهاز في بدايته اللواء إبراهيم نايل ( الذي كان يعمل مع اللواء الهادي بشرى في تأسيس الجهاز في فترة حكم الصادق المهدي ) ثم خلفه اللواء بكري حسن صالح و كان مديره العام دكتور نافع علي نافع و نائبه اللواء حسن ضحوي الذي أصبح لاحقاً مديراً لجهاز الأمن الداخلي و أصبح دكتور نافع مديراً للأمن الخارجي ثم تعاقب على الجهاز العديد من القادة كان آخرهم المهندس صلاح عبد الله ( قوش ) الذي أحدث هو و نائبه المهندس محمد عطا ( الذي خلف صلاح قبل عودته الأخيرة ) نقلة كبيرة في الجهاز من حيث توفير الإمكانات و التطوير المستمر للهيكل و الإدارات و الدوائر و المعدات و التدريب و التأهيل الرفيع للأفراد مع إستقطاب المتميزين من خريجي الجامعات .

أسس الجهاز ( هيئة العمليات ) لتصبح ذراعه القوي لتنفيذ العمليات ذات الطبيعة الخاصة و مساندة القوات المسلحة و قوات الشرطة متى ما اقتضت الضرورة . و أسس إدارة مكافحة الإرهاب و التجسس التي نجحت بكفاءة و اقتدار في أداء مهامها بصورة جعلتها في المقدمة لكنها كانت في كل الأحوال بعيدة عن الأضواء .

إستطاع الجهاز خلال مسيرته هذه بناء شبكة علاقات تعاون قوية مع مختلف أجهزة المخابرات و الأمن على مستوى العالم و تولى رئاسة مؤتمر أجهزة المخابرات الأفريقية لعدة دورات .

كغيره من الأجهزة الأمنية لم يكن حهاز أمن الإنقاذ في مختلف مراحله مثالياً ، بل صاحبت أداءه بعض التجاوزات خاصة في حق المعارضين للنظام .
و شهدت فترة التظاهرات التي أدت لإسقاط النظام أخطاء و تجاوزات كثيرة للجهاز من قتل للمتظاهرين و قمع شديد و لعل أبشع هذه التجاوزات هي حادثة مقتل المعلم أحمد الخير .
و رغم ذلك فإن الجهاز تميز بمهنية و كفاءة عالية في أداء مهامه و واجباته في جوانب أخرى عديدة جعلته موضع إحترام و تقدير رصفائه في المنطقة بل و على مستوى العالم .

بعد تغيير 11 أبريل 2019 الذي قامت به اللجنة الأمنية تعالت ذات الأصوات التي قادت لحل الجهاز في العام 1985 و انضمت إليها هذه المرة أصوات موظفي المنظمات الدولية و حملة الجوازات الأجنبية من حكام العهد الإنتقالي منادية بحل الجهاز تحت حجة إعادة الهيكلة !!
و رغم أنها لم تحقق هدفها كاملاً إلا أنها نجحت في تحجيم الجهاز و حصر مهمته في جمع المعلومات فقط و تقديمها للجهات المختصة !! و لعمري إن هذا لمن أكبر الأخطاء التي بدأت البلاد دفع ثمنها مبكراً ، و يضاف لذلك فقد تم فصل مئات الضباط و الصف و الأفراد ذوي الخبرة و الكفاءة العالية من عملهم ، و كانت ثالثة الأثافي هي قرار حل هيئة العمليات !!
كل ذلك أدى لإضعاف الروح المعنوية لمنسوبي الجهاز و رغم ذلك ظلوا يؤدون واجباتهم على الوجه الأكمل .

إن ما تشهده بلادنا هذه الأيام من تفلتات أمنية و تحركات مكثفة للتنظيمات الإرهابية المتطرفة لضرب أمننا و استقرارنا يستوجب على الشعب السوداني كله قبل حكامه أن يحافظ على جهاز الأمن و المخابرات قوياً و فاعلاً و إلا فلن ينفع الندم !!

أجهزتنا الأمنية هي خط دفاعنا الأول عن أمننا القومي فلنحافظ عليها ( مع إصلاحها) حتى لا تستباح بلادنا كما استبيحت من قبل بعد إنتفاضة أبريل .

إنَّ قوة الدول من قوة أجهزتها الأمنية و ضعفها من ضعفها .

#كتابات_حاج_ماجد_سوار
4 أكتوبر 2021

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.