مسارات محفوظ عابدين يكتب : *جهاز المخابرات العامة بشندي ماهو الدور المنتظر؟*
مسارات
محفوظ عابدين يكتب :
*جهاز المخابرات العامة بشندي ماهو الدور المنتظر؟*
احد كبار القادة العسكريين في السودان جاءه شقيقه ليشاوره في امر زواجه (الثاني) فما كان من القائد إلا أن بارك لشقيقه الخطوة ،فعلمت الزوجة الأولى بما دار بين(الشقيقين)،ووجهت(جام) غضبها على القائد العسكري الذي قال لشقيقه يا أخي الزواج (الثاني) مثل (الإنقلاب) ينفذ ثم يعلن عنه.
محتوى هذه القصة هو بالضبط مثل طبيعة وإسلوب العمل في إجهزة المخابرات والأمن بصفة عامة فهذه الاجهزة تخطط وتعمل وتنفذ دون ان يعلم أحد ،ثم تظهر نتائج العمل ان كان إحباطا لمخطط أو إفشال لمؤامرة او إحتواء لأي( مهدد) يستهدف البلد في أمنها وإستقرارها ،وأجهزة المخابرات لا (تكشف) عن خططها ولا طبيعة عملها ولكن تظهر نتائجه واقعا (ملموسا) يتحسسه الناس (ماديا) بحواسهم واحيانا (معنويا) لايرونه رأي العين.
وجهاز المخابرات العامة بشندي مثله ومثل بقية (نظرائه) في باقي محليات السودان الاخرى ،ولكن يبدو ان معركة الكرامة التي تخوضها البلاد بقواتها النظامية ومقاومتها الشعبية المسلحة قد فرضت تحديات كبيرا لجهاز المخابرات العامة ب(شندي) المجاورة لولاية (الخرطوم) التي أختارتها (المليشيا) مكانا لأدارة معركتها وتنفيذا لمخططها المدعوم إقليميا ودوليا ،ولكنها بالتأكيد لن يكون لها (الخيرة) في (أمر) نهايتها ولا نتيجتها.
وبالتأكيد ان جهاز المخابرات العامة في شندي يؤدي أدوارا كبيرة في كل المحاور التي ترتبط بمعركة (الكرامة) من بينها( الربط) و(التنسيق) المحكم،في دائرة (إختصاصه) وحدود (مسؤوليته) ولكن كان الأهم في هذا العمل هو (إعداد) مقاتلين من نوعية خاصة وبتدريب متقدم لهم (قدرات قتالية) لا تتوفر وطبيعة عمل القوات النظامية الأخرى، ولا المقاومة الشعبية المسلحة وكان خير دليل على ذلك هو تدشين كتيبة (المتوكل بالله) التي شهد حفل تخريجها والي نهر النيل محمد البدوي عبد الماجد في مقر الجهاز وقدمت الكتبية استعراضا عسكريا عكس التدريب (النوعي) الذي إكتسبته.
وجهاز المخابرات العامة بشندي تلقى (جرعات) دعم (معنوية) كبيرة قد تكون (تربيت) على( كتفه) لما أنجز ،او تكون (تحفيز) له،لما هو (مقبل) عليه من عمل كبير.
فقد زاره رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وجاء الى مقر الجهاز (سيرا على الأقدام) بعد إلتحامه مع الجماهير في سوق شندي،وفي الأمر (دلالة)، ولكن الدلالة الكبرى ان زيارة البرهان لمقر جهاز المخابرات العامة بشندي جاءت مباشرة بين زيارته لأمدرمان ولموقع الإلتحام بين جيش وادي سيدنا وجيش سلاح المنهدسين والذي كان فتحا كبيرا ونصرا له ما بعده في معركة الكرامة.
فقد كانت زيارة البرهان لمقر جهاز المخابرات بشندي (شهادة شرف) و(تكليف عمل).
وقبل ان (يقيف) جهاز المخابرات العامة بشندي من حالة الدعم (المعنوي) جاءه (مدد) إضافي ، فكانت أول زيارة لنائب المدير العام لجهاز المخابرات العامة ورئيس هيئة مكافحة الإرهاب اللواء محمد عباس اللبيب بعد تعيينه نائبا للمدير العام ،كانت لجهاز المخابرات العامة بشندي والذي خاطب المقاتلين في معسكرات التدريب ووضع خارطة طريق لموجهات العمل وحدد الاهداف وهو في انتظار النتائج من منسوبيه.وهي تأتي متطابقة لما هو مخطط له بأذن الله.
ان العمل الذي قام به جهاز المخابرات العامة بشندي هو نموذج يعمم تطبيقه في السودان لان الوضع( بعد) الحرب لن يكون مثل الوضع (قبل) الحرب وهذا هو المطلوب.