النور صباح يكتب :
*روح الجيش السوداني*
عنترة بن شداد قال:
(ولو ارسلت رمحي مع جبان // لكان بهيبتي يلقي السباعا)
دي الفكرة الاساسية الهيبة والروح
الجيش السوداني مؤسسة، وروح هذه المؤسسة تظل ثابته مهما تغير الافراد، اكثر من 90% من افراد وضباط الجيش في الخدمة اليوم لم يكونوا موجودين قبل 40 عاما و 70% في المئة لم يكونوا موجودين قبل 20 عاما وهكذا 50 % لم يكونوا موجودين في الخدمة قبل 15 عاما ومع ذلك هو نفس الجيش بالبسالة والشجاعة والانضباط والفدائية والصبر والتحمل منذ عهد البلوكات السريعة وبراءة الحاكم العام ومعارك كرن وكسلا ومنذ حروب الجنوب ودارفور والفشقة وحتي يومنا هذا.
مثل فرق كرة القدم.. الاهلي القاهري قبل 15 عاما ليس هو الاهلي الان كل اللاعبين والجهاز الفني كلهم تغيروا لكن الاهلي هو الاهلي وريال مدريد هو ريال مدريد.
– تذهب الاسماء وتبقي المؤسسة وتبقي الروح وتظل العجينة الخفية التي تشكل حدود ملامح الجسم، هذه العجينة هي التي تصبغ اي قادم جديد ليتشبع بروح الجيش السوداني وقيمه وجلالاته وشعاراته وملابسه وشاراته واعلامه.
يظل الجيش السوداني هو المؤسسة مع البرهان وقبل البرهان وبعد البرهان
باذن الله لن يكسره عدو ولن يفنيه تمرد
فكما هو الحال اذ يمكن لأي ثري ان يصنع فريق كرة قدم من العدم ويشتري له اغلي اللاعبين لكنه لن يتقدم ولن يصبح كالفرق العريقة.
فالعراقة لا تشتري والهوية لا تشتري والروح لا تشتري
مهما صنعوا من مرتزقة والبسوهم وسلحوهم ودربوهم فلن يشتروا لهم القيم ولن يجدوا لهم روحا توحدهم ليدافعوا عنها.
وحتي هذا العلم، هذه الراية لها قيمة، تستمدها من دولة كاملة بتاريخ كامل وشعب وارض.
لماذا استشهد مصعب بن عمير وهو يمسك الراية ويرفض ان تسقط ؟ لولا ان للراية قيمة تتجاوز قيمة الفرد.
لماذا أستشهد ثلاثة من قادة المسلمين في غزوة مؤتة كل شهيد يسلم الراية للشهيد ؟
لماذا ظل خالد بن الوليد متمسكا براية (العُقاب) في كل معاركه لانها راية عقدها له رسول الله صلي الله عليه وسلم.
هناك قصص ورايات في الجيش لها تاريخ باذخ.
عندما يسمع الجندي انه ينتمي للهجانة تخيل مدي الفخر الذي يصب عليه من رأسه حتي قدمية وتخيل كمية التاريخ الذي سيسري في عروقة وان دفاعه عن هذه الراية هو دفاع عن تاريخ وعن سيرة ابطال يرغب في يكون اسمه بينهم .. يصدق في هذا الجندي قول عنترة لو كان جبانا فسيصبح اشجع الشجعان.
نحن كشعب وكجيش، نحن قيم تمشي علي الارض ورايات باذخات تطاول النجوم وروح تسري عميقا تربطنا بجذور هذه الارض التي سالت عليها دماء الشهداء واصبحت قبورا للاحباب.
النور صباح
