مواطن سوداني يكتب: *عام مضى … التحية لجيش بلادي* .
في مثل هذا الصباح خرجت من المنزل لزيارة ودعم الارتكازات القريبة من المنزل التابعة للقوات المسلحة السودانية.. بعد كنا نفطر بها ايام رمضان وبداية الحرب … في الخرطوم كنا نتجول بسياراتنا في مناطق سيطرة الجيش .. حملت بعض اطباق الحلاوة والخبيز.. وصلت أقرب ارتكاز لنا وهو ارتكاز القلابات .. بمنطقة ابو آدم وجنوب التصنيع الحربي مباشرة … هؤلاء الشجعان من جنودنا يعملون بصمت .. لم يكونوا لبسو جديد العيد . بل هو كاكي الأمس نفسه .. لم يكونوا اشتروا الحلويات من السوبر ماركت . ولكنها باقي كوجه الأمس.. لم يقبلوا أطفالهم في هذا الصباح كما نفعل نحن في بيوتنا …
عندما أوقفت عربتي ونزلت . ينظرون إليك.. اتراهو صديق ام عدوء ..
كما هم عظماء .. شباب يحملون أرواحهم لنضحك نحن ولنعيد نحن ولنقبل أطفالنا نحن ولكن هم محرومين من العيد واللبس الجديد والأطفال واسرهم وابنائهم … ألم اقل انهم عظماء ..
اشهد الله حينما نزلت بكيت . لأنني اتي إليهم بسيارة فخمة وارتدي اخر فخامة الاقمشة تجهرك من بياضها.. وسديري من الصناعة التركية وشال مطرز وعمة سويسرية … كم كنت حقير هذا الصباح وكم كانوا عظماء هذا الصباح … جيش بلادي مااعظمك .
سلمت عليهم وانا إداري خيبتي … واختشي حضوري بهذا المظهر لهؤلاء العظماء …واخفي ارتجاف دموعي ..
لم استطيع ان اقول أكثر من الله اكبر الله اكبر الله اكبر .. منتصرين بإذن الله … بمثل هؤلاء الأسود ننتصر .. بمثل هذه القوات المسلحة ننتصر .. بمثلكم ننتصر .. حفظكم الله ورعاكم ..
كان أحدهم يسخن في مدرعة .. والثاني يعيد تعبئة ذخيرة .. والثالث ينظف سلاحه .. ورابع هناك في خندق برميل يعيد ارتكازه…
ورب البيت كم نحن حقيرين أمام أشخاص كهؤلاء..
وكم هي عظيمة قواتنا المسلحة .. تجولت بينهم وانا احمل لهم الخبيز والحلويات . لا ليأخذوا منه . بل لاغرف لهم غرف في مواعينهم وايديهم شعور تملكني ان مائة طبق لن تكفي هذا الارتكاز . وان حفاظات العصير معي لن تروي عشقي لهؤلاء الجنود العظماء .. حينما وصلت اخر فرد واتجهت نحو سيارتي نظرت لهم … حينها ورب البيت كنت انظر لاطفالي فيهم وانا اودعهم ليهربوا من جحيم الحرب . وبكيت اكثر … نحن نهرب من جحيمها وهؤلاء يفدوننا بارواحهم .. ؟؟؟؟ من الرائع اكثر منهم ..؟؟؟ من الذي يستحق الاحترام اكثر منهم ؟؟، من أعظم من جندي في قواتنا المسلحة ..؟؟ من أفضل من جندي في قواتنا المسلحة ..؟؟ من يحمل كبرياء اكثر من جنود قواتنا المسلحة .. ؟؟؟
ركبت عربتي وذهبت ولكن لم استطيع ان اتوقف عن الدموع .. حتى اكملت ارتكازات الصفراوي.. لفة ابوادم . اخر محطة …
صدقوني ان لم تعشق القوات المسلحة السودانية فأنتم لا تعرفوها… فمن يعرفها يعشقها بشدة . ويدمن دعمها…
تذكرت حينها ارتكازات قيسان وخرطوم بليل وجبل جورج في طريقي التجاري للنيل الأزرق وانا عابر لقيسان والبيرو الإثيوبية. قال لي النقيب . لو دخلت إثيوبيا هاك جيب لي معاك صابون ميديكا..
أحسست حينها ان هذا النقيب المرتكز في منطقة الاحراش أشرف مني الف مرة … هاك جيب لي معاك صابون حمام ميديكا..
تجاهلت يده الممدودة وقلت له ياسعادتك كل احتياجاتك كلها انت والمعاك .. صدقوني في العودة جبت القالوهو والماقالوهو لأنني كنت اشتري لاسرتي القوات المسلحة السودانية العظيمة من البيرو الإثيوبية..
يا شعب السودان … ليس هناك أعظم من رجل يفارق أسرته صباح العيد ليحميكم ويموت لاجلكم..
التحية هذا الصباح لكل جياشي في كل ثغر من ثغور الوطن ولكل مستنفر ولكل مؤيد لقواتنا المسلحة السودانية… نحن هذا الصباح يجب أن نذور أسرة كل مرابط في الثغور وأسرة كل شهيد وأسرة كل مستنفر .. فهؤلاء الذين يستحقون ان يشعروا ان الشعب آبائهم… هؤلاء هم الشرفاء بحق
عيدكم مبارك جنودنا البواسل .. العظماء ..
سوداني..