عبد الله الأزرق يكتب: *هكذا يكبلون بنك السودان.. سعادة الفريق ياسر (2)*
في ما سبق كنت أشرت لجوانب قصور تشوب تطبيق نظام بنكك . قد تكون المسؤولية الأولى عن جوانب القصور، التي أشرنا إليها سابقاً، لا تقع على بنك الخرطوم!!
بل تقع المسؤولية الأولى والأهم على البنك المركزي، بوصفه السلطة المنظّمة Regulatory Body. فهو المسؤول عن وضع المعايير. :
– لفتح الحسابات في المصارف.
– وتحديد أسس التحويلات المالية، بحيث يعرف البنك:
طبيعة عمل العميل، ومقدار دخله الشهري، وماهية الجهة المُحوّل لها.
– مراقبة الحسابات، وإغلاق الحسابات المشبوهة.
وما تلك إلّا بعض المعايير التي تعمل بها المصارف عالمياً.. وأصبح تطبيقها واجباً لمراقبة عمليات الجريمة المنظمة، والإرهاب والتهريب وما إليها.
– وقد يحتاج البنك المركزي لاستخدام نظام آخر، بجانب نظام بنكك في مصارف أخرى، تجنباً لاحتكار مصرف واحد لذلك النظام. والمنافسة تُجبر المتنافسين على تقديم خدمات أفضل للعملاء .
وهذا أيضاً معمول به عالمياً؛ وهناك قوانين شائعة في كثير من البلاد في هذا الصدد (Anti-Trust Law).
وتطبيق هذه المعايير والنظم تعطي نظامنا المصرفي مصداقية وقبولاً عالمياً أكثر.
تُرى هل ستقوم هذه الاطراف المتحكمة المُكَبّلة – التي اشتكى منها سعادة الفريق – بسن تلك النظم واللوائح والقوانين التي تسمح بحُسن إدارة النظام المصرفي؟؟
أما السيد / الصادق محمد على، رئيس مجلس إدارة بنك الثروة الحيوانية؛ فهو شخص مؤهل، وذو خبرات، وذو نزاهة وخلق رفيع، بشهادة كثيرين أفادوني، وأنا لم أقدح في شيء من ذلك.
ولكن كانت لجنة التمكين وحميدتي يطاردان كل مؤهل لمجرد أنه ممن يسمونهم الفلول. بل طاردوا عمالاً!!! والسيد الصادق استُوزِرَ من قبل الإنقاذ مراراً فهو (فلولي معتّق).
أما وقد وافقوا على تعيينك فهذا ما يثير الأسئلة. خاصة أن حميدتي عيّن كثيراً من قراباته وقبيلته. وحبذا لو كشفت لنا نسبة أولاد دقلو في أسهم البنك، والواجهات التي دخلوا بها. ولا تظُننّ أنني أتمنى أن يصيبك ظلمهم.
من البديهي أن مسؤولية التحري عن ملاك المصارف الحقيقيين ونسبة أسهمهم والواجهات التي سيطروا عبرها، تقع على عاتق الأمن الاقتصادي. ولكني لا ألومه؛ لأنهم قصوا أجنحته، وخلعوا أسنانه ومخالبه.
وهكذا تبقى هذه المسؤولية منوطة بالحكام الذين يصدرون القرارات، وهذه لن تسقط عنهم.
الجماهير تنتظر قرارات، وإلّا فسيكررون ما يقولونه عنكم:
“حكامنا ديل الواحد منهم بِهَدِر بَارِكْ”!!
نحتاج لقرارات عاجلة تغير العملة حتى نحيل ما بأيدي المليشيا إلى مجرد أوراق.
ونحتاج لقرارات حتى لا تستطيع “ست الشاي وأبناؤها السبعة” من تحويل الحد الأقصى من جنيهاتنا للخارج يومياً، دون رقيب ولا ضابط ولا حسيب.
وحتى تُسَنْ وتُطبّق مصارفنا المعايير والقواعد الضابطة بما يوقف الفساد والمفسدين والمُكَبّلين.
ونحتاج لقرارات تنجينا من هؤلاء الذين وصفتهم – سعادة الفريق – بالمكبّلين لبنك السودان، وغير بنك السودان.
وتحتاجون سعادة الفريق للجان متابعة ليجري التأكّد من التطبيق الحرفي للقرارات . فالناس يتحدثون عن أن ما تقولونه مجرد كلام يذهب أدراج الرياح
ولو أنكم أبقيتم على من يناصر ويوالي المليشيا وظهيرها السياسي يتحكّم في مفاصل المرافق الحساسة ، فلن تبقَ لكم سوى الشكوى !!!
هؤلاء: حطموا اقتصاد أمّة.. ويتواطؤون مع أعدائنا.. وحربهم أشد فتكاً من رصاص المليشيا.
و #السودان محارب ، فأوضاعه لا تحتمل مجاملةً ولا تهاوناً ولا ضعفاً .
اسمعوا نُصحي ، فقد بلغت من العُمر ما جعلني غير طامع في ذهب المعز ولا خائفاً من سيفه .
شعارنا: “الوطن أولاً”.
ولتسقط كل الانتماءات الحزبية والجهوية والسياسية.
ليهلك من هَلَك عن بيّنة ويحيا من حيّ عن بيّنة.
#السفير_عبدالله_الأزرق