منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

د.ليلى الضو أبو شمال تكتب : *لا يفوتك الدرس*

0

والحرب فصل من فصول مدرسة الحياة ومنهجها ،، وهي من أصعب المناهج التي يمر بها طلاب الدنيا ويمحص بها من استوعب الدرس الأول فيها (لماذا خلقنا؟ )،، مرت بخاطري هذه المدرسة بعد أن طلبت احدى بناتي ساندوتشا من مطعم (kfc) وكنت قبلها أمر على قروبات اصدقاء الواتساب والتي لا تفعل شيئا قروبات هذه الأيام الا وتوجع قلبك وتدمي فؤادك وتحرق أحشائك على ما تأت به من أخبار وماسي، وكم فيها من مشاهد تتوقف عندها ولا تملك دموعك الا أن تجري مجرى النهر عند فيضانه،،، هنالك عزيز قوم ذل بسبب هذه الحرب ونفوس انكسرت وما أصعب من كسرة النفس على من كان عزيزا قويا في أهله،،،وتعرت كثير من المشاهد التي كانت تسترها الحوائط التي أنهكها رصاص العدو وداناته فلم يتبق منها الا ما كان حجبا على العيون وآخرون يلوذون بالمدارس والمساجد وظل الأشجار ، وها نحن على أبواب الخريف فكيف لهؤلاء يعيشوا؟ ،، ومشهد اخر رواه لي أحد الأعزاء بأن هنالك أسرة مات كافلها بسبب الحرب فخرجت من ولاية لولاية الأم وأبناءها الخمس وأمها المسنة لا تدري إلى أين تسير وتمضي ولا تملك من الدنيا غير ملابس بالية على اجسادهم لا يملكون غيرها ، أي قسوة أتت بها هذه الحرب اللعينة على هؤلاء الذين كانوا راضين بفقرهم وعوزهم لطالما هناك بيوت كانت تسترهم ،،أي بشر هؤلاء الأوباش الذين حملوا السلاح ودمروا وقتلوا واغتصبوا أي شر هذا الذي يفعلون الا يرون الرحمة في الحيوان الذي يخلص لمن قدم له الإحسان ، الا يروا في الكلب وفاءا أكثر منهم،. أي بلاء هذا الذي بليتم به يا شعب السودان ألم يكن درسا تلتفون حوله وتتدبرون أمره وكيف تتعلمون الدرس وأنا أرى في بلاد قد هاجرتم اليها أنكم تعيشون كما لم يكن هناك ديار قد رحلتم عنها كرها ووطن تركتموه ينزف وأسر انهكها الفقر تموت وراءكم نزوحا من مكان لآخر،،، والحفلات تدور في صالات عواصم الدول لم تتوقف لقد حيرت معكم الشعوب يا شعب السودان، ما كانت هذه الحرب وليدة لحظة أو ناتج خلاف، بل كانت ناتج طبيعي لما شاهدناه في سنوات سبقت إطلاق أول رصاصة في عاصمة البلاد،، الكل كان يعلم ما سيؤول إليه الحال ولكن تركنا الحال على أمل أن يحال
عدت إلى ابنتي بعد هذه المشاهد المؤلمة وطلبت منها أن تذهب لتأكل اي شيء وتحاول أن تتذكر أن هنالك من أبناء بلدها من لا يملكون حق الخبز ليأكلوه،،، فتحسرت على حالها ان لم تسكت جوعا لأني قد سددت نفسها باتقان، وندمت حيث أنها لم تأكل ما هو موجود وحيث أنها لم تحظ بما طلبت فكان الجوع لها مردود مردود
*صدمة:* انتابتني هذه الخواطر وأنا أقف بين يدي الله لأداء الصلاة فالشيطان لا بارك الله فيه ينجح في مثل تلك الوقفات،،، فتوقفت أجمع أفكاري واعوذ بالله من الشيطان ومن قلب لا يخشع وعين لا تدمع،،،، وعفوا بنيتي حيث أني لم أشا أن يفوتك الدرس.
….

#منصة_اشواق_السودان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.