منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

د / صلاح عشرات المحامي يكتب: *إنتهاء صلاحية الاداره الأهلية*

0

 

فيما مضى من عمر السودان كانت الحوجه ماسة لايجاد نظام عشائري قبلي للمساعده في حكم السودان ذلك القطر المترامي الاطراف والذي كانت ظروف الاتصالات والمواصلات لربط اجزائه بالمركز مسألة بالغه الصعوبه آنذاك لبدائية وسائل الاتصال والمواصلات حتي ان البريد الرسمي والاجتماعي كانت تسير به الدواب ليالي وايام حتي يصل محطاته الأخيرة . وإزاء هذا الوضع الجغرافي المساحي لقطر السودان بمساحته السابقة (مليون ميل مربع) كان لابد من ايجاد جسم اداري تمتد به يد الحكومه لتسوس به تلك الاصقاع البعيدة من المركز ، فكان ان ولدت الإدارة الاهلية لكي تحكم وتدير القبائل في مواقعها الجغرافية وتخضعها لسلطه الجهاز التنفيذي بالدوله . ووضع للادارة الأهلية هيكل اداري محكم دقيق التنظيم يتربع في قمته الناظر او المك او الشرتاي او غير ذلك من المسميات الاخرى . وقد أعطى من يتزعم الادارة الاهلية صلاحيات تنفذية وقضائية وتشريعية واسعه بمعني جمعت في يده السلطات الثلاثه وبالتالي اضحت سلطة مطلقة نحو عشيرته وحسب ما هو متفقع عليه في الفقه الدستوري ان السلطة المطلقة مفسده مطلقه . وحصرت الحكومة عمداً الادارة الأهلية في بيوتات محدودة جعلت لها حق التوارث في ادارة شئون القبيلة لتستمر قبضتها الحديدية علي كل قبائل السودان . ولا شك في ان نظام الادارة الأهلية قد لعب دورا ملموسا في استقرار الحكم ودورا هاما في تحصيل الضرائب من المواطنين ولقد كانت هنالك مسببات ادت الي ذلك النجاح نذكر منها علي سبيل المثال وليس الحصر الاتي :
1/الولاء الاعمي للقبيلة ومن ثم الخضوع لزعيمها .
2/تفشي الجهل والامية .
3/تعمد الحكومه لتعظيم بيوتات الإدارة الاهلية وتضخيم دورها .
4/بدائية وسائل الاتصال والمواصلات.
5/قهر مواطني القبيلة والبطش بمن يعارض الادارة الأهلية.
واستمر حال الادراة الأهلية حقب من الزمان ثم ظهرت عوامل ادت الي انحسارها تدريجيا الي ان تلاشت بيوتات الادارة الاهلية واضحت مسمي بلا أثر في أجزاء واسعة بالسودان فلم تعد لها كلمه ملزمة ونجد تلاشي الادارة الأهلية قد غطى كل المدن السودانية ووسط وشمال السودان حيث لم تعد هناك ادارة اهلية وكل ما هو موجود أثر للإدارة الاهلية . ونعزي تلاشي الادارة الاهلية في تلك الاجزاء للأسباب الاتيه  :-
1/انتشار التعليم والوعي المجتمعي .
2/الانتماءات الحزبية والنقابيه وحتي الرياضية حلت محل الانتماء للقبيلة .
3/ التوسع السكاني والتداخل القبلي .
4/نشوء اجيال بالمدن خارج حواضن قبائلها .
5/توسع وتعدد وسائل المواصلات والاتصالات .
والي غير ذلك من المسببات الاخرى . وكما تلاشت الادارة الاهلية في اجزاء من السودان ظلت رواسبها رغم توفر اسباب تلاشيها تسيطر علي سلوك مواطنيها في مناطق شرق السودان ودارفور وجبال النوبه . حيث لازالت للإدارة الاهلية سطوة وكلمه مسموعه عند من يخضعون لها .
وقد وصلت الادارة الأهلية الي قمه خدمه الحكومة ثم انحدرت الي ضرر الحكومة شأنها في ذلك شأن البكتريا النافعه في احشاء الانسان التي تنقلب الي بكتريا ضارة بعد وفاته فتقوم بدور تعفن جسده باليرقات البيضاء (الدود) . فقد اتضح ضرر الادارة الأهليه للحكومه وبالعين المجرده للدور الذي يقوم به نظار القبائل العربية بدارفور في دعم مليشيا الدعم السريع في حربها ضد الحكومة .
لعلكم توافقوني الرأي بأنه آن الاوان للتخلص من الإدارة الاهلية من غير رجعة فهي اضحت ورم سرطاني في جسد السودان لابد من استئصاله حتي يتعافي السودان من آلامه المزمنه التي سببتها الادارة الأهلية . حيث انها باتت هي المحفز الاساسي لهرمون (الفتنه) في جسم السودان .
الا هل قد بلغت السيد وزير ديوان الحكم المحلي .
  …..

#منصة_اشواق_السودان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.