منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

د.إسماعيل الحكيم يكتب: *التخندق المفقود ..*

0

حاولت أن أجد بعد (٤٣٠) يوماً من حرب الكرامة التي فُرِضت علينا .. خندقاً إعلامياً …يُقاتل بالكلمة الحقة ..ويصطف إعلاميو بلادي في حزية قواتنا المسلحة كتفاً بكتف .. وساقاً بساق.. فلم أجد إلا جهداً متواضعاً وصوتاً خافتاً ..لا يسمن ولا يغني من جوع ولم يكن بحجم ما يتحقق من مكاسب كلما أشرقت شمس ولاح فجر .. نحتاج إذا أطلق جندي طلقة تجاه عدوه في ميدان الوغى . اطلق الاعلاميون مقابلها وابلاً من رصاص الكلم الصادق الذي يسكت صوت كل ناعق وصياح كل عميل يزين باطل المليشيا ويقوي من إنهزاماتها المتوالية وتقهقرها الذي لا تخطئه عين …
تظل الكلمة سلاحاً فتاكاً ..لا يقل أهمية من رصاصة خرجت من فوهة بندقية تنال من عدوها نيلاً مباركاً .. أو تخيفه بالغة ً بقلبه حنجرته ، فإن غابت تلك الكلمة ظهر دعاة الباطل وهم يظنون أنهم اهل الحق وهذا لعمري ظن الجاهلية …
وصدق الشاعر العراقي علي الشرقي ، إذ يقول في تهذيب القلم ونصرة العلم (هذب يراعك وأنصر دولة القلم …. وأحمل على الدهر في جند من الكلم )  …حرب الكرامة التي يخوضها أبطالنا البواسل في القوات المسلحة وبقية الأجهزة المقاتلة الأخرى .. لم تدع مجالاً لأحد ٍ كي يتخلف .. فاستباحة ُ الأعراض ونهب ُ الممتلكات وتدمير ُ المؤسسات وقتل ُ الأبرياء وترويع الآمنين ..كل واحدة منها كفيلة باستنفار الأمة السودانية كل في محرابه الذي يُحسن فيه التبتل والزود عن أرض السودان التي ما تزال بكراً من كل خير ومستودعاً لمدخرات العالم من نفيس المعادن وخيرات الأرض وأطيب الثمار ..
ولما غاب خندق الإعلاميين في حرب الكرامة .. تضاءلت بارقات النصر في كل كسب .. عسكرياً ..كان أو سياسياً أو دبلوماسياً ..وبالمقابل فشى الباطل وانتشى دعاته حتى ظن الناس أن كسباً أو نصراً لم يتحقق بعد ُ ..وهذا ما دعا مدير جهاز الأمن ينادي فيكم أن اغدوا الي خنادقكم والزموها وجهادوا بالكلمة فإن معركة الكرامة استوفت كل متطلباتها في الذود عن سودان الكرامة ..وانتم من غاب في خضم التنافس والتسابق في نيل المراد ..
فيا أيها المجاهدون بالكلم الموشح بالصدق والباذلون مدادكم المخلوط بدماء العزة والكبرياء ..والراسمون الحدث على صفحات الإنجاز والإعجاز .. ويا من يخشي وقع سهامكم العدو بعد أن علم أن رميكم مؤيد بالصدق ومسدد بالتجرد ومسبوق بالاخلاص ..
تعالوا الي كلمة سواء .. عنوانها الحق .. والحق أقول .. انجلت معركة الكرامة في كل ميدان عن نصر مستحق .. وفوز تقر به الأعين وتنتظره قلوب مكلومة من صنيع الاوباش وعربان الشتات …وقد حانت ساعة النصر وحل وقت قطاف الثمرة .. ودبلوماسية السودان تنتفض كالأسد الهصور في قاعات مجلس الأمن وطاولات الأمم المتحدة ، وضعف وخور للمليشيا تسبقه إستسلامات هنا وهناك ..وهلاك لقادة ظنوا أنهم مانعتهم حصون الدعم السريع عن حتفهم فلقيهم من حيث لم يحتسبوا .وفرار بعضهم من أرض النزال بعد أن اثخنتهم الجراح وذاقوا الموت والنكال.. لكل ذلك حذاري يومها ..أن يفتقدكم الناس ..ويكون مكانكم شاغراً .. وكُتبتم غياباً في مواطن الإباء وتحقيق المراد .. انثروا صحائفكم وزينوها بجلائل صنيع الابطال لتكتمل بكم لوحة النصر ..في حرب لم يُعرف لها مثيل منذ أن خلق الله الأرض … إن التمترس وراء الأهواء ولى زمانه …وحان وقت التقدم واللحاق بركب السؤدد وتحقيق النصر الذي روته أطهر الدماء … وتقدمه الصفوة من الوطنيين الخُلص ..بعد أن دنسته أيادي الانجاس وسنده العملاء .. ولكن يظل السودان محروساً ..ومحفوظاً ..كيف لا ..وهو أرض الصالحين وقبلة المحبين للنبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه..
…..

#منصة_اشواق_السودان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.