مصعب بريــر يكتب: *ما هى مرجعيات رؤية اعادة بناء النظام الصحي بعد الحرب.. التجربة الالمانية نموذجا (3)..؟!*
#البعد_الاخر
» بعد تراجع السيد وزير الصحة الاتحادى ، د. هيقم محمد ابراهبم ، عن تبنى النموذج الالمانى لاعادة اعمار النظام الصحى بعد الحرب ، بل ووصف ما تم نشره من اخبار حوله بـ “كلام ساى” ، توقفنا لتوثيق هذه الواقعه ، و استنادا على تاكيد سيادته بان النظام الصحى الالمانى هو احد خمسة انظمة تم الاطلاع عليها للاستئناس بها لاغير ، عليه سنواصل طرح ما تبقى من حلقات عرض النظام الصحي الالمانى للفائدة ..
» بطاقة التأمين الصحي فى النظام الصحى الالمانى: حين تشترك في صندوق التأمين الصحي (وهو أمر إجباري كما ذكرنا) فسوف تحصل على بطاقة إلكترونية خاصة تدعى باسم بطاقة التأمين الصحي الإلكترونية .. وهي بطاقة إلكترونية، مثل بطاقة البنك أو شريحة الهاتف!
» ماذا يوجد في هذه البطاقة ؟ تحتوي البطاقة على معلومات المريض الشخصية مثل اسمه وعنوان سكنه وبيانات شركة تأمينه ورقم اشتراكه بالتأمين .. وخلال السنوات القادمة ستضاف إلى البطاقة أيضاً المعلومات الطبية المهمة مثل التاريخ المرضي أو الأدوية التي يتناولها المريض بشكل دائم .. كل ما يتوجب على المريض في هذه الحالة هو أن يصطحب بطاقته الصحية بشكل دائم وأن يبرزها في أي مكان يحتاج فيه للعلاج أو الحصول على أدوية أو خدمات طبية معينة ..
» تغطيك بطاقة التأمين الصحي الألمانية على كافة الأراضي الألمانية بغض النظر عن الولاية التي تعيش فيها أو التي يقع فيها مقر شركة التأمين .. حين تدخل إلى عيادة الطبيب أو المستشفى يتم قراءة بطاقتك الإلكترونية بواسطة الكمبيوتر .. ومن خلالها يتم التعرف على بياناتك والتأكد من أنك مغطى بالتأمين الصحي .. وبعد ذلك يمكنك الحصول على الخدمات الصحية اللازمة .. ويمكنك الاستفادة من هذه البطاقة في أي مكان في ألمانيا بغض النظر عن الولاية التي استخرجت منها .. كما أن معظم شركات التأمين الصحي تغطيك أيضاً في دول الاتحاد الأوروبي في حال حدوث طارئ عند السفر ..
» دفع التكاليف من قبل شركة التأمين : لنقل إنك حصلت على خدمات صحية معينة من قبل الجهة المزودة للرعاية الصحية (مثل الطبيب أو المستشفى أو الصيدلية) .. ستقوم هذه الجهة بتنظيم إيصالات وفواتير موثقة بالتكاليف المترتبة على هذه الخدمات التي تم تقديمها .. تقوم الجهة المقدمة للرعاية الصحية بإرسال الفواتير إلى شركة التأمين .. وتقوم الشركة بدورها بعد دراسة الفواتير والتحقق منها بدفع تكاليف العلاج للمرافق الصحية التي تقدم هذا العلاج طالما أنها تحقق الشروط ..
» وبذلك تكتمل الحلقة وتكون شركة التأمين قد قامت بدور الوسيط بين الطرفين من خلال تحصيل الرسوم من الناس بما يتناسب مع وضع كل واحد منهم ثم دفع التكاليف للجهات التي تقدم الرعاية الصحية .. ولكن ما الذي تحصل عليه شركة التأمين مقابل ذلك؟ طبعاً هذا العمل كبير ومعقد جداً ويحتاج إلى أعداد كبيرة جداً من الموظفين والمقرات المختلفة في كل المدن الألمانية .. ومقابل هذا العمل تحصل شركات التأمين بطبيعة الحال على نسب معينة من الأموال التي تقوم بإدارتها بين الطرفين .. وبواسطة هذه المبالغ تغطي مصاريفها ورواتب موظفيها .. على الرغم من ذلك فإن التكاليف الباهظة للخدمات الطبية تتجاوز قدرات هذه الشركات .. ولذلك فهي تحتاج إلى دعم مالي مباشر من الدولة يتم تأمينه بشكل غير مباشر من خلال الضرائب التي يدفعها كل شخص يحصل على دخل في ألمانيا ..
» نظام التأمين والعلاج: مثال عملي
سأضرب الآن مثالاً عملياً تفهم من خلاله كيفية عمل نظام التأمين الصحي في ألمانيا .. سارة هي سيدة متزوجة ولا تعمل حالياً .. زوجها يعمل كموظف ويدفع جزءاً من راتبه لصندوق التأمين الصحي .. ومن خلال هذا التأمين فهو يحصل بشكل تلقائي على بطاقة له وأخرى لزوجته من خلال ميزة التأمين العائلي، وذلك لمجرد أنه متزوج وبدون أن تترتب عليه أي تكاليف إضافية ..
» لنقل بأن سارة تعاني من سعال مستمر منذ عدة أسابيع .. ما الذي يجب عليها أن تفعله؟ في البداية يتوجب على سارة أن تذهب إلى الطبيب العمومى أو طبيب الأسرة .. كل شخص مقيم في ألمانيا يتوجب أن يكون لديه طبيب عمومى مسجل لديه. والطبيب العمومى هو أول طبيب يذهب إليه المريض في الحالات غير العاجلة .. وهو يكافئ مصطلح general practitioner أو GP في بريطانيا.
» والكثير من أطباء الأسرة يمكنهم إجراء الكثير من الفحوص الأساسية في العيادة، مثل التحاليل الدموية أو تصوير الإيكو .. فإذاً اتصلت سارة بالعيادة وحصلت على موعد للمراجعة .. بعد إجراء الفحوص اللازمة وإعطاء عدة معالجات لم تتحسن سارة بالشكل المطلوب .. بعد مراجعة طبيب الأسرة مرة أخرى قام بتحويلها إلى عيادة طبيب اختصاصي بالأمراض الصدرية .. حين يحتاج المريض إلى العلاج لدى طبيب اختصاصي فيجب عادة أن يتم تحويله من قبل طبيب الأسرة .. فإذاً، إذا لم يتمكن طبيب الأسرة من تشخيص المرض أو حل المشكلة فهو يقوم بتحويل المريض. والتحويل إما أن يتم إلى عيادة طبيب اختصاصي في مجال محدد، أو حتى إلى المستشفى مباشرة ..
» لنقل بأن سارة حدثت لديها نوبة من السعال مع ضيق في التنفس في منتصف الليل، فهل يتوجب عليها أن تذهب إلى طبيبها العام؟ طبعاً لا. فالطبيب العام يعمل في أوقات محددة فقط ولا يتواجد في العيادة ليلاً .. معظم عيادات الأطباء العامين في ألمانيا تفتح صباحاً بشكل يومي من الاثنين إلى الجمعة، بالإضافة إلى العمل المسائي يومين على الأقل في الأسبوع. يفضل الكثير من الأطباء العمل في عيادات خاصة، وذلك لأن أوقات الدوام هذه تبقى أفضل من ساعات العمل الطويلة في المستشفيات ..
» وفي مثل هذه الحالة الطارئة يتوجب على سارة الذهاب إلى المستشفى بشكل مباشر، حيث يتم استقبالها وعلاجها في قسم الإسعاف أو الطوارئ .. وفي جميع الحالات التي ذكرناها (سواءً في عيادة الطبيب العام أو الطبيب الاختصاصي أو المستشفى) يكفي أن تبرز سارة بطاقة التأمين الصحي الخاصة بها لتحصل على الخدمات الطبية اللازمة.
بعد اخير :
خلاصة القول ، لا يختلف نظام التأمين الصحى الالمانى عن السودانى سوى ان الأول مقيد فقط بشراء الخدمة لا غير ، اما السودانى فبالرغم من ان قانون التأمين الصحي واضح وصريح بان يكون التأمين الصحى مشتر للخدمة فقط الا ان قادة التأمين الصحى السودانى تجاوزوا القانون عنوة واقتدارا وسكبوا جل أموال المؤمن عليهم فى الاستثمار الفاشل فى تقديم الخدمات العلاجية حتى برك هذا المشروع المهم بفعل هذا العبث الذى لم يجد من يقف امامه ، وأخيرا ، يبدو ان قادة نظامنا الصحى المقعد سريريا لا يهمهم سوى المدح وكورجة حارقى البخور تجمل لهم سوءاتهم كابطال لا يعلا عليهم والنتيجة نحن الان نعيد تجريب المجرب دون ان نضع الإصبع فى الجرح .. ونواصل
ليس لها من دون الله كاشفة
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا، و لا يرحمنا يا أرحم الراحمين
…..
#منصة_اشواق_السودان