زاوية خاصة نايلة علي محمد الخليفة ما الإمارات إلا لاعب في الميدان الأمريكي
زاوية خاصة
نايلة علي محمد الخليفة
ما الإمارات إلا لاعب في الميدان الأمريكي
تداول الوسط الإعلامي بغزارة تقرير نيويورك تايمز ، حول الدعم العسكري الإماراتي ، لمليشيا الدعم السريع الإرهابية إلى جانب شهادات دبلوماسين أمريكيين ، وموظفي منظمات أممية كالصليب الأحمر الدولي مثالاً ، ما نشرته نيويورك تايمز ليس بالأمر الجديد ، ولا يندرج تحت إطار مهنية الصحيفة ، بل جاء في صياغ موازانات سياسية داخلية للولايات المتحدة ، مع إحتدام معركة السباقي الإنتخابي ، بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي ، والإنعكاسات الخارجية لهذا السباق.
جاء في مساحات سابقة على نفس الزاوية ، أن الإمارات العربية المتحدة ، ما كان لها أن تقوم مقام الداعم الرئيسي ، للمليشيا الإرهابية في السودان ، لولا الضوء الأخضر الأميركي ، الذي حصلت عليه لأداء هذا الدور بالوكالة ، فالولايات المتحدة الأمريكية وإن تظاهرات برعاية حقوق الإنسان ، وحماية المدنيين حول العالم ، فالواقع يكذب دعواها ، فتصريحات وزير الخارجية الأمريكي بلينكن ، والمبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بريليو ، وتبنيهما لرؤية المليشيا وخط قوى الحرية والتغيير ، مع اصرارهما على وجود الإمارات في المنابر التفاوضية الخاصة بالسودان ، هذه النقاط وحدها تكشف على أي ضفة يقف الجانب الأمريكي ، فالأمر ليس بحاجة إلى ذكاء أو رؤى محللين.
فالسودان على مستوى القيادة الرسمية والشعبية ، عليه أن لا يعول على ضغط أمريكي ، يُجبر الإمارات عن كف أذاها للشعب السوداني ، إتجاه السودان شرقاً نحو روسيا ، وتمتين علاقاته الخارجية مع الصين ، وتركيا وايران وحده كافٍ لقلب الموازين ، وترجيح الكفة مع الضغط العسكري على الأرض ، والحاق الهزيمة بالمليشيا ، وبالتالي إفشال المخطط الذي يتبناه ابن زايد ومن هم خلفه.
وفي الأثر السوداني ، أن زوجة إعتادت السرقة بإحترافية ، وأراد الله أن يكشف أمرها ، فتم القبض عليها متلبسة ، فجاءوا بها إلى القاضي ، فقال لهم أحضرو زوجها ، فهو الوحيد القادر على أن يُعدل سلوكها ، فضحك الجمع وقالوا له بصوت واحد ، يامولانا زوجها معلم محترف ، وما التي أمامك سوى تلميذة عند زوجها الذي أراحنا منه المرض ، فأصبح مُقعد ، فللباحثين عن الضغط الأمريكي على الإمارات ، لن يكون الأمر كذلك ، فأمريكا المدرب من خلف الكواليس ، وما الإمارات سوى اللاعب في الميدان…لنا عودة.