منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

بهاء الدين مسعود يكتب : السيف والنار

0

بهاء الدين مسعود يكتب :

السيف والنار
السودان بلد الدروس والعبر :-
عكفت الايام الماضية في قراءة كتاب السيف والنار لسلاطين باشا وهو كتاب توثيقي للفترة التي قضاها سلاطين في السودان كحاكم ومحكوم حيث كان قائما بأمر الحكم في بارا ممثلا للحكومة المصرية ثم تمت ترقيته وانتدابه للإشراف علي دارفور حتي ظهور المهدي والثورة المهدية والتي تمددت وعمت كل السودان بما فيها دارفور مما اضطره للاستسلام وظهار الإسلام للمهدي حيث تبدلت الأحوال والمواقف …..
ومن أراد أن يدرك التفسير الحقيقي للايات ( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وننزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتزل من تشاء بيدك الخير انك علي كل شي قدير ) فاليقرأ هذا الكتاب حيث هبوط البعض من اعلي هرم الحكم والملك الي قاع الهرم او ادني من ذلك كما صعد اخرون من ادني طبقات المجتمع الي اعلي درجات الحكم وهذا من أقدار وتدبير الله سبحانه وتعالى ولنا في ذلك أمثلة…
فالنبدأ بسم الله بسلاطين نفسه حيث كان حاكما علي دارفور ممثلا للحكومة المركزية في مصر وكان الأمر الناهي والسيد المطلق في تلك البقاع لكن سرعان ماتبدلت الأحوال بعد سيطرة المهدي علي معظم السودان بما فيها مشارف دارفور مما اضطره ابداء رغبته في الاستسلام لكن بشرط أن يكون ذلك أمام المهدي نفسه دون سواه وهذا فقط من باب ارضاء الغرور الذي يتصف به الخواجات وقد كان له ما أراد جيئ به الي المهدي حيث قبل يده وطلب من يجثو علي ركبتيه في وضع اشبه بالسجود للمهدي ففعل ذلك مكرها كما ذكر وأفاد المهدي بأنه مسلم يؤمن بالله ورسوله وبالمهدي منقذا وهاديا للبشرية ثم تلي قسم البيعة ومن ثم تم الابقاء عليه خادما للمهدي ومستشار ومترجم للرسائل التي ترد الي المهدي بغير اللغة العربية وسار علي هذا النهج حتي بعد أن تسنم التعايشي سدة الخلافة وكما ذكر فقد بالغ الخليفة في اذلاله حتي لحظة هروبه من السودان
فبعد أن كان من حكام السودان أصبح من خدام المهدي والخليفة عبدالله التعايشي من بعده
ولله في خلقه شؤون
نواصل تبدل الأحوال والمواقع
بهاء الدين مسعود

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.