علي ادم احمد يكتب : الحركات المسلحة التحديات والرؤى 2
علي ادم احمد يكتب :
الحركات المسلحة التحديات والرؤى 2
فشلت الحركات المسلحة الموقعة على سلام جوبا في بلورة مشروع سياسي يخدم الاغراض التي من أجلها حملت السلاح ضد الدولة على مدى عقدين هذا لا يعني بأنها لا تحمل اي مشروع سياسي نحن نتحدث عن فشل وعدم قدرة على إقناع المجتمع السوداني هنا بالطبع أتحدث عن التأثير في إقليم دارفور و يرجع هذا الفشل لعوامل وأسباب تتعلق بنشأة وتطور هذه الحركات والظروف السياسية والأمنية التي صاحبت نشأتها داخليا وإقليميآ لذلك ظهرت مرتبكة في المواقف الوطنية الكبرى خاصة معركة الكرامة حيث التحقت بعض الحركات لتقاتل الى جانب المليشيا ضد الدولة كالطاهر حجر والهادي إدريس وهناك تبنى خطاب سياسي متطابق مع رؤية المليشيا الإرهابية حتى تلك التي كانت تقف على الحياد سريعا ما تبين لها سوء تقديراتها السياسية والأمنية لهذا التمرد على ميزان الربح والخسارة بالطبع وليس وفق رؤية وطنية شاملة لمعضلة السلطة هذا الإطار النقدي يجب وضعه لمعالجة أزمات قد تنشأ مستقبلا خاصة بان هذه الحركات لم تمتلك بعد ادوات سياسية يمكنها في الانخراط مع بقية القوة السياسية لبناء إطار سياسي يعالج به الازمة السودانية بمعنى آخر اذا ذهبت هذه الحركات بنفس هذه الأدوات وانخرطت في اي عملية سياسية بعد الحرب ستكون معضلة وعائق امام التوصل لحل الأزمة السودانية المستفحلة ٠
بالطبع هناك استثناءات وسط هذا الكم من الإحباط السياسي وسط الحركات المسلحة فحركة تحرير السودان قيادة تمبور استطاعت أن تبدي مواقف سياسية اكثر نضجا وفي وقت مبكر من بداية هذه الأزمة التي تعيشها الدولة السودانية لانها امتلكت أجندة وطنية خالصة بعيدآ عن الاستقطابات الاقليمية والدولية لذلك وجدت هذا القبول وسط الجماهير السودانية في الداخل والخارج