بهاء الدين مسعود يكتب : حميدتي ورمز التحقق
بهاء الدين مسعود يكتب :
حميدتي ورمز التحقق
عندما تريد الدخول الي موقع ويب يقوم الموقع بإرسال رمز في بريدك الإلكتروني يسمي رمز التحقق للتأكد من صحة بياناتك يستخدم هذا الرقم مرة واحدة فقط يقوم بادخالك الي الموقع المحدد ثم يصبح نسيا منسيا
عندما قامت ثورة ديسمبر المصنوعة وتسنمت قحت ذروة سنام الحكم في السودان خلفا لحكومة الإنقاذ تنفست القوي والدوائر العالمية والتي تقف خلف قحت الصعداء اخيرا دان لها حكم السودان علي طبق من ذهب من خلال الوكلاء المعتمدين وبعد مرور عام او يزيد أدركت هذه الدوائر ان هناك ثلاث عوائق يجب إزالتها حتي يستقر الحكم لقحت وهي الجيش والدعم السريع والحركة الإسلامية ينبغي تكسير هذه القوي الصلبة ولذلك بذل فولكر والامارات جهود مضنية في استقطاب حميدتي باعتباره أضعف الحلقات ليكون في صف قوي الحرية والتغيير واستخدموا في ذلك سلاح الترغيب والترهيب والعصا والجذرة حتي تكللت مساعيهم بالنجاح ولكن لماذا الدعم السريع؟ لأن هذه القوات لاتتبع نظام مؤسسي مثل الجيش وإنما تاتمر بأمر القائد فإذا نجحت في استقطاب القائد تكون نجحت في استقطاب الالاف من قواته دون عناء .
لكن السؤال هل حميدتي نفسه كان مرغوب فيه لدي هذه الدوائر ؟ قطعا لا حميدتي كان غير مأمون الجانب وبمثل ما غدر بالبشير ثم غدر باللجنة الأمنية وغدر بالحركة الإسلامية فبالتالي من المؤمل في نهاية المطاف ان يغدر بقحت وفولكر والامارات وكل الدوائر الغربية ولذلك كان المطلوب فقط من حميدتي هدف واحد هو إشعال الحرب مع الجيش بعدها سيتم التخلص منه سواء بالابعاد او التصفية وكانت هذه الدوائر تعلم يقينا في حال نشوب حرب بين الجيش والدعم السريع كل القوي الصلبة للاسلاميين ستقف الي جانب الجيش وبذا ستكون حرب ثلاثية الأبعاد وسيتم التخلص منهم جميعا بضربة واحدة ( اصابة ثلاثة عصافيربحجر واحد ).
كان السيناريو الأول والمرجح ان ينجح حميدتي في الاستيلاء علي السلطة وبذا سيتم التخلص من الجيش والحركة الإسلامية وبعدها سيتم التعامل مع حميدتى وفق مقتضي الحال كما ذكرت بالابعاد أو التصفية .
السيناريو الثاني ان يفشل الانقلاب وتتحول المعركة الي حرب شاملة في كل السودان يخسر فيها الجيش والدعم السريع والاسلاميين كل رصيدهم من المقاتلين والجنود بعدها يتدخل المجتمع الدولي لفرض ارادته علي الجميع ليعود حمدوك وفريقه الي حكم السودان مرة اخري تحت الحماية الدولية دون عوائق . لكن الذي حصل ان القوات المسلحة افشلت هذا المخطط بتدابير عسكرية بالغة الذكاء حيث ابغت غالبية القوات بعيدا عن ساحة المعركة واعتمدت علي سياسة الدفاع دون تهور في الهجوم وبالغت في استخدام سلاح الطيران لكسر شوكة التمرد . وتأخرت في استخدام المستنفرين لذات الأسباب حيث الابقاء عليهم بعيدا عن ساحة المعارك تجنبا للخسائر الكبيرة في وسط المستنفرين الي حين اللحظة المناسبة للدفع بهم الي ساحة القتال . وبذا يكون الجيش ابقي علي قواته في كامل عدتها وعتادها وظلت القوي الصلبة للاسلاميين في كامل قوتها فإذا نظرنا الي حجم الخسائر البشرية والمادية في اوساط الجيش والمستنفرين نجدها قليلة جدا اذا ما قورنت بخسائر الدعم السريع .
أرادت الإمارات ومن خلفها استخدام الدعم السريع في ضرب الجيش والإسلاميين ومن ثم التخلص منه في وقت لاحق لكن بحمد الله تم سحق الدعم السريع تماما وفشلت الخطة
لازال جيشنا في كامل عدته وعتاده
لازال هناك الالاف من كوادر الحركة الإسلامية الذين لم يشاركوا حتي الآن في هذه الحرب رغم انهم متشوقين لذلك .
كان المطلوب من حميدتي فقط إشعال الحرب ومن ثم تنتهي مهمته ويصبح نسيا منسيا كرمز التحقق أعلاه الان حميدتي لاوجود له ولا دور فقد ادي مهمته …
خابوا وخسروا
يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين …
حميدتي يا رمز التحقق