منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

نار ونور د.ربيع عبدالعاطى عبيد رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً

0

نار ونور

د.ربيع عبدالعاطى عبيد

رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً

* إن من الأمور المؤسفة جداً ، أن تجد بين النِّاس من يفرح عند ما تنزل المصائب ، وتحل النائبات ، ويحدث النقص فى الأنفس ، والأموال ، والثمرات ، وهؤلاء الذين تتملكهم مثل تلك الأحاسيس ، يصبح من الواجب أن نستعيذ منهم ، وأن ندعو الله بأن يجعل كيدهم فى نحرهم ، وسوء تدبيرهم وتفكيرهم فى تدميرهم ، والقضاء عليهم ، وإجتثاث شأفتهم من أساس جذورها ، والمناطق التى تنبت فيها ، ذلك لأن أمثال أولئك أفسدت قلوبهم مناهج التربية القائمة على الإنحراف ، وأودت بأخلاقهم البيئات الملوثة بالنابئ من القول ، والساقط من الحديث ، وكذلك أفعال الزيغ ، والضلال ، والإنحراف .

* والذين لا يستهدفون بالمجتمع خيراً ، ولا بالأمة نفعاً ، تراهم يبتسمون إذا نزف الجرح ، ويرقصون طرباً فيما لو إضطرب الأمن ، وتأثرت الحياة بيباس الزرع ، وجفاف الضرع ، وحدوث الجوع ، وإستشراء المسغبة .

* وعندما يدعو المرء ربه ، متضرعاً ، وسائلاً إياه ، بأن تنزل البركات ، ويهطل الغيث ، ويحدث الشفاء ، وتحل العافية ، وتنهمر الخيرات ، وتكثر المسرات ، ينبغي كذلك ألا ينسى الطلب من المولى عز وجل بأن ينتقم من الظلمة ، والأشرار ، وينزل الغضب على الكفرة ، وناكري النعمة أولئك الذين غطى قلبهم الضلال ، وأحاط بهم الحقد والحسد ، فاسودت نواياهم ، وساءت أعمالهم ، وإنحرفت أخلاقهم ، فأصبحوا دعاة باطل دون إستحياء ، وطلاب إنكسار حيث لا عزة ، ولا إيمان ، بل هم الذين يقتلون المروءة ، ويحتفون عندما تكون الخيانة ، والسفالة ، وغيرهما من علامات للسقوط ، والإنحطاط .

* وهكذا فإن كل مؤمن صادق ، وكل عبدٍ مخلص ، لا تثريب عليه إن دعى الله فى اليوم ، والليلة بدعاء سيدنا نوحٍ عليه السلام (( رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً ، إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ، ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً )) .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.