زاوية خاصة نايلة علي محمد الخليفة الولايات المتحدة والسياسة العرجاء
زاوية خاصة
نايلة علي محمد الخليفة
الولايات المتحدة والسياسة العرجاء
عندما فرضت الخزانة الأمريكية عقوبات على زعيم المليشيا الإرهابية وشخص آخر مورد أسلحة وبعض الشركات التابعة للمليشيا ومقرها الإمارات بدعوى تورطها في توريد الأسلحة لعصابة الجنجويد كنت على يقين أن أمريكا ستتخذ خطوة مماثلة ضد قائد الجيش السوداني السيد رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان لإظهار العدالة والذهاب في طريق ما أسمته بطرفي النزاع وهي التي تعلم أن الجيش السوداني مؤسسة وطنية يتقيد بقواعد الإشتباك لا يمكن مساواته بمليشيا قوامها مرتزقة أجانب ومصاصي دماء همها الوصول إلى السلطة فوق أشلاء السودانيين.
الولايات المتحدة وإدارة بايدن هي واحد من صناع الأزمة الحالية في السودان ولا ننسى دور السفير الأميركي في الرباعية وماقامت به هذه اللجنة مع عراب الحرب فولكر فعندما فشلوا في إخضاع الشعب السوداني لإرادتهم وفرض خياراتهم على السودان وتفكيك جيشه عبر الإتفاق الإطاري أختاروا أصعب الخيارات وهو الذهاب إلى طريق الحرب فهيأوا المسرح لذلك ووزعوا الأدوار بينهم فمنهم من كان دوره بائن ومنهم من كان دوره مستتر خلف الكواليس كالولايات المتحدة .
ليس غريبا أن تتخذ أمريكا عقوبات في مواجهة الجيش السوداني ولن تقف على البرهان فستطال قوائم أخرى أعضاء مجلس السيادة بحجج واهية كإرتكاب مجازر في مناطق الحرب وعرقلة الحكم المدني والمسارات الإنسانية فإن كانت أمريكا الديمقراطية تنشد العدالة فالأولى بهذه العقوبات دولة الإمارات العربية المتحدة لدورها الصارخ في دعم المليشيا وإطالة أمد الحرب في السودان فلولا هذا الدعم لما صمدت المليشيا في الميدان إلى يومنا هذا.
السودان ماضٍ في إتجاه حسم المليشيا والقصاص منها لكل صاحب مظلمة وحرمانها مع جناحها السياسي من لعب اي دور في مستقبله وهذا الأمر اقلق شركاء الجنجويد وتقدم إذا يعد هزيمة لمشروعهم في السودان لذا من المتوقع مزيداً من الضغوط والتضيق على السودان ومحاصرته عبر جيرانه وعبر المنظمات الإقليمية والدوليه ، بقليل من التوازن الدبلوماسي سيستطيع السودان ترجيح الكفة لصالحه لو إتجه بكلياته شرقاً وتعامل وفق مصالحه فسيضطر الغرب للعدول عن سياسته الملتوية ويأتي صاغراً يجرجر أقدامه خوفاً على مصالحه في المنطقة الإفريقية وبذا يكون السودان قد كسب الرهان السياسي كما فعلها بكسب المعركة عسكرياً على الأرض ورجح كفة المعارك لصالحه بعد أن كانت المليشيا تتمدد فأصبحت الآن في وضعية من يبحث عن المخرج بأي ثمن..لنا عودة.