علي احمد دقاش يكتب : التوبة والمراجعات بين طرح د.الدرديري محمد احمد والشيخ حسن الترابي ٣_٣
علي احمد دقاش يكتب :
التوبة والمراجعات بين طرح د.الدرديري محمد احمد والشيخ حسن الترابي ٣_٣
• بقي لي ان اقول في الجزء الثالث والاخير من هذا المقال ان ورقة د.الدرديري ربما شجعت علي كشف بعض المراجعات الداخلية التي ظلت الحركة الاسلامية تجريها دون الاعلان عن نتائجها للعامة ولم تعلم بها الا دائرة ضيقة داخل الحركة , علي سبيل المثال المراجعات و النقاش الداخلي الذي دار حول :
[ محاولة إغتيال شيخ حسن في كندا , إتهام السودان في محاولة إغتيال حسني مبارك في اثيوبيا , وجود اسامة بن لادن في السودان وظروف إستبعاده , اغتيال الحكيم في فندق الهلتون بالخرطوم , تسليم كارلوس….. وعدد كبير من الأحداث المرتبطة بالحركة الاسلامية لم يحن الوقت بعد للكشف عنها .]
كثيرون هم من كتبوا عن تجربة الحركة الاسلامية السودانية وعن الوضع الحالي للحركة الوطنية السودانية بمكوناتها المختلفة لكن كل هذه الكتابات لم تشف الغليل بعد ولا نزال نحتاج لمراجعات عميقة نبني عليها الإصلاح .
اتفق مع د.الدرديري ان الحركة التي قامت لهدف واضح هو ان تلتزم الدولة بدين الامة وقيم المجتمع لن تموت و سيتحقق هدفها مهما كانت العقبات وتزايدت السهام التي اصابتها واثخنتها بالجراح .
ستنهض الحركة بعد إكتمال المراجعات التي تعكف عليها الآن و وبعد تصحيح المسار والتكيف مع الظرف الجديد فهي لم تكن في يوم من الايام أسيرة لصيغة واحدة تتجمد عندها.
الابتلاء سنة من سنن الله في الحياة منذ زمن الرسل وحتي يرث الله الارض.
{ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ • هَٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ • وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ • إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}
وفي السيرة النبوية عندما جاء خبر مقتل القادة الثلاثة في مؤتة واخلي سيدنا خالد من تبقي بكى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ،في مسجده بكاءا شديدا فقال لهم الرسول :
ما يبكيكم؟
قالوا:
وما لنا لا نبكي وقد قتل خيارنا وأشرافنا وأهل الفضل منا!
قال الرسول:
لا تبكوا، فإنما مثل أمتي مثل حديقة قام عليها صاحبها، فاجتث زواكيها، وهيأ مساكنها، وحلق سعفها، فأطعمت عاماً فوجاً، ثم عاماً فوجاً، ثم عاماً فوجاً، فلعل آخرها طعماً يكون أجودها قنواناً وأطولها شمراخاً؟ .
هذه المراجعات بمثابة إصلاح الحديقة لتثمر من جديد ومن النعم التي ساقها الله إلي الإسلامين هذا الغباء الذي جعل قحت تدفع في اتجاه الحرب ظانة انها ستكون الفرصة المناسبة للقضاء علي الاسلاميين وإقصائهم نهائيا من الساحة السياسية باستخدام بندقية الدعم السريع خاصة بعد الدعم الغربي والإقليمي الذي وجده حميدتي لهذه الحرب وبقدرة قادر وبممارسة غبية من الدعم السريع وعدم قدرة علي ضبط جنوده (الكسابة وقوات الفزع) تحولت الحرب من حرب ضد الاسلاميين الي حرب ضد الشعب السوداني كله وهو ما جعل المؤيدين للدعم السريع من بعض أطراف تقدم امثال حزب الامة والمؤتمر.السوداني يدينون ما حدث في الجزيرة بأغلظ العبارات.
اما الامريكان فقد أخطأ من نقل لهم توصيف الحرب فأعتبروها حربا بين جنراليين وأصدروا عقوبات ضد الجنراليين ليتضرر منها بالطبع الشعب السوداني كله.
سأتحدث عن العقوبات الامريكية في مقال قادم وأعود قبل ان اختم وأنادي بضرورة نقاش ورقة د.الدرديري نقاش مستفيض ليتاح له فرصة تطويرها .
علي احمد دقاش ٢١ يناير ٢.٢٥