وقل اعملوا د. عبدالله جماع يكتب : *الحرامي والفزع الخليجي!!*
وقل اعملوا
د. عبدالله جماع يكتب :
*الحرامي والفزع الخليجي!!*
بادئ ذي بدء. ان الحق لن يتجزأ. والمجرم لايُحث او يوجه لتطبيق القانون رجاءً وتفضلا . وانما يُردع به ويُنفذ عليه الحكم، جراء جُرمه الذي ارتكبه.. كما ان الصادق الصدوق والمنصف الامين لن يتلون او يتردد في مواقفه مع الحق وفي كل الاوقات. مع انكاره و شجبه لاي مجرم يرتكب جرما او عملا قبيحا ومسيئا للانسانية جمعاء. اما تجزأة المواقف او تجييرها حسب الاهواء والتحيزات السياسية. فذلك يعتبر نفاقا وتدليسا يُذم فاعله وان صلي وصام (و لا يجرمنكم شنأن قوم علي ان لا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوي…) . فحرب 15 ابريل هذه، كل يوم تظهر لنا فيها امسخ واسخف انواع الكوميديا ( السغيلة). فعلي الرغم من فظاعة الجرائم التي ارتكبتها ملايش الاجرام والشفشفة الدقلواية المنحطة. والتي بذت فيها حتي جرائم التتر في العصور السابقة و التي كان يضرب بها المثل في وحشيتها وفظاعتها . الا انه ومع ذلك كله فأن مليشيا الامارات الارهابية قد فاقتها في الوحشية والاجرام. ولكن اللافت للانظار والمستغرب حقا، هو موقف دول مجلس التعاون الخليجي كمنظومة تضم جميع دول الخليج. وادانتها لمليشيا الامارات الارهابية لاول مرة. وذلك بقصفها للمستشفي السعودي بالفاشر ، وكأن تلك هي اول مرة يعلم فيها مجلس التعاون بان هناك حربا تدور رحاها في السودان. وكأنه لم يسمع بان هذه المليشيا قد دفنت اناسا احياءً في اردمتا وقتلت واغتصبت وسرقت وشردت شعب بأكمله ولم تترك منشأة خاصة او عامة الا وقد جعلتها قاعا صفصفا. واخر هذه الجرائم هي التصفيات الجسدية والوحشية لمواطني منطقة بروش بشمال دارفور. ومع وقوع كل هذه الفظائع التي يندي لها جبين كل من في قلبه رحمة او ذرة من الانسانية . الا ان مجلس التعاون الخليجي .لم يشجبها او يستنكرها بل لم يحرك حتي ساكنا تجاهها . وكأن الذي يحدث هو مجرد حفل غنائي مع طلال مداح او نجوي كرم. ولكن بمجرد ان تم قصف المستشفي( السعودي) بالفاشر تحرك الوجدان الخليجي مجتمعا ممثلا في مجلسه ثم دوله منفردة واحدة تلوي الاخري في اضخم كرنفال للادانة وكانه منافسة لاثبات الذات لشئ ما.. مما شجع حتي جامعة الدول العربية المختبئة بل الامارات نفسها لدخول بازار الادانات و الاستهبال الدولي هذا..اما الامارات فموقفها اشبه بموقف الذين يطاردون حرامي وهم من خلفه يصيحون الحرامي..الحرامي. وهو يركض امامهم و لحماية نفسه وتضليل الاخرين اصبح هو كذلك يصيح الحرامي ..الحرامي. فأصبح لا احدا يدري اين هو الحرامي فالكل ينادي ويزعق الحرامي.. وهذا ينطبق تماما مع موقف الامارات بادانتها لقصف المستشفي السعودي. وهي التي وفرت احدث الاسلحة للمليشيا لتدمير كل الحياة بما فيها المستشفي السعودي.. اما هذه الادانات الخليجية اليتيمة وبالجملة وفجأة ما هي الا بمثابة فزعة خليجية فقط ( للمسمي السعودي) . دون اعتبار للضحايا وفظاعة الجرم. حيث تعرضت من ذي قبل اكثر من (254) منشاة صحية للقصف او الخروج عن الخدمة . ولم نسمع من هؤلاء وجامعتهم العربية عن اي ادانة او شجب..فالحق لن يتجزأ ولكن للاستهبال السياسي الف باب وباب.. اما سياسة الفزع ( للربع) هذه المرة فهي فقط للمسمي( السعودي) وليس الا..
01125315079
[email protected]