حديث العقل عبدالبديع المكابرابي يكتب: *السودان بين نيران الحرب وأمل النصر*
حديث العقل
عبدالبديع المكابرابي يكتب:
*السودان بين نيران الحرب وأمل النصر*
عندما اندلعت الحرب في السودان فوجئ الجميع بحجم العتاد العسكري الذي تمتلكه قوات العدو ورأينا ثقتهم المفرطة في تحقيق سيطرة كاملة على البلاد بدأ ذلك بتهجير المواطنين من الخرطوم ثم ازداد الوضع سوءًا مع دخولهم مدينة ود مدني وما فعلوه في قراها ثم تحركهم نحو سنار ومحاولات السيطرة عليها وتهجير أهلها اقتربوا من القضارف مهددين استقرارها وامتدت أطماعهم نحو مصفاة الجيلي ونهر النيل والولاية الشمالية كما حاولوا اقتحام مدينة الفاشر معقل السلطان علي دينار التاريخي
كل هذه التحركات كانت دليلًا واضحًا على أن الحرب لن تكون مجرد معركة خاطفة بل قد تمتد لسنوات كما حدث في العديد من الدول الأخرى ومع ذلك جاءت رحمة الله أسرع من توقعات الجميع فكان نصره حليفًا للضعفاء والمظلومين سخر الله التوفيق للقوات المسلحة والقوات المشتركة وأفراد المقاومة الشعبية الذين وقفوا سدًا منيعًا في وجه التمدد فكان للشباب الصغار دور محوري في إدخال الحماس في نفوس البقية ليتم تحرير الخرطوم بعد تحرير ود مدني بفضل شجاعة أبناء القائد كيكل والأجهزة الأمنية المختلفة من أمن وشرطة
لقد رأينا العزم في عيون الضباط والجنود وسرعة الحسم في أرض المعركة كما سمعنا ذلك في خطابات القائد عبد الفتاح البرهان وياسر العطا وشمس الدين كباشي الذين أكدوا أن استقرار البلاد واستعادة الأمن هو الهدف الأسمى ولو لم تحدث هذه المقاومة لربما تحولت الحرب في السودان إلى واحدة من الحروب طويلة الأمد كما شهدنا في دول أخرى حيث امتدت الحرب في سوريا لسنوات رغم تراجع حدتها في بعض المناطق واستمرت الحرب في اليمن وسط محاولات متكررة لإحلال السلام دون نجاح كامل أما في ليبيا فقد ظلت النزاعات قائمة حتى بعد سقوط نظام القذافي وأصبحت البلاد ساحة صراع بين القوى الإقليمية والدولية كما أن أفغانستان عانت من حروب متتالية لعقود حتى انسحبت القوات الأجنبية منها بينما لم تنتهِ الاضطرابات في الكونغو الديمقراطية رغم توقيع العديد من اتفاقيات السلام
ورغم التحديات التي يواجهها السودان اليوم فإننا ندعو الله أن تتوقف هذه الحرب سريعًا وأن يحفظ السودان وأهله من الفتن والدمار كما نسأله أن ينصر القوات المسلحة السودانية ومن ساندها وأن يجعل هذا النصر استقرارًا وطمأنينة تعود بها البلاد إلى رشدها وأمنها بعيدًا عن الفوضى والخراب