منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

0

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو :

*كارثة انسانية في كادوقلي.. نازحو لقــاوة يواجهون ظروفاً صعبة جراء حريق مخيمهم،..*

*وفاة امرأتين، وإصابة 23 آخرين، وأكثر من ثلاثة ألاف بلا مأوى..*

*انتشار الأمراض وسط الأطفال وكبار السن، وانعدام للغذاء ومياه الشرب..*

 

………………

ترتيبات من مفوضية العون الإنساني وشركائها لتوفير الخدمات الضرورية..

الوالي يتفقد الضحايا، ويتعهد بتنفيذ مطالبهم متى زالت الظروف الأمنية..

مناشدات للخيريين والمبادرات المجتمعية لمد يد العون وإسناد النازحين..

 

أعلنت السلطات المختصة في ولاية جنوب كردفان حالة استنفار قصوى لإيواء وإغاثة الألاف من نازحي لقاوة الذين تضرروا جراء الحريق الذي التهم مخيمهم في الميناء البري بمدينة كادقلي، وتفقد والي جنوب كردفان محمد إبراهيم عبد الكريم بمعية لجنة أمن الولاية، وبحضور المفوض العام للعون الإنساني بولاية جنوب كردفان عبد القادر أبو كندي، تفقدوا موقع الحريق الذي أودى بحياة امرأتين هما أم كلثوم التوم الزبير (72) عاماً، وعائشة حماد دلدوم ( 65) عاماً، فيما أصيب ستة أشخاص غادر أربعة منهم مستشفى كادقلي التعليمي فيما تتلقى حالتان العلاج بالمستشفى، هذا فضلاً عن 17 حالة إصابة متفاوتة جرى إسعافها داخل مخيم الإيواء الذي تهاوي بكامله وأصبح خاوياً على عروشه، ولم تسلم بعض المرافق المجاورة للمخيم من ألسنة النيران التي تمددت والتهمت سبعة منازل في حي كُلْبَا المتاخم للمخيم على شارع الهوا.

أسباب الحريق:
وتعود أسباب الحريق إلى إشعال الأطفال النار لطبخ الطعام، وقد زاد من ضراوة الاشتعال وجود مكيفات تعمل بالغاز داخل الميناء البري الذي كان في الأصل موقعاً مخصصاً للبصات والحافلات السفرية من وإلى كادقلي، وقد ساعدت قوة الرياح في زيادة سرعة الحريق الذي انتقل من مخيم الميناء البري إلى المرافق المجاورة الأمر الذي ضاعف من حجم الخسائر والأضرار، وترحمت الأستاذة خديجة أمين دوداري المتحدثة باسم نازحي مخيم الميناء البري على الشهداء الذين قضوا جراء الحادث، منوهةً إلى أن عدد 511 أسرة، فقدت المأوي المأوى تماماً، وكشفت دوداري عن رغبة جامحة لدى الأسر والعائلات بالعودة الطوعية إلى مناطقهم، منوهةً إلى صعوبات تواجه تنفيذ هذه المطالب في الوقت الراهن، عطفاً على الأوضاع الأمنية التي تعيشها البلاد، كما أن العملية تحتاج إلى ترتيبات، وتضافر جهود الكثير من المؤسسات والجهات.

فقدان المعينات الضرورية:
ويعاني الناجون من حريق المخيم من حالات التهابات حادة في العيون جراء الدخان، بالإضافة إلى وجود حالات اسهالات وسط الأطفال وكبار السن، حيث تفاقمت الأوضاع الصحية في ظل انعدام الخدمات الطبية التي كان يوفرها المركز الصحي التابع للمخيم والذي احترق هو الأخر بكامله، كما يشكو النازحون من ندرة في مياه الشرب بسبب عدم توفر الوقود، وأدى الحريق إلى القضاء على فصول التعليم البديل لتلاميذ المخيم والتي شيدتها إحدى المنظمات الطوعية، وأعرب المفوض العام للعون الإنساني بولاية جنوب كردفان عبد القادر أبو كندي عن أسفه الشديد للضرر الكبير الذي لحق بنازحي لقاوة في مدينة كادقلي جراء احتراق مخيم الميناء البري، وأكد أبو كندي حاجة النازحين الماسة إلى المعينات الأساسية والضرورية، مبيناً أن المفوضية ستبحث مع شركائها في العون الإنساني السبل الكفيلة لتوفير الإيواء والغذاء والكساء والعلاج بشكل عاجل، على أن يتم لاحقاً التفكير في إيجاد حلول جذرية لهؤلاء النازحين.

ترتيبات حكومية:
وترحم والي ولاية جنوب كردفان محمد إبراهيم عبد الكريم على ضحايا الحريق الذين قضوا وعددهم امرأتان، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين، وكشف الوالي في إفادته للكرامة من كادقلي عن الجهود التي تضطلع بها حكومته بالتنسيق مع مفوضية العون الإنساني وشركائها من أجل توفير المعينات الضرورية للنازحين حتى يتجاوزوا المحنة القاسية التي ألمت بهم جراء حريق المخيم، مؤكداً أن السلطات المختصة بولايته ستعمل على إعادة تأهيل الميناء البري ليتم استيعابهم وإيوائهم في نفس الموقع، وردَّاً على سؤال “الكرامة” بشأن الترتيبات الجارية لإعادة النازحين طوعياً على لقاوة بولاية غرب كردفان، قال الوالي إنه لمس رغبة كبيرة لدى النازحين لتنفيذ مشروع العودة الطوعية ولكن الظروف الأمنية الحالية لا تسمح بذلك، ولكنه تعهد بمجرد زوال المعضلة الأمنية فسيتم تحقيق رغبة النازحين في العودة الطوعية بعد تنسيق الجهود والمواقف مع حكومة ولاية غرب كردفان.

خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فقد ارتضى نازحو لقاوة في مدينة كادقلي بأمر الله النافذ بأن يحترق مخيمهم، وهم الذين فرّوا من حريق الجنجويد الذي قضى على منازلهم وديارهم في العام ٢٠٢٢م، ليبقى الصبر ملاذهم وزادهم حتى تتحقق رغبتهم المؤجلة في العودة الطوعية بسبب تداعيات الأوضاع الأمنية، وحتى ذلك الحين فهم في حاجة ماسة إلى الدعم والإسناد من قبل الدولة ومؤسساتها الإنسانية، بالإضافة إلى الخيرين والمنظمات، والمبادرات المجتمعية، هذا فضلاً عن أهل المنطقة الذين تداعوا عبر منصات التواصل الاجتماعي لاستنفار الجهود من أجل تقديم مساعدات عاجلة لأكثر من 3500 شخص، وإيد في إيد تجدع بعيد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.