مسارات
محفوظ عابدين
تلاحم الشرطة مع الجمهور… الفكرة والمضمون
والعنوان قد يكون في ظاهره ملفت للإنتباه (تلاحم الشرطة مع الجمهور) لأن الشرطة في الأصل هي في حالة تلاحم مع الجمهور وفي إتصال لاينقطع في كثير من إدارتها ان كان في السجل المدني اوالجوازات أو المرور أو في الجمارك أو حتى في اقسام الشرطة العادية وغيرها ولكن هذا التلاحم غالبا مايذهب فيه الجمهور الى إدارات الشرطة لقضاء مهمة ما حسب التخصص في الادارات المختلفة للشرطة.
ولكن التلاحم الذي هو موضوع العمود هو تلاحم غير المعروف وفيه هذه المرة هو ان تذهب( الشرطة) الى (الجمهور) في مواقعه ان كان في الاسواق أو مواقف مواصلات أو في مواقع الدراسة أو حتى في المساجد والهدف من هذا التلاحم هو زيادة نسب الوعي عند الجمهور خاصة في القضايا المجتمعية ومحاربة الظواهر السالبة التي تؤثر سلبا في حياة المجتمع.
لان أمن المجتمع يمثل الاولوية في مهام الشرطة وكلما اصبح المجتمع ( آمنا)تصبح الحياة اكثر( امانا).
وبهذا المفهوم نفذت شرطة ولاية نهر النيل بقيادة مديرها اللواء سلمان محمد الطيب برنامج( تلاحم الشرطة مع الجمهور) والفكرة مبتكرة وتعيد للاذهان ألق تجربة (الإعلام الجماهيري) من جديد والذي كان هو سيد الموقف قبل تعدد وسائل ووسائط الإعلام المتعددة بعد ثورة الاتصالات.
والتلاحم المباشر له فوائد عديدة غير الفوائد الاساسية وهي زيادة الوعي وكشف المخاطر المترتبة على تلك الظواهر السالبة اي كان نوعها ومن فوائد التلاحم بين الشرطة والجمهور هو تقريب المسافة بينهما وإزالة حالات التوجس والخوف في التعامل مع الشرطة في تلك الصورة النمطية التي كانت سائدة من قبل ومن أهم هذا التلاحم ان الجمهور يصبح (عينا ثالثة) يرصد بعين المؤتمن على كثير من الملاحظات ليس في الظواهر السالبة فقط ولكن في كل ما يهدد الامن القومي خاصة في ظل ظهور ( الخلايا النائمة) و(الطابور الخامس) الذي برز بصورة كبيرة بعد تمرد مليشليا الدعم السريع على الدولة قبل عامين
واعتقد ان شرطة ولاية نهر النيل قد أدخلت المجتمع شريكا أصيلا وخطت بهذه الخطوة في تنفيذ شعار (الامن مسؤولية الجميع) الى واقع
ولقد شهدت منشطا من هذا البرنامج نفذته محلية شندي بقيادة مدير الشرطة العميد عز الدين محمد إدريس بحضور رئيس وإعضاء عدد من أعضاء اللجنة الأمنية بشندي وشاركت فيه الادارات المعنية من الشرطة ان كان في( المرور) والشرطة( المجتمعية). وادارة( مكافحة المخدرات) بل ان هذا البرنامج كان مدعوما بفقرات درامية لترسيخ تلك المعاني في ذهان الجمهور قدمها الكوميديان المعروف عبد الله عبد السلام الشهير ب (فضيل).
وحقق هذا البرنامج اهدافه بالتفاعل الكبير لدرجة ان البعض ترك محلاته في السوق ليستمع من( فم) الشرطة الى( أذنه) مباشرة ، وهو مايحقق شعار البرنامج الذي جاء تحت عنوان (ماخابت أمة تعاونت للبر بوطنها).
واللقاءت المباشرة بين الشرطة الجمهور لها وقعها في النفوس اكبر وترسيخ قيم الوعي فيها اكبر من دون أي (وسائط) أو( وسيط) وكما يقول اهل السودان (السمح القول في خشيم سيدو)،وهذا ما هدفت اليه شرطة ولاية نهر النيل ونجحت في تطبيقه شرطة شندي.
