منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

انس الإمام يكتب من لندن : *البرلمان البريطاني يناقش عريضة تشترط صعق الحيوان قبل ذبحه*

0

انس الإمام يكتب من لندن :

*البرلمان البريطاني يناقش عريضة تشترط صعق الحيوان قبل ذبحه*

من المقرر أن يناقش البرلمان البريطاني عريضة شعبية وقّعها من أكثر من 100 ألف شخص تطالب بحظر ذبح الحيوانات دون صعقها.

وتشير العريضة إلى “الحاجة الملحة لحماية الحيوانات من المعاناة غير الضرورية”، بينما يرى معارضوها أن الإجراء يمس جوهر الحرية الدينية للمسلمين واليهود في بريطانيا

وتنص القوانين الحالية في المملكة المتحدة على وجوب صعق الحيوانات قبل الذبح، مع استثناء للمسلمين واليهود، يسمح بممارسة شعائرهم الدينية فيما يتعلق بالذبح دون صعق.

معاناة لا مبرر لها
وتقول منظمة (أنيمال إيد)، وهي من أبرز المنظمات المدافعة عن حقوق الحيوان في بريطانيا، إن الذبح دون صعق “يسبب معاناة لا مبرر لها”، مضيفة أن لديها أدلة على حالات إساءة حدثت في عدد من المسالخ التي تزود السوقين الحلال والكوشر، وهو الطعام الحلال حسب الشريعة اليهودية.

وقالت اليزابيث دافنبورت، المتحدثة باسم المنظمة، للجزيرة مباشر “أجرينا تحقيقات داخلية في 16 مسلخًا، بعضها لا يستخدم الصعق، ووثقنا ممارسات مروّعة، مثل استخدام أدوات غير حادة بشكل كافٍ، ما أدى إلى إطالة أمد الألم الذي تتعرض له الحيوانات بشكل غير مقبول”.

ومع ذلك، لم تغفل المنظمة عن انتقاد الذبح بالصعق أيضًا، مشيرة إلى أنه “حتى في المسالخ التي يُفترض أنها تتبع معايير الرفق بالحيوان، وجدنا حالات عديدة لفشل الصعق أو تنفيذه بطريقة غير فعالة، مما جعل الحيوانات تذبح وهي ما زالت واعية”.

واعتبرت المنظمة أن “الهجوم على الذبح من غير صعق فقط دون النظر إلى الانتهاكات الواسعة في كل أشكال المسالخ هو نوع من الانتقائية التي تُشتّت النقاش الحقيقي حول حماية الحيوان”.

ورغم موقفها الرافض للذبح من غير صعق، أكدت (أنيمال إيد) أنها تعارض استخدام هذا الجدل مبررا للهجوم على المسلمين أو اليهود.

وقالت المنظمة “نقرّ تمامًا بحق الأفراد في ممارسة شعائرهم الدينية، وندعو إلى حوار عقلاني يحترم هذا الحق، لكننا في الوقت نفسه نرفض أن تتحول حرية الدين إلى غطاء لتبرير معاناة الحيوانات”.

من جهتها، أكدت “هيئة مراقبة الحلال”، وهي من أبرز الجهات التنظيمية في مجال توفير الطعام الحلال بالمملكة المتحدة، في بيان رسمي أن “جميع عمليات الذبح الحلال دون صعق التي تتم داخل المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي تُجرى بطريقة إنسانية، في منشآت مرخصة وتحت إشراف ورقابة صارمة، مع الالتزام التام بقوانين الرفق بالحيوان”.

وشددت المنظمة على أن “هذه الممارسات تتم في بيئات خاضعة لنفس المعايير الصارمة المطبقة على الذبح التقليدي، بما يضمن الحفاظ على كرامة الحيوان ورعايته في جميع المراحل”.

وحذّرت الهيئة من أن منع الذبح من غير صعق بشكل قاطع قد يضع المسلمين واليهود في وضع قانوني وأخلاقي صعب، يتناقض مع تعاليمهم الدينية، وهو ما يُنظر إليه بوصفه مساسا مباشرا بحرية العقيدة، المكفولة بموجب التشريعات البريطانية والأوروبية.

ودعت الهيئة أفراد المجتمع إلى التواصل مع نوابهم المحليين لشرح وجهات نظرهم والتأكد من فهمهم الصحيح لهذه القضية، وخصوصا في ظل تداول معلومات مغلوطة على وسائل التواصل الاجتماعي، من شأنها تأجيج الكراهية وتشويه صورة المسلمين.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.