*كتب : عزالدين ابو جمال* *ليس كل ما تراه تناقضا هو الحقيقة….. قراءات احداث المثلث الحدودي…*
*كتب : عزالدين ابو جمال*
*ليس كل ما تراه تناقضا هو الحقيقة….. قراءات احداث المثلث الحدودي…*
في العلوم الطبيعية اذهلتنا العقول الاوربية وهي تفكك تلك الأجسام وكيف
تتكون كل ذرة من نواة، تتكون هذه النواة من بروتونات جسيمات مشحونة ونيوترونات جسيمات متعادلة. الذرات صغيرة جدًا، يبلغ حجمها عادةً حوالي 100 بيكومتر. تسمى البروتونات والنيوترونات الموجودة في النواة بشكل جماعي بالنيوكليونات. عملية التجميع والتركيب لمجمعوعة من هذه الجزيئات لمركبات مختلفة نتج عنها تطور خرافي ومذهل في بديات الثورة الصناعية للمجتمعات الغربية منها ماينفع البشرية عامة كالتطور الطبي والدوائي والتقدم التقني الزراعي والحيواني وغيرها مما عاد بالنفع العميم علي البشرية… وكذلك منها ماهو اضر بالبشرية مثل السلاح البيلوجي والنووي وغيرها…
فبعد( بضم الباء)العلم والتطور من القيم الأخلاقية يجعلها كارثية ومحطمة لحقيقة الوجود نفسها وإن اذهلتنا في التطور..
هذه المقدمة مهمة جداً لفهم طبيعة ادخال ادوات العمل في العلوم الطبيعة لسبر غور المتلازمات الاخلاقية في العلوم الإنسانية ، وهذا ماجر العالم اليوم لتطبيقات ونظريات استخدمت من قبل علماء Political sociology علم الاجتماع السياسي بتطبيق المنهج العلمي للعلوم الطبيعية واسقاطها علي تنزيل نظرية التفكيك والعمل علي تركيب ومزج للخروج بمركبات قابلة الاستخدام في مجتمعات اخري ( لاتكوينها ولابئتها ولا خواصها) تشبه تلك الجزيئات المستنسخة. فمثلا وعلي هذا التعالي يمكننا تلمس منهجية التفكيك من خلال المقولات التي اشتغل عليها (دريدا) أو التي تعتبر البنية التحتية للتفكيك. التي فرضتها ميتافيزيقيا الحضور وتراكمت عبر التاريخ، فتجسدت في الفكر السياسي الأوربي الحالي وأنتج النظام السياسي القائم الذي كرس مركزية خاصة به، فبدت أوربا هي مركز الحضارة والمركز الاقتصادي والفكري والسياسي والعسكري، الذي لا يرتضي المنافسة ولا يقبل البديل.
هذا التعالي وهذا الحضور اخضع العالم اجمع للانجراف خلف توهم (الانقياد) الاعمي لمجتمعات تشكلت لديها قناعات بأن الغرب هو المالك والمسيطر ويدير كفة الحياة كيفما يشاء..
وحتي نكون واقعيين وعلي مقربة من الفهم من طبيعة الصراع الدائر في المنطقة ككل فقد تابع العالم في الأيام القليلة الماضية تطورات الحرب في السودان ومحاولة دولة الإمارات استخدام قوات حليفها في ليبيا المشير خليفة حفتر وذلك عقب الانتصارات الكبيرة التي حققتها القوات المسلحة السودانية على مليشيات الدعم السريع وتحريرها الكامل للعاصمة السودانية وايضا كسبها لكل المعارك في منطقة غرب السودان
هناك تساؤلات كثيرة تطرح الان من قبل المتابعين للأحداث
ما هو موقف الحكومة المصرية من تلك الاحداث وفي مناطقها الحدودية مع جاراتها السودان وليبيا ؟ وهل تسمح بالمخطط الكبير لتفكيك والقضاء على الجيش السوداني؟
قرأتي ربما تستند لمرجعيتين أساسيتين في نظري
أولا: المقصد الأساسي لتفكيف الدول ومنها دون شك في منطقتنا العربية والافريقية من الناحية البنيوية للهوية الاسلامية كمرجع… والبنية الجهوية كمكونات ( عرب وعجم وزنوج وبيض ونوبة وامازيق…الخ)
ثانيا: تحرك الادوات المزروعة بعد نجاح فكرة التفكيك نفسها ونجاحها في اثارة القضايا ذات البعد الصفري في معادلة اشغال الداخل بقضايا انصرافية .
في ظني ابعاد العقل الجمعي للنظر في كيفية اشغال المجمع الكلي بقضايا الأمة وتحجيم الأدوار التشاركية نحو الانغلاق للقضيا القطرية واحد من نجاحات التفكيك لذلك تنوع الاشغال القطري والتفنن في أحداث المشكلات اصبح اداة فاعلة لدي المخططين لهذا المشروع التفكيكي…
وهنا يظهر اللبس عند العديدين من المحللين بين من ينظر لادوات التفكيك ومن ينظر للمفكك صاحب المخطط الكبير…وهو مايظهر في بعض الأحيان بعض التعارض بين الشركاء (كأدوات) وبين نظرة المخطط صاحب النظرية الاساسية كمحرك للادوات
مثال ذلك انا عندي الامارات وحفتر وغيرهم من ادوات المشروع التفكيكي…قد يلتقوا في واحد من ادوات العمل التي يستعملها صاحب النظرية في ليبيا مثلاً..لكن قد تختلف هذه الأدوات للعمل في السودان كمثال نسبة للنظرة (القطرية) التفكيكية الجيش المصري تتعارض مع النظرة الكلية للمخطط الذي يسعي لتفكيك الجيش السوداني
وفي نفس الوقت تتلاقي في ملف ليبيا تطابقاً في نظرة (قطرية) ونظره كليلة للمخطط…
وعلي هذا النهج يمكن ان تكون نظرة الجيش المصري هذه تستعمل ضده كضغط للتنازل عن مشاريع اخري كما يحصل الآن في القضية الفلسطينية…
عليه أقول مانراه اختلاف بين الشركاء في ملفات (ننظر له من منظور قطري ضيق)
هو دون شك قد يكون متناغما وفاعلا في يد من يخطط لاستخدام الادوات ويجمعها ويفرقها كيفما يشاء….
رجوع اللحمة والوحدة والتفكير الجمعي والالتفاف حول القضايا القومية والكلية هو العاصم الأوحد… وكلما تقزمت وانغلقت الدول وانصرفت لقضاياها القطرية كلما سهل تفكيكها وشغلها بمشاغل انصرافية فيما بينها.