تقرير: إسماعيل جبريل تيسو : *غياب الثقة في إدارة الخلافات، تهدد بزوال “تحالف تأسيس”..* *تتصاعد وتيرة خلافاته القوية، بشأن قسمة المناصب الوزارية،، “تحالف تأسيس”،، معارك داخلية..* *الهادي إدريس وحجر، يرفضان إسناد رئاسة الوزراء للحركة الشعبية..* *عبد العزيز الحلو يصرُّ على رئاسة الوزراء ويهدد بالانسحاب..*
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو :
*غياب الثقة في إدارة الخلافات، تهدد بزوال “تحالف تأسيس”..*
*تتصاعد وتيرة خلافاته القوية، بشأن قسمة المناصب الوزارية،، “تحالف تأسيس”،، معارك داخلية..*
*الهادي إدريس وحجر، يرفضان إسناد رئاسة الوزراء للحركة الشعبية..*
*عبد العزيز الحلو يصرُّ على رئاسة الوزراء ويهدد بالانسحاب..*
ولا تنفكُّ جذور الخلافات تضرب عميقاً في جسد تحالف السودان التأسيسي (تأسيس)، بشأن قسمة المناصب والحقائب الوزارية الخاصة بالحكومة الموازية والتي يفترض تشكيلها في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا الدعم السريع والحركة الشعبية في كردفان دارفور، وأكدت مصادر متطابقة تصاعد وتيرة الخلافات على منصب رئيس الوزراء بعد أن تم التوافق على تسمية محمد حمدان دقلو رئيساً للمجلس الرئاسي، حيث رفض كلٌّ من الهادي إدريس رئيس حركة جيش تحرير السودان – المجلس الانتقالي، والطاهر حجر رئيس تجمع قوى تحرير السودان، إسناد منصب رئيس وزراء الحكومة الموازية إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بزعامة عبد العزيز الحلو بعد إصرار شديد من الحركة على تقلُّد المنصب، والتهديد بالانسحاب من تحالف تأسيس في حال إصرار الحركات على عدم منحها هذا المنصب.
صراع مصالح:
ومنذ الإعلان عن مصير منصب رئيس وزراء الحكومة الموزاية، أصبح تحالف تأسيس كالبيت الذي تتقوّض أعمدته حجراً بعد حجر على وقع انعدام الثقة وتآكل التماسك تحت وطأة الطموحات الشخصية المتصادمة لقادته، فقد كشف تفجُّر الجدل حول تشكيل الحكومة المعنية عن عمق الأزمة البنيوية التي تضرب جسد هذا الكيان الذي يرى الكثير من المراقبين أن مستقبله بات على المحك، عطفاً على حدة الخلافات التي لم تعد مجرد تباين في وجهات النظر، أو اختلاف في البرامج والتوجهات الاستراتيجية والرؤية الوطنية، وإنما هو صراعٌ واضح حول المواقع والنفوذ وتقسيم السلطة، وهي جميعها مؤشرات تؤكد أن بنيان هذا التحالف لم يقم على برنامج وطني متماسك، بل على تفاهمات مؤقتة مبنية على مصالح ذاتية، وانتهازية سياسية، وهو واقع يهدر ماء وجه تحالف السودان التأسيسي (تأسيس)، ويُفقده مصداقيته أمام الرأي العام السوداني، مما يعني أن أي حكومة تنشأ في ظل سلطة الأمر الواقع لميليشيا الدعم السريع ستكون فاقدة لأي سند شعبي، وأن أي كيان لا يستند إلى شرعية جماهيرية ورؤية وطنية موحّدة، فهو قطعاً في مهب الريح.
تحالف ظرفي:
وبحسب مراقبين فإن تحالف السودان التأسيسي (تأسيس)، قد رسب في امتحان توزيع ( كعكة) المناصب الوزارية للحكومة الموازية، واتضح بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا التحالف يعاني من ضعف وهشاشة ظاهرة للعيان، وأن سلوك مكونات التحالف في إدارة الخلافات يعكس غياباً واضحاً للثقة، وهي مظاهر يقطع مراقبون بخطورتها على مستقبل تحالف تأسيس بجعله أكثر عرضةً للتفكك والانهيار مع اندلاع نيران أي أزمة داخلية قد تضرب بنيته، ذلك أن المتتبع لمسيرة تحالف السودان التأسيسي (تأسيس) منذ ولادته يلحظ تعثراً واضحاً لهذا التحالف في تقديم رؤية أو تصور موحد أو حتى موقف سياسي جماعي، بحيث أصبحت ” تأسيس “وفقاً لمتابعين أقرب إلى “تحالف ظرفي” منه إلى كيان سياسي معنيٍّ بتنفيذ مقاصد وأهداف طرحها ميثاقه المنادي ب “هوية سودانوية” ترتكز على حقائق التنوع التاريخي والمعاصر، وعلى دولة قائمة على الحرية والسلام والعدل والمساواة، وتشكيل الحكومة المدنية التي كشفت عورة هذا التحالف رغم محاولاته ليواري سوأته بشعارات الوطنية الزائفة.
الأموال الإماراتية:
ويؤكد المتحدث الرسمي باسم التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية حذيفة عبد الله عمر، أن الخلافات التي تضرب بنية تحالف السودان التأسيسي، قد كشفت عمق مأزق المشروع السياسي لميليشيا الدعم السريع المتمردة، وأبانت بشكل واضح أن هذا التحالف لا يمكنه تأسيس أو بناء كيان استراتيجي مستقبلي، لافتقاده إلى بنية مؤسسية وتنظيمية تضمن استمراريته. وقال حذيفة في إفادته إن تحالف تأسيس يقوم على تباين أيدولوجي، واختلافات كبيرة في المنطلقات الثقافية، وخصوصية القضايا التي انبرى كل مكوّن من عناصر التحالف للدفاع عنها وتحمل تبعاتها، مؤكداً أن ما جمع مكونات تحالف السودان التأسيسي كان فقط الأموال الإماراتية، ومع نفاد هذه الأموال سيذوب هذا التحالف وينتهي إلى زوال، وقال حذيفة إن الخلافات التي نشبت خلال الأيام الماضية بين الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبد العزيز الحلو، وبين بعض مكونات ميليشيا الدعم السريع، ستكون لعنةً تكتب نهاية هذا التحالف أو حتى تتسبب في تفككه، وتضعضع عناصره.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فقد كشفت الخلافات التي ضربت بنية تحالف تأسيس أن أولويات أطراف هذا التحالف لم تكن يوماً موجهة نحو خدمة قضايا الشعب، وإنما تسعى لتقاسم النفوذ وقسمة كعكة السلطة، وأن مصير هذا التحالف إلى انهيار وزوال في ظل انعدام آليات الحسم والاحتكام وغياب القيادة الجامعة القادرة على إدارة التناقضات واختلاف المنطلقات، وفاقد الشيء لا يعطيه.