إبراهيم مليك يكتب : *رسائل إلى قادة الحركات التى اصطفت مع الجيش …..كونوا عظماء بمواقفكم!*
إبراهيم مليك يكتب :
*رسائل إلى قادة الحركات التى اصطفت مع الجيش …..كونوا عظماء بمواقفكم!*
من ظنّ أن الشعب السودانى يمكن تهديده بالحرب لابتزازه سياسياً أو فرض وصاية عليه فهو مخطئ…
إن محاولات بعض قادة الحركات الدارفورية التهديد بالحرب حال إبعادهم من بعض الحقائب الوزارية يعتبر إفلاس وعنهجية تشبه سلوك القحاتة والمليشيا الذين رفعوا شعار (إما الإطارى أو الحرب) فالعاقل من وُعظ بغيره….
الخطأ الذى ارتكبه قادة مليشيا الدعم السريع أنهم خسروا الشعب السودانى وحاربوه بوسائل قذرة ومارسوا خيانة وانحطاط أخلاقى فى حقه لذلك أصبحوا منبوذين ومكروهين حتى عند عشيرتهم الأقربين من أصحاب الفطرة السليمة !
الذى يجب أن يعلمه قادة الحركات أنهم ليسوا وحدهم من شارك فى هذه الحرب هناك الآلاف من المتطوعين من أبناء الشعب حملوا السلاح دفاعاً عن أنفسهم وأعراضهم وكرامتهم ولم يطالبوا الحكومة بمنصب ولا شربة ماء….!
عليه يجب أن يتعقل قادة الحركات ويحترموا مشاعر الشعب السودانى وألا يفسدوا تضحياتهم بعبارات ومواقف أنانية على شاكلة (لو ما أديتونا مناصب بتمرد عليكم)!
هذا النهج منافٍ للمروءة والأخلاق الكريمة….
الشعب السودانى الذى ذاق مرارة الحرب والتشريد والإذلال من المليشيا واصطف خلف جيشه بوعى لإدراكه بطبيعة المؤامرة لن يقبل أن تُفرض عليه وصاية من أي طرف داخلى أو خارجى…..
يُقدّر الشعب السودانى مواقف قادة الحركات وتضحياتهم ووقفتهم وأنهم قدموا بطولات ليبقى السودان دولة متماسكة فهم شركاء فى هذا الوطن ولهم من الحقوق مثل غيرهم من أبناء الشعب دون تمييز ولا إقصاء….
إتفاقية جوبا نصوصها صريحة فى طبيعة العلاقة بين الحركات الموقعة والحكومة ونسب المشاركة…
حركات دارفور التى نالت حظها من السلطة والثروة لم تكن مفوّضة من أهل دارفور إنما نالت الامتيازات عبر إتفاق سلام لزاماً على الحكومة أن تنفذه ليسود السلام والأمن وهى حريصة على ذلك ….
تضحيات الشعب السودانى فى هذه الحرب متساوية من الجنينة إلى بورتسودان يجب أن تجد التقدير والاحترام لا الابتزاز والتهديد….
إن خروج الحركات المسلحة من مأزق الجهوية يبدأ بتغيير الأفكار والتخلى عن العنف بجميع أشكاله كوسيلة للوصول للسلطة عليهم أن يطرح فكرهم السياسى بعيداً عن الاصطفاف الجهوى و أن يقدموا تصورهم لنظام الحكم بمنهج راشد ومغاير لماضيهم ليكسبوا وُدّ الشعب السودانى بالحسنى لا بالتهديد والوعيد….
فالناس خُلِقُوا أحراراً لا عبيداً ليُحْكَمُوا بالتسلط والقهر….
اتعظوا يا قادة الحركات بماضيكم فأنتم من بدأ التمرد على الدولة منذ عقود بدوافع رفع الظلم والتهميش وأدخلتم أهلكم فى معسكرات اللجوء والنزوح وتسببتم فى فتنة دارفور التى عمت السودان فلا ترجعوا كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض وتعادوا المواطن السودانى مرة أخرى ….
إن مصلحتنا جميعاً فى دولة المؤسسات لا دولة المحاصصات…
مصلحتنا فى نظام الحكم الراشد الذى يسود فيه الشورى وحقوق الإنسان وكرامته وحقه فى الحياة… مصلحتنا جميعاً فى دولة تحرسها العدالة لا دولة المليشيات والفوضى والتكلات القبلية والجهوية التى أقعدت السودان .
# الانتصار الحقيقي يكون بالوعى لا بالأنانية وحب الذات.