*جغرافية وشعب مناوي* ✍️ لـواء رُكن ( م ) د. يونس محمود محمد
*جغرافية وشعب مناوي*
✍️ لـواء رُكن ( م ) د. يونس محمود محمد
٢٩ يوليو ٢٠٢٥م
الرجل الكارثة الذي يسمّى أركو منّي منّاوي والذي كان كبير مساعدي طيّب الذكر الرئيس البشير في الفترة من ٢٠٠٦ وحتى ٢٠١٠م ثم أقلقه ( *الهوى* ) فعاد أدراج ( *الرياح* ) إلى ليبيا، ثُمّ جاءت كارثةُ ديسمبر كالسيل جرفت أصول الدولة والإجتماع الإنساني السوداني، وشرخت حوائط صدّ الغوائل، ودقّت عِطر منشم الفتنة بين الناس، وإستلّت سيوف البغيّ من غمادها وبدّلت مُفردات الحكمة بدعوى الجاهلية، وطرحت ساسة كالزَبد على رصيف العمل العام، ولذلك لم يعد غريبًا أن تسمع لقيادات تسمّي نفسها سياسية وهي تدعو الأجنبي ليحكمها، وتبرّر جرائم الجنجويد، وتغسل ( *غترة* ) الإمارات من الدم السوداني، وتبعث العنصرية من مرقدها وغيرُ ذلك كثير.
منّاوي حاكم إقليم دارفور رجل كثيرُ عثرات اللسان، ينقصه التوفيق في إختيار الكلام، فيُلقي هكذا من خواطره على العواهن غير عابئٍ بالنتائج ولو كبه حصاد لسانه في النار أربعين خريفًا كما قال الصادق المصدوق صلّى الله عليه وسلّم، ولعلَّ من سمعه أو شاهده وهو يقول ( *جغرافيتنا وشعبنا ونحن مخيّرين فيها* ) يظنُّ بالرجل الظنون ( *أنه لا يعلم ما يقول* ) ولعلّه أسرف في تخيّلاته بإعتباره حاكم إقليم دارفور بأنّه المالك المتصرّف في جغرافية وشعب الإقليم، يُريهم مايرى، ويهديهم سبيل الضلال، ولعمري هذه هي عين ( *الغمرة* ) والغمرة هي حال تلبّس وإستغراق وتلذّذ بالمعصية لا يدَّكِر صاحبها ولا يرعوي وإن تبدّت أمامه الآيات، فعن أيّ جغرافيا وشعب يتحدّث منّاوي ؟؟
الذي لن يعدو كونه موظفٌ عام بدرجة حاكم إقليم يعمل تحت إدارة الحكومة وسُلطة الدولة، وقد خلا من قبله رجالٌ في ذات الوظيفة ولم تتلبّسهم هذه الأحوال ( *السريالية* )
ودارفور أرضٌ سودانية وشعبٌ سوداني تتوزعه أكثر من خمسة وثمانين قبيلةً ما بين العربية وغير العربية فضلًا عن التقسيمات الداخلية في كُل قبيلة، وما دام منّاوي قد خلع عنهُ رداء القومية وإعتمد خطاب الجهة والقبيلة فهو من فرع الكوبارا من قبيلة الزغاوة التي تتفرّع لعدة تقسيمات منها الوقي ، والبديات ، وعشرات البطون، ولذلك لا يمكنه الإدعاء بتمثيلهم إلّا بحق الوظيفة المؤقتة وتحت سُلطة الدولة السودانية.
ودارفور رفضت من قبل في الإستفتاء الإداري في أبريل عام ٢٠١٦م وفق نصوص إتفاقية الدوحة بتخيير أهلها ما بين الإقليم الواحد أم الولايات، فإختار أهل دارفور وبأغلبية ساحقة حُكم الولايات خشية تسلّط منطقة أو عرق أو إثنية على الآخرين وقد كان ذلك في عهد الرجل ( *المبروك* ) الدكتور التجاني السيسي.
أما منّاوي الذي أراد أن يحتفظ بجُغرافية دار فور وشعبها في جيبة ويأتي ليشارك ( *شيبة ضرار* ) في جغرافيته وشعبه دون حياء فهذه والله سقطةٌ قلّلت من شأنه، ولعله يقرأ الآن في الأسافير المقالات الناقدة، والساخرة والمتندرة، والمتحدّية له، خاصّةً عندما ذكر إستعداده للحديث مع الدعم السوداني، وهو يقصد الدعم السريع ردّدها ثلاثة مرات الدعم السوداني ( *راجع الفديو* ) وهذا الدعم هو الذي يُحاصر شعبك وجغرافيتك ويضطرهم لأكل ( *الأمباز* ) نعم الأمباز يا منّاوي بالتشارك مع البهائم والسوام وأنت ناعمُ البال في جغرافية غيرك وشعبٌ غير شعبك، ثم تُبدي كُل هذه التناقضات غير اللائقة، فإذا كُنت قد إعتدت الرضاع، تصرخُ كلّما عازتك حاجة فليقمك البرهان ( *البزة* ) ووزارة المعادن، والآن ترفع عقيرة الصراخ وتخلع جلباب القومية وتغازل الدعم السوداني ( *السريع* ) لتبذل التهديد بين يديّ الشعب السوداني فتكون قد أخطأت خطأ البعاتي، الخطأ الذي دفع ثمنه غاليًا جدًا، فاين هو مما كان عليه من القوة والجمع ومفاتيح الخزائن مما تنوء به صفحات الحسابات؟
وأين هو الآن ؟
واين أنت منه ؟ أي من البعاتي ؟
فإذا لم تعتبر مما حلّ به، عندك الفرصة تجرب حظّك لتتمرّد على الشعب والوطن ومد بكُل سبب عندك إلى سماء العز والشرف السوداني ، ثم اقطع ، ثم انظر هل يذهبن كيدك ما يغيظ ؟؟
السياسي ( *الواعي* ) عندما يخاطبُ شعبه يستحضر القيّم الراسخة، ويختار المفردات المعبّرة المعطرة بالثناء الجزيل الموشاة بالإطراء الجميل، لأنَّ شعب السودان يستحق؛ فهو عريقٌ صاحبُ حضارة، مثقّف ، كريم ، تزدانُ أجياله بالعلم والحلم، فيه من زمر العلماء الأحبار ، والحفظة الأسفار من الرجال والنساء أصحاب سبق للمعالي، وفيه ثلّة من الشهداء، وفيه صفوفُ من المجاهدين يقاتلون في سبيل الله كأنّهم بنيانٌ مرصوص ولذلك يرجو ممن تسنّم نصيبًا من القيادة أن يبذُل التقدير والإحترام، ويحدّثهم بما يُحبّون، ويسعى معهم لتحقيق الغايات الوطنية ويسعى لإخراجهم من ويلات الحرب إلى رحاب الأمن والسلام.
فيا صديقي منّاوي:
حديثك مرودٌ عليك ولسانُ حالِ كُل من سمعك يقولُ لك حدّد موقفك المنطقة الرمادية ( *ما حبابها* ) فإمّا سياسيّ وطنيّ، أو متمرّد بخشم الباب، فالبُندقية التي تلتزمها لا تُخيف أحدًا من شعب السودان صاحب البندقية الشرعية التي يُمسك بمقبضها جيشٌ وطنيّ صاحب صيتٍ وطول.
*والممطورة ما بتبالي من الرش.*
*بَــلْ بَــسْ*