منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*السودانيون الديسابورا… شركاء الجيش في الانتصار الموعود* رشاد فراج الطيب

0

*السودانيون الديسابورا… شركاء الجيش في الانتصار الموعود*

رشاد فراج الطيب

لم تكن الديسابورا السودانية يومًا مجرد شتات موزّع على خرائط الدنيا ، ولا جموعًا تبحث عن رزق أو أمان فقط ؛ بل كانت ولا تزال امتدادًا حيًّا لروح الوطن ولقيم البذل والعطاء والبناء المركزة في الشخصية السودانية المتفردة ، وذراعًا ثانية للشعب ، وصوتًا مدويًا في الساحات العالمية حين يشتد الخطب ويُظلم الأفق على السودان .
واليوم ، وقد انكشفت حقيقة الحرب بوصفها عدوانًا خارجيًا مكتمل الأركان يستهدف الدولة والشعب والهوية والمستقبل ، نهض أبناء السودان في المنافي نهضة رجل واحد ، مؤكدين أنهم شركاء الجيش في معركة الانتصار الكبير والموعود .

خرج السودانيون في شوارع العواصم والمدن من كل فج عميق ؛ من أوروبا وأمريكا وكندا والخليج وشرق آسيا وأفريقيا ، يحملون إعلام بلادهم ، ويرددون السلام الجمهوري والأناشيد الوطنية ، ويهتفون بحياة وطنهم وجيشه . لم يخرجوا للمباهاة ولا للزينة ، بل خرجوا ليؤدّوا واجبًا وطنيًا وقيميًا
وهو فضح العدوان ، وتصحيح سردية الحرب التي سعت غرف التضليل لتزييف وقائعها وتقديمها للعالم بوصفها حربًا أهلية أو صراعًا سياسيًا داخليًا .
والحقيقة الناصعة هي أنها حرب مفروضة ، تُدار من وراء الحدود ، وتُغذّى بالسلاح والمال والمرتزقة من دولٍ لم تخف رغبتها في تمزيق السودان ، ونهب موارده ، وإلغاء دوره التاريخي ، ومحو حضوره في الإقليم وفي العالم .

هؤلاء السودانيون في الخارج ليسوا “شتاتًا” بالمعنى الذي يُراد تسويقه ؛ إنهم نخب السودان وطلائعه من العلماء ، الأطباء ، الأساتذة ، الخبراء ، المهنيون ، الفنانون ، والعمال والموظفون الذين خرجوا من وطنهم قسرًا أو اختيارًا بحثًا عن حياة أفضل ، وأنفقوا من عقولهم وعرقهم في بناء الدول التي استقبلتهم .
وللمفارقة ، يقفون اليوم محتجين أمام سفارات تلك الدول نفسها التي شاركوا في نهضتها ، التي بادلتهم العطاء بالعدوان والقتل والتشريد .
لقد خرجوا يرفعون أصواتهم ضد التخريب والسياسات العدوانية التي تُمزّق السودان جريمةً وظلمًا.

خرجوا في برد الثلج ومطر الشتاء ، ووقفوا تحت لافتات الاتهام والتحريض التي شنّها المتخاذلون والمتواطئون مع العدوان واتهامهم زورا بانهم دعاة للحرب !
وقد حرضوا عليهم السلطات لتصنفهم دعاة لاستمرار الحرب ولتتخذ ضدهم الاجراءات !
ومع ذلك لم يتراجعوا ، لأن قناعتهم راسخة بأن معركة الجيش هي معركة الوطن كله ، وأن واجبهم هو دعم جيش بلادهم الذي يقوم بواجبه الدستوري في حماية المدنيين من جرائم الإبادة والتهجير والاغتصاب ، ويصون السودان من حرب الإلغاء التي يُراد لها أن تلتهم شعبه وتاريخه ومستقبله .

لم يخرج هؤلاء دعمًا للحرب كما زعم المرجفون ؛ بل خرجوا طلبًا للسلام الحقيقي الذي لا يقوم إلا بوقف العدوان ومحاكمة الجناة وكبح الدول التي تموّله بالمال والسلاح .
لقد حملوا للعالم الرواية الصحيحة ، ونجحوا بفضل وعيهم وتنظيمهم في قلب الموازين وتعرية الأكاذيب ، ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه شعب يتعرض لأكبر حرب تهجير وتدمير في العصر الحديث .
وقد اسهمت وقفات المتظاهرين ومفاعيل تجمعاتهم الحاشدة في تغيير نظرة العالم للحرب علي السودان ، أولا قد عرف العالم وتأكد أن جيشا يحتشد وراءه شعبه لابد أن ينتصر لأنه علي حق .
وثانيا ، قطعوا الطريق علي مبادرات التدخل الخبيثة ومن يختبيء وراءها لفرض اجندته علي السودان من خلال مصادرة حقه في حسم وهزيمة التمرد والعدوان وحقه في امتلاك الحل الوطني لمشكلاته ومصيره .

لقد أثبتت الديسابورا السودانية أن صوت الوطن لا يغيب ولايخيب ، وأن أبناء السودان مهما باعدت بينهُم المسافات الجغرافية أو التباينات السياسية ، فإنهم ساعة الجد يحملون بلادهم في قلوبهم وارواحهم فداء وطنهم أينما ذهبوا .
وها هم اليوم يكتبون صفحة جديدة من تاريخ المشاركة الوطنية شراكة في الموقف ، وشراكة في الوعي ، وشراكة في النصر القادم بإذن الله .

طوبى للسودانيين الأحرار الديسابورا
الذين انتصروا لوطنهم في المهاجر ، وجعلوا من أصواتهم حائط صدٍ ضد العدوان .
والخزي والعار للذين رعَوا القتلة ، ودعموا المرتزقة ، وسعوا إلى شق الصف وتمزيق وطنٍ علّم الدنيا معنى الشهامة والمروءة .

إنه شعب السودان العظيم ؛ أحفاد الكوشيين ، صناع الحضارة الباذخة ، أهل الأخلاق وورثة الصفات النبوية كما شهد لهم العالم .
والنصر للجيش السوداني العظيم صانع الانتصارات من دم الشهداء ومن وعي الشعب المعلم ،
والمجد والخلود للشهداء الذين كتبوا بدمائهم الزكية سطور الانتصار الكبير الموعود .

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.