*مصعب بريــر* يكتب: *كل ما تود معرفته عن وباء الكوليرا القاتل ..!*
#البعد_الاخر
– الكوليرا هي الأمراض المعوية المُعدية التي تُسببها سلالات جرثوم ضمة الكوليرا المنتجة للذيفان المعوي، وتنتقل الجرثومة إلى البشر عن طريق تناول طعام أو شرب مياه ملوثة ببكتيريا ضمة الكوليرا من مرضى كوليرا آخرين ..
– كان المفهوم الشائع لفترة طويلة أن الإنسان هو المستودع الرئيسي للكوليرا، ولكن تواجدت أدلة كثيرة على أن البيئات المائية يمكن أن تعمل كمستودعات للبكتيريا، وهو تحول مفاهيمى مهم لتدخلات السيطرة على وباء الكوليرا، فمن المهم التركيز على المستودعات الطبيعية للوباء ان اردنا تحقيق اختراق فعال ضد الوباء ..
– ضمة الكوليرا هي بكتيريا سالبة الجرام تنتج ذيفان معوي، يرتبط على مستقبلات في الأغشية المخاطية في الأمعاء الدقيقة، مؤديًا الى فقد كميات مهولة من السوائل من الجسم الى قناة الأمعاء مسببًا إسهال شديد ومنه يصاب المريض بجفاف قد يهدد الحياة، وتعتبر هذه هذا السمة هي الأكثر بروزا للمرض، وفي أشكاله الأكثر حدة ..
– الكوليرا هي واحدة من أسرع الأمراض القاتلة المعروفة، قد ينخفض ضغط الدم في الشخص السليم إلى مستويات انخفاض الضغط في غضون ساعة من بداية ظهور أعراض المرض؛ وقد يموت المرضى المصابين في غضون ثلاث ساعات إذا لم يتم تقديم الرعاية الطبية المناسبة، وفي السيناريو الشائع، يتطور المرض من البراز السائل أولا إلى صدمة في غضون من (4 إلى 12) ساعة، ملحقا بالوفاة في غضون من (18) ساعة إلى عدة أيام، ما لم يُقدم العلاج الإماهي عن طريق الفم (أو في الوريد، في الحالات الخطيرة جدا) ..
– معظم حالات الكوليرا المبلغ عنها في جميع أنحاء العالم تحدث في أفريقيا، فمن المقدر أن معظم حالات الكوليرا المبلغ عنها هي نتيجة لسوء نظم الترصد، وبخاصة في أفريقيا، ويقدر معدل الوفيات بـ 5% من مجموع الحالات في أفريقيا، وأقل من 1% في الأماكن أخرى، في ظل تحسن العلاج ، ولكن قد يصل إلى 50٪ دون الحصول على الرعاية الطبية فى الزمن المناسب ..
– تشمل طرق الوقاية من الكوليرا تحسين الصرف الصحي والحصول على المياه النظيفة، لقاحات الكوليرا التي تُعطى عن طريق الفم توفر حماية لمدة ستة أشهر تقريبًا، أيضًا يوفر حماية إضافية ضد نوع آخر من الإسهال التي تسببه الإشريكية القولونية، فى عام 2017، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على استخدام جرعة واحدة من لقاح الكوليرا الحي عن طريق الفم يسمى Vaxchora للبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين (18 و 64) عامًا الذين يسافرون إلى منطقة موبوءة بالكوليرا، يوفر حماية محدودة للأطفال الصغار، يكتسب الأشخاص الذين سبق وتعرضوا للكوليرا مناعة طويلة الأمد لمدة (3) سنوات على الأقل (الفترة التي تم اختبارها) ..
– العلاج الأساسي للأفراد المصابين هو أملاح الإماهة الفموية (ORS)، واستبدال السوائل والإلكتروليتات باستخدام محاليل حلوة ومالحة قليلاً، مكملات الزنك مفيدة للأطفال، في الحالات الشديدة، قد تكون هناك حاجة للسوائل الوريدية، مثل لاكتات رينجر، وقد تكون المضادات الحيوية مفيدة لكن لقتل البكتيريا وليس لعلاج حالات الاسهال الحادة، يمكن أن يساعد الفحص لمعرفة أي مضاد حيوي تكون ..
– تعمل المضادات الحيوية على تقصير مسار المرض، والحد من شدة أعراضه، ومع ذلك يظل العلاج بالإمهاء الفموي هو العلاج الرئيسي، وعادة ما يستخدم التتراسيكلين كالمضاد الحيوي الأساسي، على الرغم من أن بعض سلالات ضمة الكوليرا أظهرت وجود مقاومة، وتشمل المضادات الحيوية الأخرى التي قد ثبت أنها فعالة ضد ضمة الكوليرا : الكوتريمازول، الاريثروميسين، الدوكسيسيكلين، الكلورامفينيكول، والفورازوليدون، ويمكن استخدام الفلوروكينولون مثل نورفلوكساسين أيضا، ولكن تم الإبلاغ عن بعض المقاومة له ..
– تتوافر طرق تشخيص سريعة للتعرف على ضمة الكوليرا المقاومة للأدوية المتعددة، وقد تم اكتشاف جيل جديد من مضادات الميكروبات والتي أثبتت فعالية ضد ضمة الكوليرا في الدراسات المعملية ..
– الوقاية من الكوليرا : على الرغم من تهديد وباء الكوليرا للحياة، فعادة ما تكون الوقاية من هذا المرض واضحة إذا ما تم اتباع ممارسات صحية سليمة، ففي العالم الأول، وبسبب تقدم معالجة المياه والممارسات الصحية، لم تعد الكوليرا تمثل تهديدا صحيا كبيرا .. وقد وقع آخر تفشي كبير لوباء الكوليرا في الولايات المتحدة في 1910-1911 ..
– وينبغي على افراد المجتمع إدراك كيفية انتقال المرض وما يمكن القيام به لمنع ذلك، فعادة ما يكون وضع والتقيد بالممارسات الصحية الفعالة في الوقت المناسب، كافي لوقف هذا الوباء، وهناك عدة نقاط على المسار الانتقالي لوباء الكوليرا، والتي ربما (ينبغي) عندها إيقاف انتشار هذا الوباء:
– التعقيم: يعد التخلص والمعالجة السليمة لمياه الصرف الناتجة عن ضحايا الكوليرا، وجميع المواد الملوّثة (مثل الملابس والشراشف، الخ) أمر ضروري، فجميع المواد التي تلامس مرضى الكوليرا ينبغي أن تعقم عن طريق الغسيل في ماء ساخن باستخدام الكلور المبيض المعروف تجاريا (بالكلوروكس) إذا كان ذلك ممكنا، وينبغي تننظيف وتعقيم الأيدي التي تلامس مرضى الكوليرا أو ملابسهم، الشراشف وغيرها، بالمياه المعالجة بالكلور أو غيرها من العوامل الفعّالة المضادة للجراثيم .. مياه المجاري: يساعد العلاج المضاد للبكتيريا لمياه المجاري العامة بواسطة الكلور والأوزون والأشعة فوق البنفسجية أو غيرها من أشكال المعالجة الفعالة قبل أن تدخل إلى المجاري المائية أو إمدادات المياه الجوفية، على منع المرضى غير المشخصين من نشر المرض دون قصد .. مصادر المياه: ينبغي نشر تحذيرات حول احتمال حدوث تلوث بسبب وباء الكوليرا، حول مصادر المياه الملوثة مع تعليمات حول كيفية تطهير المياه (الغليان، وما إلى ذلك بالكلور) للاستخدام المحتمل .. تنقية المياه: ينبغي تعقيم المياه المستخدمة للشرب والغسيل والطهي بواسطة الغليان، المعالجة بالكلور، معالجة المياه بالأوزون، التعقيم بالضوء فوق البنفسجي، أو الترشيح ضد البكتيريا، في أي منطقة قد يتواجد بها وباء الكوليرا .. غالباً ما تكون المعالجة بالكلور والغليان أقل تكلفة وأكثر الوسائل فعالية لوقف انتقال العدوى ..
– وعلى الرغم من بدائية فلتر القماش، إلا أنه أدى إلى انخفاض كبير في حدوث وباء الكوليرا، عند استخدامه في القرى الفقيرة في بنغلاديش التي تعتمد على المياه السطحية غير المعالجة .. وتعد المرشحات المضادة للبكتيريا مثل تلك الموجودة في معدات فلترة ومعالجة المياه الفردية المتقدمة هي الأكثر فعالية، وتعتبر دراسة الصحة العامة والتقيد بالممارسات الصحية السليمة، ذات أهمية أساسية للمساعدة في منع ومكافحة انتقال الكوليرا والأمراض الأخرى ..
– يسمح الترصد الحساس والإبلاغ السريع باحتواء وباء الكوليرا بسرعة، وقد تتواجد الكوليرا كمرض موسمي في كثير من البلدان المتوطنة، حيث يحدث سنويا غالبا خلال مواسم الأمطار، ويمكن لنا الترصد أن توفر إنذارات مبكرة للتفشي، وبالتالي تؤدي إلى استجابة منسقة، والمساعدة في إعداد خطط التأهب، ويمكن أيضا لنظم الترصد الفعالة أن تحسن من تقييم المخاطر المحتملة لتفشي وباء الكوليرا. ويقدم فهم موسمية وموقع الانتشار التوجيه لتحسين أنشطة مكافحة الكوليرا لأكثر الفئات عرضة للمرض ..
*بعد اخير :*
ان هشاشة النظام الصحى مقرونا بضغط الحرب قاد هذا العام لظهور العديد من الاوبئة التى سبق ان حذرنا منها، ويجب الانتباه لخطورة استسهال او اهمال مبدأ التعاطى الجاد مع ظهور حالات الكوليرا المثبتة الان بعدد من الولايات بما فى ذلك ولاية الخرطوم، ويقع العبء الاكبر فى مثل هذه الظروف على المواطن المعرض للاصابة بالاوبئة بشكل أساسي، فالوقاية خير من العلاج، وعليه يجب الالتزام الصارم بالارشادات الوقائية لحماية انفسهم من الاصابة ومنع انتشار الوباء والاستجابة العلاجية المناسبة والسريعة حال حدوث الاصابة، واهم محور هو النظافة الشخصية وغسل الايدى والتاكد من تناول مياه شرب نظيفة وطهى الطعام جيدا وغسل الخضروات بتركيز قبل تناولها .. حمانا الله واياكم من شرور هذه الاوبئة ومسبباتها ..
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا، و لا يرحمنا يا أرحم الراحمين
#البعد_الاخر | مصعب بريــر |
الثلاثاء (26 سبتمبر 2023م)
[email protected]