علي ادم احمد يكتب: *دفن الرؤوس في الرمال لا يردع العدوان*
محاولة تسطيح القضايا والتعامل معها بفقه اليوميات وعدم تسمية الاشياء بمسمياتها فهى اخطر من الحرب العسكرية نفسها على الشعب والدولة في المستقبل المنظور والبعيد وقد يكون سببآ في استمرارها وانتقالها الى مناطق اخرى مما يزيد معاناة الشعب السوداني وتهديد وحدة البلاد السياسية والجغرافية ٠
كنا نظن ان للدولة خطط في التعامل مع الجهات التي تدير هذه الحرب وتمولها وتدعمها عسكريآ ولوجستيآ لكن يبدو اننا امام حالة سياسية نادرة الحدوث ٠
دولة تواجه عدوان خارجي معلوم للقاصي والداني ولكل الدوائر الاقليمية والدولية فتظل خجولة في توجيه الاتهام لهذه الدول في اشارات تدل على الضعف وعدم القدرة على الرد مع ان القانون الدولي يكفل لها الدفاع عن امنها ومصالحها بكافة الاشكال والطرق التي تراها لدفع الضرر والخطر الذي يهددها ٠
العالم بات كله يعرف بان دولة الامارات وتشاد وافريقيا الوسطى يقوموا بعدوان ثلاثي على الدولة السودانية في محاولة لتغير نظام الحكم لصالح مجموعة شبه عسكرية مدججة بالسلاح الاماراتي ومرتزقة من عدة دول افريقية هذه ..المعلومات ليست سرية انما واقع وقد تحدثت عنه الكثير من الصحف والمنظمات بصورة واضحة.
اليوم الدولة السودانية والقوات المسلحة نجحت في ابعاد خطر الاستيلاء على الدولة عن طريق العدوان العسكري المدعوم اماراتيآ المسكوت عنه دوليآ من قبل الولايات المتحدة والدول العظمى، فالامارات مجرد بيدق تقوم بشكيل المشهد السياسي في المنطقة وتفكيكها لصالح الدول العظمى هذا الدور الوظيفي مرسوم بعناية من قبل الصهيونية العالمية ودوائرها لذلك لا تجد له ادانه في المنظمات الدولية بفضل هذه الرعاية وحتى وان جاءت فهي خجولة ولا تناسب الفعل ولا تدفعه ٠
اما بخصوص حكومتنا المترددة في تعاملها مع هذا العدوان غير مبرر بهذه الطريقة ولا يرقى لمستوى الحدث والخطر القائم على امننا وسلامة ارضنا فهنا اللباقة السياسية لا مكان لها فليس بعد العدوان خطر وليس بعد العدوان لباقة سياسية ٠
كنا نتمنى ونرجو من حكومتنا ان تكون اكثر صرامة ووضوح بدل ارسال اشارات خجولة تنم عن ضعف وتضعضع وعدم قدرة على مواجهة الخصوم في المحافل الدولية وعلى مستوى العلاقات الثنائية ٠
هذا الفشل والضعف المزري الذي يصل لحد الشفقة معيب ليس للدولة فحسب بل للنخب السياسية وارث الدولة السودانية العظيم في التعاطي السياسي والنديه مع الخصوم في رد العدوان والدول المعادية عن حياض الوطن ٠
هذه الحرب اظهرت مدى عجز معظم احزابنا وغياب البعد الوطني وافتقادها لادنى درجات الاتفاق الوطني في القضايا المصيرية التي تهدد بقاء الدولة ووحدتها ظهر هذا في التعاطي مع الدول التي تدعم الحرب وتغذيها بالسلاح والمرتزقة ٠
في الحقيقة لا اريد التحدث عن المجلس المركزي ودوره في الحرب والتعاطي مع دول معادية من اجل الاستيلاء على السلطة واختطاف الدولة فهي بهذا الفعل سقطت اخلاقيآ وسياسيآ ووطنيآ من واجب الدولة اصدار مذكرات اعتقال في حق كل من تخابر وتواصل مع دولة الامارات والدول المعادية بغرض الاستيلاء على السلطة ٠
آن الاوان ان تخرج القيادة السياسية والعسكرية من حالة السلبية ومواجهة الحقائق دون موارا وضعف في التعاطي لان مافي المحك ليس السلطة وانما كيان الدولة ارضآ وشعبآ ٠
السلطان لا يقوم بالضعف بل بالقوة والحزم اما سياسية دفن الرؤوس في الرمال قد تفاقم الامور وتجعل العدو يتمادى في عدوانه ٠
الان لا شي يعلو فوق دعمنا للقوات المسلحة
تصنيف الامارات دولة ارهابية ومعادية للدولة السودانية ٠