نص كلمة السودان أمام اجتماع الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربيّة
ننشر نص كلمة السودان أمام اجتماع الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربيّة على المستوى الوزاري بشأن التطورات في فلسطين اليوم الأربعاء.
وكانت الكلمة كما يلي:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
السيد/ ناصر بوريطة، وزير خارجية المملكة المغربية – رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة
السادة أصحاب الفخامة والمعالي وزراء الخارجية
السيّد / أحمد أبو الغيط – الأمين العام لجامعة الدول العربيّة
الأخوة والأخوات ممثلي الدول الشقيقة والصديقة
الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله،،،
أرجو في مستهل حديثي أن أُحي صمود الشعب الفلسطيني الذي يتعرض حاليا لأقسى أنواع الانتهاكات والاعتداءات يحاصره الجوع ونقصان الامدادات والمياه والكهرباء تحت مرمى القصف والنيران مدافعا عن قضيته العادلة، قضية العرب المركزية، بل قضية كل الشرفاء والقِوى المحبة للسلام في العالم.
إن الساحة الفلسطينية تشهد تصعيدا خطيرا وغير مسبوق جراء الاعتداءات والانتهاكات الجسيمة التي تقوم بها قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الشقيق.
سيدي الرئيس،
إن وفد بلادي يدين بشدة الحصار الجائر الذي فُرض على قطاع غزة ومنع المياه والكهرباء والغذاء عنهم وكافة الخدمات، مما جعل القطاع بأكمله تحت هذا الحصار الذي ينتهك مباديء القانون الانساني الدولي.
إن هذا الحصار الذي يتعرض له قطاع غزة يهدد بتعريض حياة المزيد من المدنيين للخطر وبخاصة النساء والأطفال وكبار السن والمرضى. إن ما يحدث في القطاع لهو مأساة وتراجيديا مكتملة الأركان تتحمل وزرها سلطات الاحتلال الاسرائيلي ويدفع ثمنها مواطنون عزل أبرياء.
سيدي الرئيس
إن كافة سكان قطاع غزة قد أصبحوا عالقين اليوم تحت الهجمات والقصف الجوي المتواصل وقد سُدت أمامهم كل المخارج، ويخشى السودان وقوع المزيد من القتل والتشريد، ويحذر السودان من مغبة إجتياح قطاع غزة أو أية أراضي فلسطينية محتلة، أو تجاهل أسس القانون الدولي الإنساني التي تمنع تهديد المدنيين.
سيدي الرئيس،
إن سجل الاعتداءات والاستفزازات الاسرائيلية المستمرة، والانتهاكات الممنهجة لحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق في الاراضي المحتلة بما في ذلك تواصل الاعتداءات على المقدسات الاسلامية والمسيحية وخاصة الاعتداءات المستمرة على المسجد الأقصى وغيرها، والتوسع في بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، مقرونا مع انسداد الأفق السياسي لجهود الحل السلمي وتراجع الاهتمام الدولي بهذه القضية وعدم احراز أي تقدم في جهود حل النزاع وفق قرارات الشرعية الدولية بما يؤدي إلى انشاء دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، كل هذا قد أسهم في تفجر الوضع على هذا النحو غير المسبوق، بل وينذر بمزيد من التصعيد إذا استمرت الاعتداءات الاسرائيلية الحالية على القطاع واستمر الحصار الجائر المفروض على الشعب الفلسطيني الشقيق.
أن السودان يرى أن الأولوية التي يفرضها الوضع الحالي هي العمل على وقف التصعيد، ويدعو في هذا السياق إلى تضافر الجهود العربية والدولية للعمل على وقف فوري لاطلاق النار باعتباره الأولوية المطلقة، حقنا للدماء وتجنبا لاطالة أمد معاناة المدنيين وسقوط المزيد من القتلى والجرحى وحتى لا تنجرف المنطقة بكاملها إلى مستنقع صراع ممتد ستكون له انعكاساته الخطيرة والجدية على الاقليم والعالم ككل.
سيدي الرئيس،
إن تحقيق الأمن والسلام في الاقليم، وإنهاء هذه الدوامة والدائرة المفرغة من العنف والعنف المضاد وسقوط المدنيين الابرياء يكمن في المضي مباشرة إلى لب هذه القضية والولوج إلى جذور النزاع ومعالجة أسبابه بما يسهم في إنهاء الاحتلال وانشاء دولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف حتى يتسنى للشعب الفلسطيني الشقيق أن يعيش عزيزا مكرما في دولته المستقلة. إن اية جهود دولية أو اقليمية لا تضع هذا الأمر في موضعه الصحيح ولا تنفذ إلى لب الأزمة وجوهر القضية أو لا تتعامل معه بما يستحق من أهمية وباعتباره السبيل الوحيد الكفيل بجلب الأمن والسلام، لن تنجح بالتأكيد في نزع فتيل الأزمة ولن تتمكن من كبح جماح العنف ووقف اراقة الدماء والانتهاكات. وفي المقابل يبقى الأمر المؤكد هو أن ضمان حقوق الشعب الفلسطيني والنظر اليها في اطارها الصحيح وفق قرارات الشرعية الدولية سيكون هو الطريق الوحيد الصحيح المؤدي إلى استدامة الحلول وجلب الاستقرار على المديين القريب والبعيد إلى المنطقة.
سيدي الرئيس
ونحن في مقام الجامعة العربية، بيت العرب الكبير، التي إلتزمت بمساندة القضية الفلسطينية كأولوية وقضية مركزية للأمة العربية، فإن السودان يؤكد دعمه لقرارات الجامعة العربية القاضية بأن القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين ضمن حقوق شعبها غير القابلة للتصرف وضمن خيار حل الدولتين، مع تأكيدنا وتسليمنا بأن السلام يمثل الخيار الإستراتيجي من أجل إقرار حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وذلك وفقًا لمرجعيات وقرارات الأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية.
سيدي الرئيس
أسمح لي في ختام كلمتي، أن أؤكد على تأييد السودان وتضامنه بالكامل مع إخوتنا في فلسطين ودعمه لما يخلص إليه إجتماعكم الموقر ويناشد بتسريع الجهود الاقليمية والدولية لوقف اطلاق النار الفوري وتوفير كافة سُبل الحماية والأمان لسكان قطاع غزة ولكامل الشعب الفلسطيني والبدء فورا في مسار سياسي كفيل بتحقيق الحل الشامل والجذري وفق قرارات الشرعية الدولية والمتمثل في انشاء دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من يونيو 1967 حتى يمكن أن يسهم ذلك في تحقيق الأمن والإستقرار والسلام في كامل المنطقة والاقليم دون تمييز.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته…….