منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

عادل حسن يكتب : *كنت في اسمرا*

0

مساءات

علي الرغم من هذه الايام الزلازل والليالي الدياجر في دنياوات التشرد وبلدان النزوح النازف رغم عسس التباريح ومشقة مفارقة الاهل للديار وكل ذلك الضني النفسي المتدفق وجدت السيدة ذاكرتي تجلس الي جواري وانا اتكوم ممزق الروح وارمي بجسدي المنهك تحت ليل الشوق تجلس السيدة ذاكرتي وتحرضني علي الركض في مساحات الذكريات والاسفار ولم اتورع انا من مضغ الذكريات المريرة ومضاضة المواقف التي عشتها وعايشتها في مراحل عمري وانا وقتها خرجت للمجتمع بعد عادة الانكفاء الذاتي ومحدودية الصلات الاجتماعية التي الفتها في قناعة حصينة
ولكنني الان لا اعرف لماذا قد بدات في بث وهمس ذكرياتي التي لها اكثر من طعم واكثر من لون اجتماعي ولها حالات تحتاج الي انساني غالي رزين وقور ذكي محبوب جدا لادسها عنده كتجربة تتطلب صدق التقيم والمناصحة واستفيد من خلاصتها الايجابية وانثر تفل التجربة واختار بعد ذلك من يصلح للصداقة
لله درك اخي الغالي هكذا نصحني عشية اول البارحة بعد ان تدفقت عليه بحمم وبراكين ذكريات ضجاجة مثل رعود خريف الغضب وكنت كلما احكي عليه في ليل الشقاوة وهو بعيد عني مكانا ولكنه قريب مني تحت الحنايا يحتملني في صبر وانا احكي له ويمتص قلقي في كلمتيني بخلقه العظيم وتهذيبه الجم ويعيد عندي التوازن النفسي ويقول نحن اخوانك واصدقائك
اه كم انت عظيم يا زين الاخلاق
عموما السيدة ذاكرتي والليل هناك مواجع تنتظرك علي الفراش وانت تتقلب في منام الاهمال ربما مع الام رشح وسخونة الصداع لا تدري اين تدس حرارة التهاب اللوزين
في كل الاحوال ذاكرتي اعادتني الي رحلتي الي ارتريا والشحرورة اسمرا مدينة الدلع والنعومة وتزكرت كيف خطفت اسمرا اعجابي رغم كثرة المدن التي زرتها بالخارج بل حتي طردت اسمرا اديس ابابا ست الليالي التي تشرب نخب عسل السماحة وتهدي الناس حرير الاحضان الكاشفة الاكتاف نعم اسمرا ساحرة مسكونة باحلي ناس وعندي ليها افتتان خاص باهل السودان هناك وطلاب الطب في جامعة اسمرا وكذلك اسر سودانية سياسية وكذلك اضافت اسمرا تجربة جديدة في حياتي الاعلامية والاجتماعية والشخصية كل ذلك اجادت به السيدة ذاكرتي وانا احدث احد اخلاء الروح واحباب المعزة عن تلك الرحلة النقلة الكبيرة رغم انقباض الروح والتوتر الداخلي والقلق المتدفق عقب رحلة الوصول الي الخرطوم والاسرة تركت اسمرا والوفد الاعلامي في عشية الوصول ابتلعتهم بطن الخرطوم سريعا بينما عاودت انا الاتصال علي اسمرا وفندق امباسيرا الفخم واطول محادثة جففت عندي الكثير من الاشياء والتحيات والاشواق والشقاوات التي بام عيوني شاهدتها كانها في رسومات مجلة لبنانية وارد القاهر تسربت مع حقيبة سفر منتفخة باللطاقات ومناكفات الاخوات لسبب شقاوة وتمرد الابناء الضيوف
نعم احتملني صديقي او اخي وانا انبش امامه ذكرياتي الاليمة مثل نبش القطع الدقيقة في مطارات السفر ولم اخفي حتي الاسماء الكبيرة او تكبرت اخيرا
احبتي القراء افرغت ذاكرتي عندكم وانا علي جمال كامل السرد بلا نقصان ولكنني نسيت ان اكتب لكم كيف التقيت افورقي لاسلمه خطاب شخصي من اعز اصدقائه في السودان وايضا كيف يلازمني عبد الله الاسد في زيارات مكرر لمقر سكني في فندق الدولة الارترية وكيف السفير صلاح محمد الحسن سفير السودان في ارتريا وقتها كيف ترجيته في منزله ان يحملني بعيدا عن البرتكولات ونزهب لزيارة قبر الفنان السوداني القامة الحاج محمد احمد سرور الذي يتمدد قبره في مقابر اسمرا وهنا اشير الي ان القنان سرور كروان السودان هو الاخ خير الشقيق للفنان محمد ميرغني اخيه من امه يعني وازكر وانا خارج من الاذاعة نادني صديقي وحبيبي محمد ميرغني يطلب مني زيارة وتصوير قبر الكروان سرور وفعلت ذلك وساعدتني في التصوير طالبة سودانية تدرس الطب كانت دليل لنا حتي في تحديد اتجاه قبلة الصلاء
اخيرا ودعت السيدة ذاكرتي ووعدت خلي الامين بانها اخر الحكايات واخر الدردشات المخلوطة بالعسل والسم
وانتوا هناك الله يجازيكم
سلامات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.