ابراهيم عثمان يكتب : *بين المشكورين و”المستورين”*
من الخطاب المنسوب لقائد التمرد :
– نحن لا نتعرض للمواطنين بل نحميهم . وأنا منذ ١١ ابريل ٢٠١٩ لم أكن أرغب في السلطة ولا أرغب فيها الآن .
– قالوا ياسر عرمان داير يعمل الحرية والتغيير في نيالا، يا جماعة الكلام دا كذب نحن ياسر عرمان لا عندنا معاهو اتصال لا عندنا معاهو خط .
– ناس الحركات من هنا أنا بشكرهم، أمس احتفلوا معانا طبعاً بفوز نيالا، يا أخوانا دي حاجة من جوة يا جماعة، دي غير إرادية ..
▪️ هل يقبل ياسر عرمان إذا قلنا إن مقدار “الصدق” في دعوى حماية المتمردين للمواطنين ودعوى زهد قائدهم في السلطة مساوٍ لمقداره في دعوى براءته من التواصل معهم ؟ علماً بأن الجميع يعلمون بأن الحقيقة بشأن حماية التمرد للمواطنين والزهد في السلطة هي عكس ما يزعمه قائد التمرد ،
▪️ ما الذي يمكن أن يستنتجه الناس من عدم تسميته للحركات المعنية بشكره غير الرغبة في الفتنة عبر تركه الباب مفتوحاً للظن بأنه يقصدها جميعاً ؟ علماً بأن الحركات غير المتواطئة ستساعده في مسعاه الفتنوي هذا ما لم ترد عليه .
▪️ لماذا اعتبر ( عمل الحرية والتغيير ) في نيالا الخاضعة له تهمةً يسارع إلى تبرئة عرمان منها ؟ علماً بأنه يقول بأنه يحارب من أجل الإطاري وحكم قحت المركزي .
▪️إذا كان حلفاؤه لا يستطيعون العمل، أو يستحون من إعلان عملهم في مناطق “سيطرته” فماذا عن بقية القوى المحايدة والمناصرة للجيش ؟!
▪️ لماذا لم يشكر أحزاب المركزي وتوابعها على الخدمات العلنية السياسية والإعلامية وغيرها، وهي بالتأكيد تزيد عما يزعمه من خدمات للحركات قال إنها تقتصر على الاحتفال بانتصاراته ؟!
▪️ لماذا لم يتحدث عما لا تستطيع أحزاب المركزي وتوابعها إخفاءه من ميل له ( غير إرادي ونابع من جوة ) ؟ علماً بأن مثيرات الميل النابع “من جوة” تتوفر أكثر عند هذه الأحزاب بسبب التحالف والعداوات الحالية المشتركة، والاعتماد على الدعم السريع للانفراد بالسلطة بعيداً عن التوافق والانتخابات .
▪️ لماذا خص ياسر عرمان بشهادة “تباعد” في ذات الخطاب الذي يتحدث فيه عن “تقارب” الحركات واحتفالاتها بانتصاراته ؟
▪️ لماذا خصه بشهادة انقطاع التواصل دون باقي قيادات المركزي الذين يتحدثون عن تواصلهم المستمر ؟!
▪️ لماذا لم يشكر عرمان على احتفاله، على طريقته، بسقوط نيالا و”حصار الأبيض” كـ ( متغير نوعي ) في الحرب لم يتحدث عن سلبيته، ولم يرفع في مواجهته شعار “لا للحرب” ولو من باب التمويه ؟!
▪️ في ظل غياب أي تفسير آخر معقول يمكن القول بأن ما منع قائد التمرد من شكر عرمان وأحزاب المركزي هو علمه بأنهم معه ولا حاجة له لتحييدهم أو استمالتهم بالشكر، وعلمه بألا سلاح لديهم ليحيده أو ليستقطبه غير سلاح الكلمة والموقف ومهاجمة خصومه وهو ما يحصل عليه فعلاً، وبألا حاجة لفتنتهم مع الجيش فهم أصلاً في حالة عداء علني معه، وعلمه بأن شكره لهم سيعقد موقفهم أكثر مع المواطنيين فهم بلا شكر منه متهومين بموالاته وبعدم الوقوف مع المواطنين الذين يشن حربه عليهم .
▪️ التطرف في نفي العلاقة مع عرمان عبر نفي حدوث أي تواصل معه أو وجود “خط” معه يرسل رسالة معاكسة بأن تواصله قائم وأكثر حساسيةً وخطورةً لتاريخه الطويل في التمرد، ولما لديه من خبرات تؤهله لتقديم الاستشارات الحربية والتدميرية .
▪️كما اعترف عرمان في مقابلة تلفزيونية بدوره الكبير في انفصال الجنوب وأنه كان صاحب اقتراح التشديد على قضية تقرير مصير الجنوب لأنها حسب قوله ( ستوحد قطاعات أوسع داخل الحركة الشعبية، وتحالفات أوسع على مستوى السودان، وستجد سند دولي )، فلا يُستبعَد – إذا حقق المتمردون، لا قدر الله، مرادهم – أن يعترف حينها ويتباهى بدور استشاراته في الحرب .
▪️لا شك أن شكر قائد التمرد لجميع الحركات محاولة فتنة، وأن عدم شكره للأحزاب الحليفة له محاولة ستر عورة، ولا شك أن هذين الهدفين لا يجتمعان إلا لدى من يعلم علم اليقين بأنه على باطل .
إبراهيم عثمان