عوض الخليفة طه يكتب : *مأذق قحت الاخلاقي والسياسي*
عوض الخليفة طه يكتب :
*مأذق قحت الاخلاقي والسياسي*
بعد الحراك الجماهيري الذي انتهي بسقوط تظام البشير في ٢٠١٩ اعتقدت أحزاب الحرية والتغيير (قحت ) ان كل الجماهير التي خرجت الي الميادين والشوارع لاسقاط حكومة البشير هي جماهير تدين لها بالولاء التام.
وهذا هو السبب الذي جعل ( قحت ) تتعنتر و تتفرعن وتطرح نفسها علي انها هي الخيار والممثل الوحيد للشعب السوداني وماسواها (فلول وكيزان) ومن الاشياء التي جعلت قحت تتفرعن ايضا هو تقويها بالعالم الخارجي وفولكر والسفارات
استمر هذا التوهم الخاطئ المسيطر على ذهنية قيادات قحط طيلة الشهور التي سبقت سقوط النظام السابق واستمرت الي يومنا هذا فحتي الامس القريب راينا حمدوك يقدم خطاب للامم المتحدة يطالب فيها بتمديد بعثة الامم المتحدة مما اضحك عليه المحللين والمتابعين في القنوات الفضائية والميديا وكان التسائل باي صفة يقدم حمدوك ومن ورائه احزاب قحت مجموعة الاربعة خطابا للامم المتحدة انه السقوط السياسي وفقدان البوصلة السياسية فهذا التخبط الذي اصبح سمة هذه الاحزاب جعل معظم الذين التفوا حولها في شهور الهياج الثوري الاولي يعودون الي رشدهم ويكتشفون حقيقة ان هذه الاحزاب بلا افكار وبلا برامج ومجرد نمر من ورق. وهذا هو سبب طرد قياداتها من (باشدار ) وكلنا نذكر ذلك ونذكر هتافات الجماهير ضددهم في الندوات التي اقاموها بالولايات وحتي قبل اسبوع راينا الشباب المتظاهر في العواصم الاوربية يدوسون علي صور قادة قحط بجزمهم وشباشبهم ولعل اكثر شئ عمق كراهية الشعب السوداني لإحزاب قحت هو فشلهم الزريع خلال سنوات حكمهم البائس الذي اوصلوا فيه السودان الي تردي غير مسبوق في كآفة المرافق الخدمية في الدولة .
وهذا هو الذي شجع البرهان علي القيام بالإجرآءات التصحيحية في ( ٢٥ اكتوبر) المجيدة التي ازالت عن كاهل الوطن هذا الكابوس القحطي الذي اعاد السودان للعصر الحجري
بعد إزاحتهم عن السلطة لم تستسلم احزاب قحت لعاقبة فشلها ولم تستوعب هذه الاحزاب حقيقة انها فقدت السند الشعبي واصبحت احزاب منبوذة في الاوساط الشعبية السودانية هذا مما دعاها للاستمرار في تسلبطها وسعيها الحثيث لاستعادة سلطتها التي ولت من غير رجعه هذه السلطة التى تعتبر أسواء سلطة مرت علي السودان في تاريخه الحديث كل ذلك جعل هذه الاحزاب تلجأ للعمالة والارتزاق وتستعين (بفولكر) والدول الطامعة في ثروات السودان لكي يعودوا للسلطة مرة اخري غير آبهين لنتائج عمالتهم وماستجرة علي الوطن من خراب وويلات فقط كان كل همهم هو ان يوصلهم فولكر و المخابرات الاجنبية الي السلطة وكانت اخر مخازيهم هو الاتفاق ( الإطارئ ) الإقصائي ومحاولة فرضه عبر بندقية حميدتي ( إما الإطارئ أو الحرب ).
مما أوقع البلد كلها تحت نيران الحرب التي أكلت الاخضر واليابس وكانوا اول من هرب من جحيمها ( حملة الجوازات الأجنبية ).
اشعلوها وهربوا وتركوا الشعب الذي كانوا يريدون ان يحكموه يصطلي بنيرانها خلاصة القول، أن مأزق قحت يتمثل في أنها تحولت نتيجة غباء قادتها من حاكم باسم الثورة الى مطرود ومنبوذ بفعل الثورة نفسها. ومن مكاتب الوزارات الوطنية، الى أبواب السفارات والعمالة ، ومنها الى فنادق الإرتزاق بأموال السحت والخيانة، عاصمة عاصمة واخيرا انتهت بهم المهانة كره الناس لهم بأن اصبحت صورهم يداس عليها بالاحزية والجزم كما راينا ذلك في تلك مواكب الشباب السوداني الذي خرج في العواصم الاوربية منددا بجرائم الجنجويد وحليفهم السياسي قحت المركزي.