مسارات :
قد تكون العلاقة فيما أشار إليه العنوان بين (العقل) و(العضل) غير ذات (وثاق) بل قد يرى البعض أن عدم التلاقي بينهما هو الأصل.
والعلاقة بين العقل والعضل (وثيقة) وهو ما يقره الواقع لتلك العلاقة بين( العلم) و(القوة) وهما من اقوى ادوات السيطرة التي يجسدها الواقع السياسي والاقتصادي والعسكري في عالمنا اليوم.
وجامعة شندي والتي بدأتها مسيرتها بالعقل وأخذت مكانتها بين مؤسسات التعليم العالي العريقة في السودان. وأخذت مكانا مميزا بين الجامعات العربية،وانتشر خريجوها في كل النواحي ينثرون العلم والخبرة وبهم أصبحت جامعة شندي أسما مميزا وشهادة مرغوبة ،ومقصدا لكل من يطلب خدمة خريجيها وأساتذتها من الخارج.
وفي الداخل أصبح التميز صفتها والنجاح حليفها والتفوق قرينها، حيث استطاعت إدراتها في ان تتكيف من الواقع المفروض على البلاد وأن تتعايش مع تلك الظروف ،وتواصل رسالتها، تجاه الطلاب والمجتمع ،والاستمرار فيها رغم عدم الاستقرار بسبب الأحوال الأمنية والسياسة التي تشهدها البلاد
ولم يكن طلاب جامعة شندي، وأساتذتها والعاملين فيها بعيدين عن( هموم) و(آلام) الوطن لأن تقديم الخدمات للمجتمع من الخريجين والطلاب العاملين هو الرسالة الأولى لمؤسسات التعليم العالي، الطبيب والمهندس. والزراعي والمعلم والكيميائي والفيزيائي والسياحة والفندقة والاقتصاد والمحاسبة والتجارة كل هؤلاء وغيرهم في خدمة المجتمع ،وكيف يكون الحال لو أصاب المجتمع كله خطر خارجي، يتهدد الأمن والأمان ويستهدف الأرض الإنسان، ويدمر البنية التحتية؟، وكانت الأجابة على هذا السؤال عمليا وبيان بالعمل فقد انخرط طلاب وأساتذة وعاملين في جامعة شندي ومن خلفهم الأبناء والأحفاد في معسكرات التدريب العسكري إستجابة لنداء الإستنفار.
وكالعهد بها مثل ما كانت متميزة في المستوى الأكاديمي ومتفوقة في خدمة المجتمع ،كانت الأولى على كل مؤسسات التعليم العالي في السودان بل على مؤسسات الدولة في أن ينخرط منسوبيها في التدريب العسكري حماية للأرض والعرض.
واللوحة التي شكلتها جامعة شندي ونالت بها( براءة الاختراع) هي أن جمعت بين الطلاب والأساتذة وبين العاملين. قيادتهم وبين الآباء وأبنائهم في معسكر واحد وهذا نموذج آخر تقدمه جامعة شندي في تميزها المستمر.
وبأعداد القوة لرد العدوان وأعداد الطلاب بالعلم وثقلهم وصهرهم في المجتمع وخدمتة (بل) وحمايته تكون جامعة شندي قد جمعت بين جاهزية (العقل) و(العضل) وهذا هو المطلوب.
