عبد اللطيف مجتبى يكتب : *وداعا فؤاد موهوب.. حبيب الكاميرا*
عندما ينطفئ مصباح مهم في الاستديو تكون الصورة قد فقدت جزءا من ألقها و بريقها، وعندما يموت نجم يضل السراة عن وجهتهم. وعندما يموت مصور مثل فؤاد موهوب، على كل النجوم الذين صعدوا عبر إحساسه و فنه و إخلاصه من خلال تلك العدسة التي وهبها جل عمره عليهم جميعا ان يتحسسوا بريق نجوميتهم أمام أنفسهم و كم من مساحة أطفأها غياب بريق فؤاد موهوب الوامض في صالات أرواحهم الداخلية.
ترى كم نجم و نجمة أخذتهم إلى هناك أستاذنا فؤاد موهوب.
ترى كم من المعارف و الفنون و الجمال عبَرك إلى المشاهدين.
ترى كم مرة ذهبت أول الفجر منهكا إلى البيت وعدت باكرا في اليوم التالي وانت شغوف بالعمل
ترى كم قمطتك الإدارة حقا و ابتسمت.
ترى كم نسيك الذين صعدوا على كتفيك المنحنيتين مع ظهرك الذي تحدب بسبب إمساكك كل العمر بمقابض الكاميرات الإلكترونية.
ترى متى توقفت عن الابتسام وقد عبرك العابرون الذين لم يدركوا أنهم مروا أمام هرم اسمه فؤاد موهوب.
وهبت حياتك كلها لغيرك حتى نسيت أنك لست جزءا من هذه الكاميرا التي امتصت ماء عينيك الوديعتين و أخذت نضارتك و سواد شعرك المسبسب الجميل..
من منا لا يكن لك محبة و تقديرا و يحمل بين جنبيه جميلا ومعروفاً؟ من لدن أكبر نجوم مروا بهذا الصرح منذ بدايات العمل التلفزيوني في السودان إلى هذا الوقت الذي توقف فيه نبض الكاميرا برحيلك المحزن .
حزنت إستاذي فؤاد موهوب أن أبحث عن صورة لشخصك الكريم الجميل على الانتر نت و لم أجد، وانت الذي لم يترك كتلة لم تمر علي عنينه ولم يصورها ، لكنني وجدت صورة لشريكة حياتك التي وهبتها أجمل ما عندك و وهبتك كل إمكانياتها وأسرارها فأيقنت أنني وجدت صورتك في المرآة فليس ثمة معنى لأحدكما دون الآخر.
إن فقد مثل فؤاد موهوب في هذا الظرف المعقد هو فقد ذاكرة حية تمشي بين الناس بكل التفاصيل، خاصة في ظل تهديد تاريخنا الذي حفظته المكتبة جراء احتلال هيئة الإذاعة و التلفزيون لفترة طويلة من قبل المليشيا الإرهابية التي لا تعرف قيمة المجد المسطر بعرق ومواهب كل من أنجز عملاً إعلاميا على مر تاريخ هذا الصرح المجيد.
رحمك الله رحمة واسعة أستاذنا الجليل فؤاد موهوب ولنا و لأسرتك و محبيك وكل من عرف فضلك حسن العزاء