اشرف خليل يكتب: *في الزقاق ذاكرتنا..1*
———
الادعاء الذي نثره الأديب (النوبلجي) نجيب محفوظ وهو يدلف إلى رواية (زقاق المدق) غريب وشجاع ومتحدي…
يقدمها لنا كمحاولة مستفيضة لاستقصاء ما في الدنيا -كل الدنيا- من دنيا وحيوات..
انظروا كيف بذل ادعاءه:
(ومع أن هذا الزقاق يعيش في شبه عزلة عما يحدق به من مسارب الدنيا، إلا أنه علي رغم ذلك يضج بحياته الخاصة، حياة تتصل في أعماقها بجذور الحياة الشاملة، وتحتفظ إلى ذلك بقدر من اسرار
العالم المنطوي)!..
ولعل ذلك من أسرار (الرواية) نفسها كفن ولغة للاتصال ما بين الظاهر والمستتر من الافكار والمشاعر للأشخاص والأحداث..
ثم مواقفنا من تلك المواقف والسرديات ذات الطابع الاسطوري الفريد..
في كل مرة أقرأ (الزقاق) اجد نجيب وقد اخذني الي زقاقه المفضي إلى كوات سديمية غائلة في البساطة والتعقيد!..
حتى أنني في آخر مرة ظننت انه يكتب عن (حرب السودان)!..
والله لقد رأيت -فيما رأيت- بطلته (حميدة) وكانها (حميدتي)…
بعد ان تتنكبت الطريق استنكرت المراجعة ونصائح العودة إلى الزقاق، بعد ما مشت في (المقدر)!..
( هذه حياتي، هذه النهاية التي لا مهرب منها، نحن الآن غريبان وكلانا ينكر صاحبه، لم يعد بوسعي الرجوع، ولن نستطيع مهما قلت أن تغير من الواقع شيئاً، وحذار أن تغلظ لي القول فلست على حال أملك معها السماحة أو العفو، وإني لأقر بعجزي حيال حظي ومصيري، ولكني لا أحتمل أن يضاعف لي إنسان الكرب بالغضب والزجر، انسني واحتقرني كما تشاء ثم اتركني بسلام)!..
لكن (حميدة) ارادت ان تتفتح في غير الزقاق..
او فلنقل ان تنفي خبثها بعيدا عن الزقاق، بينما أصر (حميدتي) ان يتعرى بعهره أمام الجميع في (خرطوم السجم)..
طلب حميدتي من الناس ان (تفتِّح عيونها) ولكنه اغمض عينيه وقلبه واستجار من رمضاء الخوف بنار الدخول!.
،،،، يتبع.
……
#منصة_اشواق_السودان