لواء شرطة م عثمان صديق البدوي يكتب: *السيد البرهان : حتى يكون الرد ( قاسي ) وَقِّع مع الحلف الروسي !*
قيد في الأحوال
يبلغ طول ساحل البحر الأحمر في المياه السودانية 780 كلم ، وهو أحد أهم ممرات الملاحة والتجارة العالميتين ، للأسباب الآتية :
() تصنيف السودان رابع دولة من حيث طول الساحل.
() قرب السودان من مضيق باب المندب.
() فاعلية البحر الأحمر في التجارة العالمية وخاصة تجارة النفط والذي تمر عبره يومياً ثلاثة مليون برميل نفط.
كل هذه المزايا جعلت السودان يحظى باهتمام دول كبري. هذه الدول لم ترفع درجة اهتمامها بالساحل السوداني ، إلّا بعد أن أبرمت روسيا اتفاقا مع الحكومة السودانية لإقامة قاعدة عسكرية ، إبّان عهد البشير ، حيث وقّعت موسكو اتفاقاً مع السودان لإنشاء مركز للدعم اللوجستي ، لإجراء عمليات الإصلاح وإعادة الإمداد . وهذا الإتفاق الذي تم توقيعه ، كان سيكون نافذاً لمدة خمسة وعشرين عاماً ، مع تجديد تلقائي بعد مرور عشرة سنوات ، إذا لم يطلب أي من الطرفين إنهاءه مسبقاً ، لكنه لم ير النور ، وتم تجميده خلال فترة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك ، حيث كانت رغبة الحكومة المدنية الإنتقالية ، في التقارب مع أميركا والغرب ، بدلاً عن روسيا .
لكن ذلك الإتفاق الذي تم تجميده لم يبدِّد الرغبة الروسية في إنشاء المركز اللوجستي الذي تطمح لتنفيذه في السودان حتي اليوم ، والذي يضمن لها تزويد سفنها بالوقود وحماية مصالها في البحر الأحمر .
في ظل هجمات الحوثيين علي البحر الأحمر ، ومهددات الملاحة البحرية، ازدادت رغبة المتنافسين علي الساحل السوداني . هذه المهددات التي
دفعت العديد من شركات الشحن إلى تحويل مسار سفنها إلى رأس الرجاء الصالح، في أقصى جنوب إفريقيا، الأمر الذي يؤدي إلى إطالة الرحلة بين آسيا وأوروبا، لمدة أسبوع تقريبا، وهو طريق طويل ومكلف . علماً بأن ساحل البحر الأحمر هو أقصر طريق لمرور التجارة العالمية من شرق آسيا والصين والدول الصناعية إلى البحر الأبيض المتوسط . وتمر عبره 12٪ من التجارة العالمية ، بحسب غرفة الشحن البحري الدولية، كما أنه يعتبر بمثابة طريق سريع يربط البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الهندي عبر قناة السويس ، وبالتالي أوروبا بآسيا.
آخر القيود :
بالله عليكم ، بلد فيها ساحل بحري يمتاز بكل هذه المميزات الإستراتيجية ، هذا غير خيراتها المعدنية والزراعية والحيوانية والنفطية ، وفوق ذلك كله المورد البشري ، (إنسان السودان) !، ذاك الذي قال مغنيه فيه :
أيها الناس نحنُ من نفرٍ
عمّروا الأرض حيث ماقطنوا
اليوم مورد سوداني واحد ، هو (الشيخ أبو قرون) ، جزاه الله ألف خير ، نجح في فك أسر أكثر من ثلاثمائة ضابط !.
رغم المآسي والأحزان.. آخرها مجزرة ود النورة ، إلّا أننا مازلنا نأمل بعد الله ، في هذا المورد البشري السوداني المخلص ، ليكون الوسيط ، ويكون الحل سوداني سوداني.
وحمداً لله علي سلامتكم إخوتي وأبنائي الضباط.
…..
#منصة_اشواق_السودان