منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

نايلة علي محمد الخليفة تكتب: `ياجيش أمشي للتفاوض.. ناشط برتبة حشرة خريف`

0

`زاوية خاصة`
في فصل الخريف عادة ما تكثر الحشرات، وتتوالد بكميات مزعجة ، لدرجة أنها يمكن أن تتطفل على ما بين يديك لترى مابه ، ولو كانت ناطقة لتكلمت إليك بلسان عربي مبين ، لماذا تغطي هذا الإناء يابشر.

من الحشرات المزعجة ، والمزعجة جداً ، في فصل الخريف حشرتي الباعوض والذباب ، فهما يعملان بالتناوب ، على ورديتين ، الذباب يغطي وردية النهار ، وما أن يدخل الليل يسلم الوردية للباعوض ، إلا أنه وفي السنوات الأخيرة ، حدث تغيير مناخي ، أدى إلى تداخل الورديات ، فعادة مانجد أن الذباب والباعوض ، يعملان جنباً إلى جنب ، في وردية واحدة.

الذي أود أن أشير إليه ، أن هذه الحشرات عمرها قصير ، ويمكن محاربتها عن طريق قاتل الحشرات ، وتلقائيا بمجرد إنتهاء فصل الخريف يتلاشى وجودها ، وتنقرض سلالاتها ، وفي مقابل حشرات الخريف ، هناك حشرات من سلالة البشر ، تتشابه وحشرات الخريف في المميزات ، والصفات وطرق المحاربة.

الحشرات البشرية هم مجموعة نشطاء ، مفردها ناشط برتبة حشرات الخريف ، وهم مجموعات متطفلة ، تتلقى العلف من حشرات أخرى ، أكبر حجماً ووزناً ، اماكن تواجدها فى الفضاء الإسفيري ، تعمل بنظام تداخل الورديات ، ويمكن استنساخ عشرة حشرات بشرية ، أو اكثر من حشرة واحدة ، لذا نجد أن نشاطها هذه الأيام في قمة عنفوانه ، تحت غطاء مفاوضات سوسيرا ، تحمل شعار ياجيش أمشي للتفاوض.

ربما يقفز لذهن المواطن ، والمتابع لسير حرب السودان منذ بدايتها ، أسئلة وليست سؤالاً واحداً ، أين كانت مختبأة هذه الحشرات ، عندما نكلت المليشيا بالمواطن قتلاً ، وتشريداً وإغتصاباً للحرائر ، واختطاف بعضهن واختفاء البعض قسرياً ، أين كانت هذه الحشرات ، التي رفعت شعار لا للحرب وياجيش أمشي للتفاوض ، من المجازر التي إرتكبها اوباش الدعم السريع ، بحق المواطنيين في الجنينة ، والجزيرة والفاشر وغيرها من الولايات ، هل ياترى هبط على هؤلاء وحي السلام فجأة ، ام أنهم كانوا في حالة بيات شتوي ، عندما أرتكب شريك حياتهم هذه المجازر بحق مواطني دولة الواق واق ، التي لا يخصهم مايجري بحق شعوبها.

ليس هناك من يريد استمرار الحرب ، فكلنا دعاة سلام نرفع شعار لا للحرب ، ولكن متي وأين وكيف؟ نعم تتوقف الحرب بعد القضاء على آخر جنجويدي ، والقضاء كذلك على أمل من وضع يده في يدهم ، للعودة لكرسي الحكم فوق ظهور الصرصر الإمارتية ، اما الإجابة علي أين ، فعلى أرض السودان البكر ، التي أنجبت المحجوب والأزهري وود حبوبة ، أما كيف فبعزيمة القوات المسلحة والقوات المساندة لها، وبتلاحم الشعب الذي قدم ولم يبخل ، نعم للتفاوض ولكن تفاوض بفوهات البندقية ، لا تفاوض الخنوع والإستسلام…لناعودة.
….

#منصة_اشواق_السودان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.