اشرف خليل يكتب الي حميدتي قبل أن يجرب (النموي) علي شندي!.
اشرف خليل يكتب
الي حميدتي قبل أن يجرب (النموي) علي شندي!.
———
الاخ حميدتي..
ابعث إليك هذه الرسالة على افتراض جدلي بانك (حي ترزق)..
اولا.. (حيرت افكاري معاك انت انت وين يا سيدي)!..
حسنا ان كنت حيا وفي حالة تسمح بالمداولة و(خشمي واضانك) دعني اقول:
لقد فشلت في الدخول فلا تفشل في الخروج..
وقديما قيل ( لا تبدأ أمرا لا تستطيع اكماله)!..
(تورط يا أبي..
وغدا كل شيء مستحيلا
كوقف النزف بالأصابع)..
قد يكون الامر الان صعبا ولكنه ليس مستحيلا..
لن تحكم ولن تتحكم في المصائر..
تلك هي الحقيقة التي استولدتها بنفسك ومنذ أيام الحرب الأولى..
يجب أن تري تلك الحقيقة جيدا لتنفذ إلى حقن الدماء وحفظ العرض والنسل..
لم يعد ممكناً المضي قدما في خطة الاخرين..
(خطتك قدت)..
قبل أن تشرع (اتفنست)..
لم يخرجوا في الشوارع لتحيتك..
ولم يهبوا لإنقاذ ثورتهم..
لم نستطع طاقة ولا احتمالا فعردنا!…
من بقي منا وقف ليقاتلك..
واضح ان القتال لن ينتهي إلا بخروجك من المشهد..
ألا تلحظ إرادة هؤلاء وتصميمهم على مغادرتك؟!..
فاختر لنفسك خروجا معقولاً مؤنسنا..
كن بشرا ببعض السوية والاستقامة..
لا تلفظ جحيمك كله..
لا ينبغي المواصلة والاسترسال في البطش والغطرسة والتهور والحماقة ..
عليك أن تحقن دماء من تبقى من اهلنا والاصدقاء..
ان اخترت -طائشا نزقا- خيار البطش فستنتهي إلى قتل عبدالرحيم أو أن عبدالرحيم سيقتلك!..
عبدالرحيم اخوك!..
لأن ذلك الطريق لن يجدي معه سوي الاغداق والإسراف في القتل..
ونيرون الذي احرق روما كان قد اغتال أمه وزوجته وأخاه.. وامتدت اغتيالاته بعد ذلك ليقتل أقرب المقربين منه وقائد جيشه الأمين «بوروس» ثم قتل أصدقائه وأقاربه وضباطه.
في الحروب، وفي الصراعات عموماً، القوة هي الحاسمة..
حينما تتوقف عن القلق وتتعلم حبَّ القنابل
في اختيارات تصالحية مع الموت واستهانة به..
التحول من مشروع الانقلاب الي الحريق المريع…
ذلك الترويع والإيغال في سفك الدماء وهتك العروض والسرقة ليس مشروعك ابدا ولا ينبغي .
سباق الوعي الاجرامي وتخليط مزيد من الاوزار والتوجس لن تجدي..
تلك الدوافع الدموية غير المقيَّدة لن تفضي الي مكان…
لن تعيدك الى نشرات الاخبار!..
نسيت ان اقول بان (نيرون) الذي احرق روما مات منتحرا!..
و(الزمن ماظنو بعدك انت
يرجع تاني يجرح)!.
*أشرف خليل*