د. محمد بشير عبادي يكتب : الإبداع
د. محمد بشير عبادي يكتب :
الإبداع
هو إظهار القدرة على الابتكار والتفوق في مجال معين.. الإبداع يمكن أن يكون في مجالات متنوعة مثل الفن، الأدب، التكنولوجيا، وريادة الأعمال وكثيرة هي أضرب الإبداع.. يتطلب الإبداع تفكيراً خلاقاً وقدرة على رؤية الأمور بطريقة مختلفة ومبتكرة.. هو حالة أو شعور من التركيز والتأمل يتملك الشخص المبدع تجعله قادراََ على إيجاد حلول جديدة وأفكار مبتكرة وكما قال الأديب الإيرلندي المشهور “برنارد شو”: “الإبداع هو رؤية ما لم يره الآخرون وفعل ما لم يفعله الآخرون” ومن وجهة نظر العالم الفيزيائي الألماني-السويسري “البرت انشتاين:”الإبداع هو قدرة الإنسان على رؤية العلاقات التي لم يرها أحد من قبل” ويقول الكاتب والشاعر الجنوب أفريقي” وليام بلومر”:” الإبداع هو القدرة على ربط الأشياء التي تبدو كأنها غير مترابطة”.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: “بديع السموات والأرض وإذا قضى أمراََ فإنّما يقول له كن فيكون”،(البقرة-117) ويقول تعالى:”بديع السموات والأرض أنّى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شئ وهو بكل شئ عليم”، (الأنعام-101).. في لسان العرب: بدع الشئ يبدعه بدْعا وابتدعه: أنشاه وبدأه. وبدع الكرَّكية: استنبطها واحدثها… وقال أبو عدنان: المبتدع الذي يأتي أمراََ على شبه لم يكن ابتدأه إياه. وأبدعتُ الشئ: أخترعته لا على مثال.. والبديع: من أسماء الله تعالى لإبداعه الأشياء و إحداثه إيّاها وهو البديع الأول قبل كل شئ، ويجوز أن يكون بمعنى مبدع أو يكون من بدع الخلق أي بدأه، والله بديع السموات والأرض، أي خالقها ومبدعها فهو الخالق المخترع لا عن مثال سابق، قال أبو إسحق: يعني أنشأها على غير حِذاء ولا مثال.
يتضمن الإبداع والتفكير الإبداعي عدة عناصر قامت بتحديدها العديد من الدراسات والبحوث النفسية والتربوية منها، الأصالة
وهي الانفراد والتميز في الأفكار والقدرة على التوصل إلى أفكار إبداعية ونادرة تكون قابلة للتنفيذ، تشمل عناصر الإبداع كذلك المرونة وهي الجانب النوعي في الإبداع ويقصد بها تنوع الأفكار، بمعنى أن الأفكار الإبداعية قابلة للتطوير والتغيير وفق متطلبات العصر والظروف المحيطة ومن عناصره أيضاََ الطلاقة والتي تشمل الجانب الكمي في الإبداع ويقصد بها أن يقوم التفكير الإبداعي باستخدام المخزون المعرفي الموجود لدى الشخص المبدع عندما يحتاج إليه.
يمر التفكير الإبداعي بعدة مراحل اختلف الباحثون في تحديدها تتمثل في أربعة:
المرحلة الأولى هي الإعداد والتحضير وفي هذه المرحلة يتم تحديد المشكلة وفحصها من كل الجوانب ويتضمن الفحص جمع المعلومات وتحديد المهارات والخبرات، أما المرحلة الثانية للتفكير الإبداعي هي الاحتضان وفي هذه المرحلة يتحرر العقل من العديد من الأفكار التي لا ترتبط بالمشكلة وتتميز هذه المرحلة بالجهد الكبير الذي يبذله الشخص المفكر المبدع من أجل حل المشكلة، المرحلة الثالثة هي مرحلة الإشراق وفي هذه المرحلة يتم ولادة الأفكار الجديدة والتعرف عليها، ففي هذه المرحلة يمكن أن تخرج الأفكار دون أي مقدمات ويصل الإنسان إلى لحظة الإبداع التي يشرق فيها الحل كأنه إلهام والمرحلة الرابعة والأخيرة هي مرحلة التحقيق وفي هذه المرحلة يقوم الشخص المبدع بإختبار الفكرة وإعادة النظر بها حتى يتمكن من رؤية صلاحيتها وتعد هذه المرحلة هي المرحلة القابلة للتنفيذ والتي بها قد يتم التوصل إلى الحل النهائي أو تعديله لكي يتلاءم مع الموقف أو المشكلة.
من أجمل الحكم التي قيلت في الإبداع :النجاح يحققه فقط الذين يواصلون المحاولة بنظرة إيجابية للأشياء.. المبدع هو رجل أكثر بدائية، أكثر تحضراً، أكثر تدميراً، أكثر جنوناً وأكثر عقلانية من أي رجل عادي.. الإبداع خيال والخيال للجميع.