د. إسماعيل الحكيم يكتب : لوشي .. خيانة طرف ثالث
د. إسماعيل الحكيم يكتب :
لوشي .. خيانة طرف ثالث ..
عندما تأتي الخيانة من أبناء الوطن، وخصوصًا من أولئك الذين يحملون لواء الإعلام، يصبح الجرح أعمق والخيانة أقسى، لأن الإعلامي يحمل في يديه سلاح الكلمة، وهو القادر على توجيه العقول وبناء المجتمعات أو هدمها. فقد ضجت الأسافير وإمتلأت المواعين الإتصالية بأسخف الحبكات التي في ظاهرها دعماً ومؤازرةً للجنجويد وفي باطنها خيانة عظيمة في حق الوطن وقواته المسلحة ومواطنيه ..
“خرجت علينا المدعوة لوشي وقد باعت ضميرها بثمن بخس وخانت وطنها في سوق النخاسة المليشي وجعلت مهنة الاعلام رسالتها الكذوب ، كيف لا وقد استبدلت راية الحقيقة بشعارات الزيف والتضليل؟ في وقت كان يُفترض بها أن تحمل صوت الحق والعدالة جنباً الي جنب مع صوت المدافع والرصاص ، دفاعاً وذوداً ، لا أن تصبح أداةً في يد الباطل تروج للأكاذيب وتخدع الناس. لقد كان الإعلام وما يزال حصنًا للأوطان، لكنه إذا كان في أيدي الخونة تحول إلى خنجر يطعن الحقيقة، ويزرع الفتنة ويهدم ما بُني بعرق المخلصين.
إن ما اقدمت عليه لوشي جريمة مكتملة الأركان في حق الوطن وجيشه ومواطنيه ، تتطلب عقاباً عاجلاً ، لقد دنستَ مهنةً نبيلة بأفعالٍ مشينة، وكسرت الثقة بين الكلمة الصادقة والأذن المستمعة. فكم من عائلة دُمّرت ؟ وكم من نفسٍ شريفة تشوهت صورتها ؟ وكم من عرض أنتهك ؟ وكم وكم حتى تخرج علينا هذه الّدعيّة بهكذا ترهات واباطيل لتمنح أسيادها براءة زائفة ؟ .. ولسان حالها يقول ..إن الدعم السريع ارحم على أهل السودان من أمهاتهم اللائي ولدنهم ولكن هيهات هيهات ..الوطن شامخًا، وستبقين في قاع ذاكرة التاريخ كوصمة عار لا تُمحى.”
قدّمت لوشي وثيقة للتاريخ سوداء من كل خير ..عرجاء من كل فضيلة بكماء من كل حق ..لتبيض بها وجه الدعم السريع المتسخ بمآسي ونكبات أهل السودان قاطبة وبلا استثناء .. ولكن هذه بضاعة مزجاة وبيع رخيص لن يزيد الحق الا إحقاقاً ..
إن الخيانة .. ليست مجرد خرقٍ للولاء ، وتخلي عن القيم إنها جريمة ضد ضمير الأمة. وعندما تأتي الخيانة من أبناء الوطن، الذين ولدوا من رحم هذه الأرض وشربوا من ماءها، تصبح الجريمة مضاعفة. فما بالك بمن جعلوا الكلمة سلاحهم، أولئك الذين امتهنوا الإعلام ولم يترددوا في بيع أقلامهم وضمائرهم لمن يدفع أكثر؟
فلتذكري يا لوشي أن.. تخون الوطن كأنك تخون من وثق بك، من اعتبرك صوتهم ومرشدهم. لكنك اخترت أن تكون العدو من الداخل، العدو الذي يزرع الشك والفتنة بين أبناء الأمة. وظننت أن الخيانة ستمنحك قوة، لكنها ألبستك ثوب العار الذي لن تستطيعين نزعه أبدًا. سيذكرك التاريخ، لكن ليس كقائدٍة أو مؤثرة، بل كمن باع ضميره ووطنه مقابل بريقٍ زائفٍ وأوهامٍ سريعة الزوال.”