منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

زاوية خاصة نايلة علي محمد الخليفة البل يسع الجميع

0

زاوية خاصة

نايلة علي محمد الخليفة

البل يسع الجميع

الداعمين للمليشيا وتقدم خارجياً ، بدأو يتحسسون رؤسهم وموضع أقدامهم ، عندما أهتزت أرض السودان داخلياً وثارت كالحمم البركانية، وهي تلفظ المليشيا وتُطهر الأرض ، رويداً رويداً من دنس الأوباش ، هذا الواقع الذي افرزه تحرك المشاة ، والإنفتاح الكبير للجيش السوداني ، وتمدده على مساحات واسعة في الخرطوم ودارفور ومحاور الوسط ، جعل الفاعلين من الداعمين للتمرد ، في سباق مع الزمن لإنقاذ مخالبهم في السودان.

الولايات المتحدة الأمريكية وإن ظلت تناور في ملف السودان ، وتحاول بقدر الإمكان أن تفرض نفسها وسيطاً ، محايداً في الأزمة السودانية ، إلا أن تصريحات وتلميحات من أُوكِل إليهم ملف السودان ، يكشف بجلاء إزدواجية المعايير في السياسة الخارجية الأمريكية ، التي تعمل وفق مصالحها الذاتية ، التي لا تأتي بمعزل عن أمن الكيان الصهيوني في المنطقة العربية ، والبحث عن مواقع حاكمة في الخارطة الجغرافية ، تفرض على الدول العربية والإسلامية القبول بإسرائيل ، كدولة وليس كيان غاصب .

تعد الإمارات العربية المتحدة ، هي حاملة لواء المشروع الصهيو امريكي في المنطقة ، والوكيل الحصري لتنفيذ المخطط في السودان ، الرامي للقضاء على مقومات الدولة السودانية ، وممسكات الوحدة الوطنية فيها ، ويأتي في مقدمتها استهداف الجيش السوداني ، والعمل على تفكيكه ، حتى يكون التفكيك مدخلاً للسيطرة ، وفرض القرارات الخارجية ، عن طريق البديل الجاهز سياسيا قوى الحرية والتغيير ، وعسكريا مليشيا الدعم السريع ، التي قطعت الإمارات شوطا كبيراً في تجهيزها لهذه المهمة ، في السنوات الأخيرة ، إلا أنها لم تضع في خُلدِها أن هذه المهمة ، لن تكون سهلة في أرض روتها دماء الشهداء ، فأنبتت شجرة الوطنية في نفوس أهلها ، عدا الفئة العميلة التي لا تمثل 1% من السودانين ، ووجدت الإمارات ضالتها في نفوس ممثلي هذه الفئة ، فأسندت إليها مهمة تنفيذ المشروع في السودان ، على أن يكون حلالاً عليها حكم السودان بالإنفراد المطلق مستقبلاً.

مخطط تفكيك السودان فشل منذ اليوم الأول ، بعد فشل الإنقلاب ، إلا أن الممولين أصروا على المغامرة ، بإدخال السودان في حرب شعواء ، مارست فيها المليشيا كل الجرائم اللا أخلاقية، وتساقطت فيها أوراق التوت ، التي كانت تواري وجوه العملاء ( تقدم ) ، فتكشفت الحقيقة لأهل السودان ، الذين تخندقوا خلف جيشهم الوطني ، فكانوا الكتلة البشرية التي تتقدم الصفوف ، بعد أن تم تجهيزها من قبل قيادات الجيش ، بالجهاز اللازم لخوض معركة الكرامة.

بدأ الشعب السوداني ومنذ أسبوع ، في قطف ثمار معركة الكرامة ، بتحرير الأرض من دنس التمرد ، وأتسعت دائرة الأمان الأمر الذي حدا بالبعض ، إلى استعجال العودة للمناطق المحررة ، وفي الزاوية الأخرى هناك من يصرخ ألماً ، مع كل تقدم للجيش السوداني والقوات المساندة له ، الجيش في هذه الموجة من معركة الكرامة ، رفع شعار البل يسع الجميع دون تحديد ، وطبق حركة رئيس مجلس السيادة القائد الأعلى للجيش السوداني ، التي تحولت إلى ترند عالمي ، وفسرها البعض بأنه أنتهى زمن عفا الله عما سلف (قفلوا بالمفك والزردية) فشمل البل الجماعي المليشيا والمتعاونين معها في الميدان ، وشمل الجناح السياسي والرعاة الماسيين ، إذ لم يستثني أحدا ، وكأنه أراد إيصال رسالة مفادها نحن جيش السودان ، من رحم هذا الشعب ، الذي لا يعرف للإنكسار وللهزيمة طريقا…لنا عودة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.