رهاب …………. رهاب هكذا تولد الأفكار العظيمة د . محمد خير حسن محمد خير يكتب : حبا” بحب وولاءا” بولاء وتجردا” بتجرد
رهاب …………. رهاب
هكذا تولد الأفكار العظيمة
د . محمد خير حسن محمد خير يكتب :
حبا” بحب وولاءا” بولاء وتجردا” بتجرد
14 *اكتوبر 2024*
*==================*
أدت القوات المسلحة السودانية دورها كما ينبغي في ظل هذا الابتلاء الذي تمر به بلادنا رغم تململ الشعب المكلوم والمغلوب علي أمره والذي فقد كل ما بناه في بلاده من إمكانيات مادية سكب فيها كل عرقه وطاقاته وذاق في سبيل تأمينها كل المرارات والآلام داخليا” وخارجيا” .. وسيظل دور القوات المسلحة قائما” حتي إن حققنا التحول المدني المنشود لأنها المؤسسة الوطنية التي تحمي البلاد حتي من أبنائها إن لزم الأمر ولذلك صبر الشعب علي استراتيجية الحفر بالابرة وستنتهي الحرب قريبا” علي نحوٍ يثلج قلوب الوطنيين من أبناء شعبي ويفرح المشفقين والحادبين ويغيظ العملاء والمنافقين والمتاجرين بمستقبل السودان …
ثم ماذا بعد انتهاء الحرب وانتصار القوات المسلحة والقوات المساندة لها من القوات المشتركة والمستنفرين .. ماذا عن جهود الأعمار؟؟!!! وماذا نْعمٍر ؟؟؟!!!!! وكيف نرتب اتجاهات واولويات الإعمار؟؟؟؟!!!
ما أود أن اكتبه هنا لا يعكس عملية وعظ ولا مناصحات إنما هي أمنيات عنت الي خاطري وتطلعات لعلها تصلح شأن امتي وبلادي من بعد تنكب طال أمده في مختلف الحقب السياسية المدنية والعسكرية من لدن الاستقلال الي يومنا هذا ..
ينبغي أن يكون حال السودان ما بعد الحرب مختلف جدا عن سودان ما قبل الحرب بجهود أبناءه المُخْلَصين ولكيما يتحقق هذا الأمر لابد من ترتيب اولويات اتجاهات الإعمار … فماذا ينبغي أن نعمر اولا”؟؟؟؟!!!!! ..
في ظني وظني في هذا المقام يفيد اليقين أنه ينبغي أن نعمر اولا” نفوسنا ووجداننا بكل ما يعزز الوازع الوطني والاخلاقي لكي ما يقينا من شرور الانزلاق في كل ما يأتي خصما” علي الوطن ومقدراته ومكتسباته في جوانب الحياة المدنية والخدمية والانتاجية والسياسية الداخلية والخارجية والأمنية ..
أسوأ من عاني منه الوطن ضعف الوازع الوطني والاخلاقي والذي ينعكس علي كل شئ .. فتعاظم الفساد في المنشآت الوطنية والمؤسسات الحكومية والذي يأتي خصما” علي الإنتاج والانتاجية ويؤدي الي هدر الموارد مهما عظمت هو أهم اسباب التردي الاقتصادي الذي تعاني منه بلادنا … فلو قدمنا مكتسبات الوطن فوق كل مكتسبات شخصية أو حزبية كلٍ في موقعه وثغرته لصلح حال البلاد .. لو اعلينا مصلحة البلاد فوق مصالحنا الشخصية والحزبية والجهوية لصلح التداول والتدافع السياسي ولقدمنا الصالح الأمين من قيادات بلادي ولتحقق تواصل الأجيال السياسية دونما كنكشة في المناصب ولسمت الاحزاب فوق مكتسباتها الي دورٍ وطنيٍ طليع ولما اضطرت القوات المسلحة في كل مرحلة من مراحل تاريخ بلادنا للتدخل لتصحيح المسار السياسي ولتفرغت لدورها المقدس وهو حماية أمن البلاد ..
لابد من اعلاء وازعنا الوطني والاخلاقي لينصلح حال الخدمة المدنية ولتشفي من كل أمراضها من محسوبية تستبعد أصحاب الكفاءة والقدرات لصالح أصحاب الولاء لقيادة سياسية او لحزب ولخلت من هدر الوقت والذي يؤثر علي حجم الإنتاج والانتاجية في كل مؤسسات الدولة وقطاعاتها الانتاجية .. وهنا في هذا المقام لابد الإشارة الي ضرورة إصلاح الثقافة الانتاجية والاستهلاكية لدي كل القطاعات الحية في المجتمع السوداني لتصبح داعمة للانتاج الوطني ولن يتحقق ذلك ان لم نعلي من وازعنا الوطني والاخلاقي ..
لابد من اعلاء الوازع الوطني والاخلاقي لدي القيادات السياسية في إطار التدافع السياسي والذي ينشدون عبره عودة الديمقراطية والمدنية الراشدة ليقدم الوطن علي اي مكتسبات لجهات داخلية أو خارجية كما تفعل كثير من الأمم الحادبة علي مستقبل بلادها والخروج من مستنقع الخلافات السياسية التي كادت أن تذهب ريح البلاد من قبل بعض الاحزاب الكبيرة أو الصغيرة أو الحركات المسلحة الي رحاب وطنٍ يسع الجميع ..
لابد من اعلاء الوازع الوطني والاخلاقي والذي يقودنا الي تحقيق تنمية متوازنة في كل ولايات البلاد ليتحقق الرضاء العام والذي يفضي الي رتق النسيج الاجتماعي ..
لابد من اعلاء الوازع الوطني والاخلاقي لتتراجع النعرات القبلية والجهوية لصالح الالتقاء في مصلحة الوطن الكبير سودانا الحبيب..
ومن بعد إصلاح ذواتنا ووازعنا الوطني والاخلاقي سيُصلح كل شئ … ستستفيد البلاد بحق من مواردها الانتاجية الجليلة ولن تضيع بالهدر أو التهريب أو الفساد ولتعززت المسؤولية والشفافية والرقابة الذاتية والمحاسبية .. سيْصْلَح المناخ الاستثماري لاجتذاب المستثمر الأجنبي والوطني عبر إجراءات ميسرة ومبرأة من كل شكل من أشكال الفساد والذي لا يقدم فيها أو عبرها ما يرجح المكاسب الشخصية علي مكتسبات الوطن فالحصة وطن .. وسيفضي إصلاح الوازع الوطني والأخلاقي الي تزايد حجم الامتثال الضريبي العادل العام والانتقائي دونما جهد رقابي وسيؤدي ذلك الي تزايد الإيرادات العامة بتوسع الوعاء الضريبي دونما الحاجة الي الزيادات الرأسية التي تكبل القطاعات الانتاجية ذات الولوية .. فتتحسن الخدمات التي تحقق الرفاه لهذا الشعب الذي بادل جيشه في هذه المرحلة المريرة حبا” بحب وولاءا” بولاء وصبرا” بصبر وتجردا” بتجرد … وفي الجانب الآخر ذات إصلاح الوازع الوطني والاخلاقي سيفضي الي إعادة ترتيب اوليات الإنفاق الحكومي علي نحوٍ صارم يعلي من مصلحة الوطن ويكون متحيزا” للانفاق التنموي ليعود ثماره لكل العباد والبلاد وعلي نحوٍ عادلٍ ومتوازن …
ثم لابد من إصلاح وازعنا الوطني لدى قياداتنا العسكرية والسياسية بعد تحقق الانتصار المنشود لتتم عملية الانتقال والتحول المدني علي نحو سلس يقدم أصحاب الكفاءة والولاء الوطني علي أصحاب الولاء الحزبي أو القبلي أو الجهوي الضيق ولعل هذه المرحلة تحتاج الي التعامل معها بجرأة وصرامة دونما حاجة الي الدخول مرة أخري في دائرة التوازنات والمحاصصة البغيضة لتدرأ عن الممارسة السياسية كل صاحب غرض حتي لا نعود الي ممارسات سودان ما قبل الحرب ….