علي مورغماب يكتب :
شيزوفرينيا..إبن زايد
وعليكم السلام و رحمة الله الأخ العزيز د.عمار …بخصوص سؤالك عن الشيطان بن زايد و ماذا يريد من السودان..؟ و ما الغرض من الظهور الدرامي لحميدتي تحديدا في هذا التوقيت..؟ صراحة أنا بنظر للموضوع من زاوية مختلفة تماما عما يدور في الأسافيرمن تحليلات و آراء مبنية علي مواقف و أطماع سياسية و أمنية و إقتصادية دون النظر بعمق لما وراء تلك الأطماع من خلفيات و دوافع نفسية ..فسيرة الرجل الذاتية أخي الكريم منذ صغره تؤكد أنه إنسان ذو شخصية مركبة و معقدة و متناقضة و معروف عنه أنه مريض بجنون العظمة الناتج عن العيش في كنف الثروة الطائلة أولا، و طريقة التربية التي تلقاها ثانيا و أهداف من أشرف علي تربيته وماذا يريد منه ثالثا، و لربما كان التنافس داخل الأسرة علي وراثة عرش الأب هي الدافع للوقوع في فخ من عمل علي هندسة عقله و نجاحه في الوصول به إلي ما هو عليه الآن من مرض هو هالكه لا محالة في نهاية الأمر ،و لك أن تثق بأني أمتلك معلومات مؤكده أن الرجل ظل منذ ما قبل أن يحكم و علي خلفيات نوبات جنون العظمة التي تتملكه، ظل يبحث عن تاريخ حقيقي للإمارات ، تاريخ يتكئ عليه ويشبع غروره و يضعه هو و دويلته في مصاف الدول والشعوب ذات الحضارات العريقة، فلم يجد رغم جهوده الأحفورية الجبارة فوق الأرض و تحت الأرض، و من سمات من يصاب بذلك الجنون هو الإصرار علي الحصول علي ما يريد و إلا !!!! …فالرجل بهذه المواصفة كفيل بأن يكون كارها للشعوب ذات التاريخ الحضاري العريق و ينتابه تجاهها شعور دائم في الوعي و اللاوعي بالنقص و التقزم و هذا الشعور يضعه في موضع الإتهام بمركب النقص تجاه تلك الشعوب و تاريخها، و تأكيدا لذلك الإفتراض فقد لاحظ بعض المراقبين المهتمين بالتاريخ الإنساني، لاحظوا في كل الحروب التي صنعها أو ساهم في صناعتها بن زايد في السودان و سوريا و اليمن و ليبيا و العراق مالي والنيجر وحتي دول الخليخ مثل السعودية و سلطنة عمان و قطر ،لاحظوا أن هناك تخريب و تدمير ممنهج يتم للآثار التاريخية التي تمثل رمزية حضارية لتلك الشعوب و في بعض الأحيان تُضرَب مناطق الآثار و تدمر حتي لو كانت في مناطق بعيدة جدا عن مواقع القتال كما في سوريا و اليمن (هناك مواد وثائقية تثبت ذلك)…و السؤال هنا هو : بعد اللفة الطويلة دي ما علاقة ذلك بفيلم ظهور حميدتي..؟ العلاقة هي أن هذا الرجل المريض يشعر في قرارة نفسه بضعفه (مركب النقص)تجاه تلك الشعوب فيحاول أن يداري ذلك النقص بتفوق كاذب (جنون العظمة) علي شعوب هذه البلدان بما فيها السودان ، و هو ينظر بإحتقار لفقر شعوبها المادي مقارنة بدويلته كمادة محفذة لطغيانه ..الشاهد أن العقدة التي تصيبه بسبب جنون العظمة الناتج عن الثراء الفاحش و مركب النقص الناتج عن الشعور بالخواء التاريخي و الحضاري خلق في الوعي و اللاوعي عند الرجل حالة من الشيزوفرينيا الحقودة التي حالما تحول من يصاب بها إلي كتلة من الشر والطاقة التدميرية الهائلة و إلي حالة من الكره والتكلس و الجمود تجاه كل من يشعر نحوه بالنقص فيحاول إذلاله بكل الطرق والوسائل مهما عظمت دون الإكتراث لنتائجها و هو في حالة خدر وعدم إحساس (بنقو) ظنا منه بأن ذلك يعالج ما بداخله من نقص و إنهزام ( تتذكرو صورة بشه مع الشافع اللابس العقال داك في سباق الفورمولا )…المظهر العام لحدث ظهور حميدتي في المشهد هو تعبير حقيقي عن حالة الشيزوفرينيا التي تنتابه و تدفعه لصناعة مشهد يظهر السودانيين من الطرفين المتخاصمين أمام العالم بأنهم مجموعة من الرعاع المغفلين و يظهر هو في صورة الرجل القوي ( جنون العظمة ) القادر علي اللعب بهذا الشعب و إذلاله ،هذا الشعب الذي يتحدث العالم الحر الآن عن أن له رصيد حضاري ممتد في عمق التاريخ لقرون غابرة شهدت عليها البشرية …فهو إذن كأنه يريد أن يخاطب العالم و يقول له ( مركب النقص ) أنظروا ها أنا ذا ألعب بهذا الشعب الذي تصفونه بصاحب الحضارة و لعل ذلك يشبع ما بداخله من شعور متناقض و يعطيه بعض الأمل بالتفوق…
كل من يختلف معي في هذه الرؤية فلينظرلما فعله الجنجويد في الخرطوم بالجامعات و المتاحف و دور الوثائق و المراكز الحضرية و المؤسسات ذات الصلة مثل وزارة الداخلية و السجل المدني ( الDNA)…الخ …لا أقبل أن يأتي أحدهم و يقول لي أن ما حدث تجاه أوجه الحضارة في السودان و سوريا و اليمن و ليبيا و مالي و غيرها هو محض صدفه …
ختاما : لو قدر للجنجويد الهمج أن يدخلوا نهر النيل ( لا قدر الله ) سيستهدفوا أول ما يستهدفوا إهرامات البجراوية و كذا سيفعلون لو وصلوا الشمالية، أما من يعتقدون من السودانيين بأن الرجل حليفا لهم لجعل السودان ديمقراطية زاهية هم يعلمون تماما أنهم مجرد فردة حذاء قديمة في مخيلة الرجل و هم من أغروا بن زايد أصلا بالإصرار علي تحدي الخواجة جورج قالاوي الذي إستفز الشيزوفرينيا في أنا الرجل، و كل ما يكتب بإسمهم من تصريحات هو بكل تأكيد ليس من بنات أفكارهم و إنما يصدر عن مراكز متخصصة في إثارة البلبلة ومتفرغة لتلك المهمة في بلاط الشيزوفرينيا، و أرجح إفتراض أن ذلك الغثاء الذي يصدر بأسماء هؤلاء الرعاع ربما يقرأونه علي حساباتهم المستلبة مثل إرادتهم مع جوقة القراء في آن واحد …. صدقوني محمد بن زايد مريض نفسيا و لو قدر له أن يُهزَم في السودان سيتكفل هو بقتل نفسه بطلقة واحدة من مسدسه علي رأسه و عليه قبل ذلك إذا أراد أن يتخلص من كوابيس الشيزوفرينيا عليه أن يعرف حجمه جيدا و يختار الجلباب الذي يتسق مع حجمه و إلا فليختار مصيرا للإمارات بين ثلاث إرادات ..إرادة سعودية عربية أو إرادة إيرانية فارسية أو إرادة إسرائيلية صهيونية ، أما الهنود فهم وكيل جاهز و مستعد كلاعب وسيط و محوري مع أي من تلك الإرادات حسب الطلب. اللهم أحفظ السودان و أهل السودان و أحفظ كل من بغي و تجبر عليه بن زايد من الشعوب و البلدان .
12يناير 2024
