منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

د. خالد البلولة يكتب : ماذا فعل اهلنا في الجزيرة لهؤلاء المعتدين؟

0

د. خالد البلولة يكتب :

ماذا فعل اهلنا في الجزيرة لهؤلاء المعتدين؟

(١)
شاهدت مقطع فيديو لرجل من مدينة الدندر، كان في حيرة شديدة بعد دخول الجيش للمدينة، متسائلًا عن جنود الدعم السريع بقوله: “الناس ديل شنو؟”لم يستطع تصنيفهم، إذ قال: “لا عرفناهم كفر! ولا عرفناهم مسلمين! ولا عرفناهم شواطين! الناس طبعهم مع البني آدم ما بلم كلو كلو؟”تصرفاتهم العنيفة تركت الرجل مذهولًا ومتسائلًا.(من اي طين هؤلاء البشر؟)
(٢)
رأيت أيضًا فيديو لجندي من الدعم السريع يمسك بلحية المهندس الطيب الطاهر،أحد أوائل خريجي الهندسة الكهربائية في السبعينيات ومن أهل قرية السريحة عمل الطيب في السعودية ثم عاد إلى السودان ليصبح وكيلاً لشركة مختصة في المعدات الكهربائية، وكان له فضل كبير – بعد الله – في نهضة وتطور قرية السريحة، حيث ساعد الكثير من أهل القرية.رجل متدين،متواضع،خدوم، وذو ابتسامة دائمة.
(٣)
من أين أتى هؤلاء؟
الفطرة الإنسانية السليمة تحثنا على التحلي بالوازع الديني والأخلاقي. قال النبي صل الله عليه وسلم :(إنَّ مِمَّا أدرَكَ الناسُ من كلامِ النبوَّةِ الأولى:إذا لم تستحِ فاصنعْ ما شئتَ(رواه البخاري) وقال أيضًا: أوَّلُ ما يُقْضَى بين الناس يومَ القيامةِ في الدِّماءِ”.
سفكت في الجزيرة الدماء بغير حق، وظُلم الإنسان بغير جريرة سوى دفاعه عن عرضه وماله، ورغم أن الله حرّم الظلم على نفسه وجعله محرّمًا بين الناس،لكن هؤلاء السفلة مارسوا ابشع اشكال الظلم في اهلنا في الجزيرة خاصة والسودان قاطبة!من أين جاء هؤلاء المجرمون ليجعلوا مناطق الجزيرة الآمنة مسرحًا للعنف وسفك الدماء؟
ماذا فعل أهل الجزيرة ليستحقوا هذه القسوة في القتل والتنكيل، حتى وصلت إلى كبار السن،والنساء، والأطفال؟! ما الدين الذي يعتنقه هؤلاء المعتدون؟ ماذا فعل أهل السريحة، أزرق، التكينة، وقرى شرق الجزيرة ليستحقوا هذه المعاناة؟
ستعود الجزيرة كما كانت؛واحةً آمنة مسالمة،اذا عاد شهداؤها من ود النورة، والسريحة، وأزرق،والتكينة، وتعود القرى بسلامها وأمنها، وستتخلص من كل أعدائها ومن أساؤوا إليها.ستنفي الجزيرة خبثها (وتتخلص من شرار الناس الذين عبثوًا بها وعاثوا فيها فسادا وتنكيلا)فهي ارض طيبة بسماحة اهلها وجودهم وكرمهم وتعاضدهم فلن تاوي اليها الا الطيب من الناس).
حسبنا الله ونعم الوكيل… اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.