د. عبدالقادر محمد أحمد يكتب : الطابور الخامس
د. عبدالقادر محمد أحمد يكتب :
الطابور الخامس
تعبير الطابور الخامس هو مصطلح متداول في أدبيات العلوم السياسية والاجتماعية . نشأ أثناء الحرب الأهلية الإسبانية في العام ١٩٣٦ م واستمرت ثلاث سنوات. وأول من أطلق هذا التعبير هو الجنرال أميلو مولا. كان جيشه يتكون من أربعة طوابير. وعندما سألوه في مؤتمر صحفي أي الطوابير سيدخل مدريد أولاً أجاب بأنَّه الطابور الخامس .
كان يقصد الجواسيس بالداخل
يصف مصطلح الطابور الخامس مجموعة من الناس تعمل علي محاصرة المدينة بالداخل ضد الدولة. بعضها يمارس عمله بطريقة سرية وبعضها جهراً.
لا أتوقع أنْ يكون قائد المتمردين على دراية بهذا المصطلح لأنَّه لم يقرأ التاريخ !
لكن اتضح أنَّ العاصمة الخرطوم كانت تعج بالطابور الخامس .
وقد تطور مفهوم الطابور الخامس مع التطور في وسائل الاتصال . وكما ذكرتُ لا أعتقد أنَّ حميدتي فكر في تكوين طابور خامس !
الطابور الخامس عندنا أصبح يحتوي على دول وسفارات وممثلين دوليين وقنوات فضائية ونقابات و أحزاب ونشطاء سياسيين .
قنوات فضائية مارست التخذيل و الإشاعات وبث الذعر في قلوب المواطنين. قنوات اعتمدت على صحفيين ومحللين سياسيين واستراتيجيين كما تسميهم وكلهم دون المستوي . هذا هو دور الطابور الخامس .
انظروا إلى بيانات اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء . هذه اللجنة كانت تبشرنا يوميا بانهيار المنظومة الصحية . هذا أيضا دور الطابور الخامس .
نوع آخر من الطابور الخامس هو مطالبة المواطنين بالخروج في مواكب وهم من خارج السودان .
والحمد لله لم يستجب لهم أحدٌ. أمَّا الطابور الخامس الذي كان قد أعدَّ العدة لمناصرة التمرد فقد خارتْ قواهم منذ اللحظات الأولى فهرب من هرب واختفي من اختفي . زينوا لحليفهم النصر ثم خذلوه عند الحارة .
مع هؤلاء يجب أنْ تكون معركتنا القادمة . يقول لي صديق أنا لست ضد الجيش إنَّما ضد الفلول و بالرغم من أنَّه كان ( فلة ) حتى قيام الثورة ثمَّ نكص على عقبيه
وهذه حجة داحضة.
كل من لم يقف مع قواتنا المسلحة وهي تموت من أجلنا فهو طابور خامس ويجب التعامل معه على هذا الأساس .
أمَّا أحزاب الحرية والتغيير وحكومتهم المشكلة إنْ كان الأمر صحيحاً فهؤلاء جميعاً متمردون ومنافقون مردوا على النفاق .
طائفة أخرى أوشكتُ أنْ أصنفهم كطابور خامس. هؤلاء هم الذين يتساءلون متى نصر الله ؟ سأله الرسول ( صلى الله عليه وسلم) والذين آمنوا معه من قبل وجاءهم الرد سريعاً ألا إنَّ نصرالله قريب .
هؤلاء غابت عنهم بقية الآية. أصبح جُلَّ حديثهم متى بل يلومون القوات المسلحة على بُطء المعارك . كان هذا هو لسان حال الشعب السوداني منذ بداية هذه الحرب اللعينة .كثيرون اعتقدوا أنَّ القوات المسلحة ستهجم على المتمردين هجمة واحدة وتقضي عليهم وتقضي على الأخضر و اليابس .
كثيرون يلومون الجيش على البطء في سير المعارك . نسوا أنَّ الجيش أُخِذَ على حين غَرة .
ولولا أنَّهم صبروا ورابطوا وصابروا وضحوا لكان السودان كله الأن في خبر كان . دعوا القوات المسلحة تقوم بواجبها فهم أدرى بشعاب الخرطوم وهم أحرص علينا من أنفسنا .
فقط تذكروا ( ألا إنَّ نصر الله قريب ).