العقل الباطن اماني البخيت تكتب : شورى الوطنى و جدل رئاسة الحزب
العقل الباطن
اماني البخيت تكتب :
شورى الوطنى و جدل رئاسة
الحزب
فى الأيام المنصرمة دعى مجلس شورى حزب المؤتمر الوطني لدورة إنعقاد طارئه حتى يحسم الخلاف و الجدل حول رئاسة الحزب ، و لكن تم التأجيل عندما برز النزاع للعلن حول مشروعية رئيس الحزب بين تيارين مولانا أحمد هارون و المهندس إبراهيم محمود ، إلى أن تضع معركة الكرامه أوزارها .
تعجبت كثيراً لهذا الخلاف بعد كل ما حدث من تغيير في السنين الماضيه و الذى كان كافياً بأن يتفق الجميع على قلب رجلٍ واحد !
كان من الأفضل أن نعي الدرس و نتعلم من السنوات الماضيه أهمية الإتحاد و طى الخلافات التى لا تسمن و لا تغني من جوع ، و أن نحقق من خلال الحزب آمال شعبنا في التقدم و العزة و الرخاء ،لأن التعاون صفه إيمانية و إعطاء بلا حدود و إنجازات فريده تدعمها الإلفه .
أما الفرقة و الشتات و التعصب في أمراض تكدر الصفو و تشتت الشمل و تبدد الجهود و تورث الفشل و تقطع الروابط و الصلات مما يورث الضغائن و الأحقاد و العداوات و البغضاء بيننا .
على الجميع ترك العصبيه و إختيار القائد الفطن الذكى الذى يستطيع بقدراته تحليل المواقف و إتخاذ القرارات الصحيحه بجانب قدرته على العمل المستمر بإحتهادٍ واضح دون تقصير أو ملل .
فالقائد يجب أن يتمتع بروح التعاون و يكون قادراً على إلهام الآخرين و تحفيزهم على العمل دون إنحياز لفئه معينه .
و فى تقديري مسألة الخلاف الأخيره تحسمها اللجنه القانونيه فهى على درايه و علم بمن كان يرأس الحزب قبل سقوط الإنقاذ و الظروف التى أوقفت نشاطه .
و من الأمور المهمه إستثمار طاقات الشباب يجب أن ينالوا حظهم في المناصب القياديه حتى تجدد دماء الحزب و يطبقون أفكارهم النيره على أرض الواقع فحينما يتم تمكين الشباب فإنهم يشعرون بالثقه و القدره و يصبحون متحمسين لإستكشاف تأثيرهم على العالم من حولهم .
نتمنى للقياده التوفيق حتى يصبح المؤتمر الوطني حزب قائد لوطن رائد .
و نختم بقصيده
أُمة الأرانب لأحمد شوقي عن الوحدة والقوة
يَحكون أَن أُمَّة الأَرانِبِ
قد أخذت من الثرى بجانبِ
وابتَهجَتْ بالوطنِ الكريمِ
ومثلِ العيالِ والحريمِ
فاختاره الفيلُ له طريقاً
ممزِّقاً أصحابنا تمزيقا
وكان فيهم أرنبٌ لبيبُ
أذهبَ جلَّ صوفهِ التَّجريب
نادى بهم: يا مَعشرَ الأَرانبِ
من عالِمٍ، وشاعرٍ، وكاتب
اتَّحِدوا ضِدَّ العَدُوِّ الجافي
فالاتحادُ قوّة الضِّعاف
فأقبلوا مستصوبين رايهْ
وعقدوا للاجتماعِ رايه
وانتخبوا من بينِهم ثلاثة
لا هَرَماً راعَوْا، ولا حَداثة
بل نظروا إلى كمالِ العقلِ
واعتَبروا في ذاك سِنَّ الفضْل
فنهض الأولُ للخطِاب
فقال: إنّ الرأيَ ذا الصواب
أن تُتركَ الأرضُ لذي الخرطومِ
كي نستريحَ من أَذى الغَشوم
فصاحت الأرانبُ الغوالي:
هذا أضرُّ من أبي الأهوال
ووثبَ الثاني فقال: إني
أَعهَدُ في الثعلبِ شيخَ الفنِّ
فلندْعُه يُمِدّنا بحِكمتِهْ
ويأخذ اثنيْنِ جزاءَ خدمتِه
فقيلَ: لا يا صاحبَ السموِّ
لا يدفعُ العدوُّ بالعدوِّ
وانتَدَبَ الثالثُ للكلامِ
فقال: يا معاشرَ الأقوامِ
اجتمِعوا؛ فالاجتِماع قوّة
ثم احفِروا على الطريق هُوَّه
يهوى إليها الفيلُ في مروره
فنستَريحُ الدهرَ من شرورِه
ثم يقولُ الجيلُ بعدَ الجيلِ
قد أَكلَ الأَرنبُ عقلَ الفيل
فاستصوبوا مقالهُ، واستحسنوا
وعملوا من فورهم، فأحسنوا
وهلكَ الفيلُ الرفيعُ الشَّانِ
فأَمستِ الأُمَّة ُ في أَمان
وأقبلتْ لصاحبِ التدبير
ساعية بالتاجِ والسرير
فقال: مهلاً يا بني الأوطانِ
إنّ محلِّي للمحلّ الثاني
فصاحبُ الصَّوتِ القويِّ الغالبِ
منْ قد دعا: يا معشرَ الأرانب
تحياتي
أماني البخيت