منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

مرافعات اشرف خليل يكتب : قبل وبعد زيارة الوزير التركي

0

مرافعات
اشرف خليل يكتب :

قبل وبعد زيارة الوزير التركي


▪️لم تستطع الإمارات إدارة معركتها في السودان ببراعة، إذ اصطدمت بجدارات صلبة من التعقيدات التاريخية والثقافية والاجتماعية..
▪️حاولت الإمارات فرض رؤيتها وتوجهاتها عبر دعم عسكري سخي للدعم السريع ودعم سياسي ومالي للاجنحة السياسية لداعمي الدعم السريع..
فشلت في فهم العمق التاريخي للصراع السوداني ومدى تأثير القوى الإقليمية والدولية على المشهد السوداني.. وبالمقارنة مع دول أخرى حققت نجاحاً نسبياً في المنطقة -مثل تركيا وقطر- فإن الإمارات افتقرت إلى المرونة والتكيف مع المتغيرات الماثلة في المنطقة، مرتهنة دفة محركها وبوصلتها إلى مخططات ليست لها ولن تحصد عبرها إلا مزيدا من الخسران والبوار..
▪️ في كل يوم تتسع الهوة ما بينها وآمالها وتبتعد الامارات كثيرا عن خطتها -خطتهم- في الهيمنة أو حتى الإمساك بخيوط اللعبة في تعقيدات الواقع السوداني..
يبدو أن الأمر استعصى على قدراتها وتنأى عن متناول مقدراتها ولهذا يترأي الفلتان..
▪️ كلما أكثرت من دس أنفها واستطال بها الزمان هنا، كلما كان خلاصها مستحيلا وحصائد خسائرها كارثي..
▪️ قبل أعوام رافقت ضابط المخابرات الاماراتي الرفيع الزائر للخرطوم والمتخفي تحت ثوب الإعلامي ودار حوار طويل بيننا حول نوايا الامارات..
نبهته إلى أن الإمارات تحتاج لقراءة تاريخ السودان على نحو واعي ومتبصر كي تستطيع فهمه والنفاذ إلى تعقيداته وتلافي الاستسهال المخل الذي تمارسه تجاهه..
يومها كان واضحا ان الإمارات تضمر امرا مثيرا وخطرا..
وهو أمر لم نكن نملك له انتباهة جمعية، فمؤسساتنا الوطنية المُغيبة قسرا تغط في سبات عميق..
وحينما تترك تلك المؤسسات النوم وتصحو، يشغلها (اليومي والمؤقت) عن (الاستراتيجي) ومهام (أمننا القومي)..
نحن أيضا لم نكن على براعة في إدارة ملف الإمارات..
ثمة ثقوب..
▪️تذكرون قبل اندلاع الحرب بزمن قصير ذهب حميدتي إلى الإمارات ومكث فيها لاكثر من اسبوع..
ترك وزير الدولة الإماراتي حميدتي هناك و(عقبه) إلى الخرطوم..
قالوا إن (شخبوط) سمع هنا (وسخ اضنيه)..
عاد إلى هناك مغاضباً..
وأرسل حميدتي
و(من ديك وعيك)!.

*أشرف خليل*

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.