منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

بروفيسور ايهاب السر محمد الياس _جامعة الجزيرة يكتب : دروس الحرب والسلام

0

بروفيسور ايهاب السر محمد الياس _جامعة الجزيرة يكتب :

دروس الحرب والسلام

من الأشياء التي تثير استغرابي دوما تلك الطبيعة البشرية الغريبة احيانا والتي تطرق لها المخضرم (ديل كارنجي) في مؤلفه الرائع دع القلق وابدا الحياة في افتتاح كتابه بمثال حي لمدير شركة رفع سقف توقعاته بتأييد العاملين الذين هم تحت ادارته بعد ان أفنى حياته خدمة لهم ومساعدتهم بل على المستوى الأسري حتى. حيث حصل منهم على تأييد ضعيف جدا في استفتاء عام وكانت صدمة قاسية جدا بالنسبة له. هذا الموقف اكاد اجزم قد مر بالكثيرين منا في الحياة بحيث تبذل كل طاقاتك لأشخاص يقابلونك بنكران الجميل ونسيان المعروف . هذا الأمر معروف حتى في عالم الجريمة اناس طيبون كثر تم الغدر بهم من قبل هؤلاء البشر الذين مدوا لهم يد الإحسان بل ذهب البعض الى أنهم احيانا يكونون من الذين تربوا معهم في حضن دار واحد . هذه الطبيعة البشرية قد ألمح لها القرآن الكريم ايضا في الأية الكريمة ( هل جزاء الاحسان الا الاحسان) . ليس هذا فحسب بل تمتد هذه السلوكيات حتي بين الدول حيث ساهمت يلادنا العزيزة في نهضة بلدان أفريقية وعربية وقابلت هذا الأمر بالنكران وجزاء سنمار . ساهم السودان وبعثاته التعليمية في وضع الاسس لنهضة الكثير من البلدان بل حتى نهضة كرة القدم في هذه الدول والتي كانت بسبب عدد كبير من الرياضيين السودانيين. حتى أن أسماء بعض فرق كرة القدم في تلك الدول سميت باسماء فرق كرة القدم السودانية . كذلك انطلق عدد من المعلمين السودانيين يجوبون اصقاع العالم افريقيا وعربيا يزيلون ظلام الجهل ونير عدم المعرفة ووضعوا بذرتهم الصالحة التي اهتزت وربت وخرجت دولا صارت في مصاف الدول المتقدمة الآن في كل المجالات. حقيقة من المحزن الآن أن العلاقات الدولية باتت تحكمها المصالح الإستراتيجية وهنالك الكثير من التقاطعات التي تحكم تلك العلاقات وبدأت بوادر الحرب العالمية الثالثة تلوح في الافق ولكنها في رائي حرب ليست كسابقاتها هي حرب تستخدم فيها كل الأساليب غير التقليدية للسيطرة على الموارد الطبيعية للشعوب التي حباها الله لها من المياه والانهار الوفيرة والأراضي الزراعية الخصبة والمعادن النفيسة في باطن الأرض.يعاني العالم كله الآن من تغيير مناخي رهيب قلب موازين قوى الطبيعة بعد تدخل الانسان السافر في التوازن الطبيعي الذي خلق الله عليه هذه البسبطة فانقلب عليه وبالا تلوثا وكوارثا طبيعية من سيول وفيضانات وزلازل وبراكين وضعت البشرية جمعاء في محك صعب وحدث إنفلات في الطبيعة قد يؤدي لكوارث وخيمة. الشاهد في الأمر علينا الان ان ندرك اننا نحتاج لاعادة عمران ما فقدناه في هذه الحرب لانشاء دولة حديثة بتناسي مررات الماضي التي اقعدتنا كثيرا ووضع حلولا جذرية لتلك المشاكل التي اخرتنا عن الركب لعلنا ندرك للاجيال القادمة والحالية الرفاهية والحياة الكريمة. يتطلب هذا الامر اعادة قراءة جيدة لعلاقتنا بدول الجوار والدول العربية بطريقة تضمن سيادة دولتنا وان تكون الأولوية وضع قوانين صارمة تجاه الوجود الاجنبي غير المقنن ومغادرة خانة الطيبة والكرم الحاتمي الذي كنا نتعامل به. علينا ان نفرق جيدا بين عدونا وصليحنا وان يكون تفكيرنا في المصلحة العليا لهذا الوطن العزيز الذي ظل يعاني دوما من ظلم جيرانه ومن مد لهم يد المعروف. علينا ان ننغلق على انفسنا ونحافظ على مواردنا الطبيعية وبناء وطن جديد على اسس بناء الامم المتقدمة بمعرفة اسس نهضة البلدان وتطبيقها لنرتقي باذن الله لمصاف العالمية.

هذا وتقبلوا فائق التقدير

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.